جرائم الاعتياد في القانون الجزائري

تعد الجريمة إحدى أبرز الظواهر الاجتماعية السلبية التي عرفها الإنسان، وقد تناولتها عدد من الدراسات، وسهرت على حدها مختلف التشريعات على مر العصور.

تعرف الجريمة المعارضة على أنها ارتكاب فعل، أو الامتناع عن فعل يفرض جراءه القانون عقوبات، والذي أوجب لتطبيقه وجود إرادة تتجه للقيام بالفعل أو الامتناع عنه.

تنقسم الجريمة من جهة تنفيذ الأركان المادية فيها إلى تقسيمات عدة، منها الجرائم الوقتية، والجرائم البسيطة، والجرائم المركبة، وجرائم الاعتياد، وبالرجوع إلى قانون العقوبات الجزائري يخول القاضي السلطة التقديرية في تكييف جرائم الاعتياد، ما إذا وجدت الصور الخاصة بالتكرار وذلك دلالة على أن الجاني معتاد على الجريمة.

وقد ارتأيت أن يكون هذا البحث في فصلين: أتطرق في الفصل الأول لشرح تفصيلي لمفهوم جرائم الاعتياد المادي واللغوي، والشكلي، والموضوعي، وتعريف الاعتياد وتميزه عن المصطلحات الأخرى.

أما في الفصل الثاني فسأتطرق إلى شرح تطبيقات جرائم الاعتياد في القانون الجزائري.

الفصل الأول: الإطار المفاهيمي للدراسة 

بالرجوع إلى الرأي الفقهي أوجد المشرّع الجزائري قسم الجرائم وفقًا لمعايير مختلفة، نذكر منها: معيار طبيعة الجريمة الذي قسم الجرائم إلى جرائم جنائية، وجرائم مدينة، وجرائم تأديبية، ومعيار الجسامة أو الخطورة الإجرامية، الذي قسمها إلى جنايات، وجنح، ومخالفات.

أما بالنظر إلى الركن المادي للجريمة لأنها تقسم إلى جرائم بسيطة وجرائم الاعتياد، فهذا بناء على القانون الجنائي الذي يهتم بالفعل المادي المرتكب.

المبحث الأول: مفهوم جرائم الاعتياد 

تعد جرائم الاعتياد من تقسيمات الجريمة، وهذا حسب الركن المادي لها التي تصنف من جهة تكرار الفعل الإجرامي، فالفعل الواحد غير كافٍ لتوافر ماديات الجريمة، وتعد هذه الجرائم من الجرائم التي تلزم اعتياد أو تكرار الجاني للفعل الإجرامي. 

المطلب الأول

تعريف جريمة الاعتياد وتميزها عن بعض المفاهيم سواء التعريف القانوني، أو الفقهي، أو اللغوي، أو القضائي، أو التشريعي.

تعريف جريمة الاعتياد 

إن القانون يجرِّم ويعاقب على تكرار الفعل المادي لجريمة الاعتياد أكثر من مرة.

تميز جرائم الاعتياد عن بعض المفاهيم 

إن جرائم الاعتياد تتشابه مع بعض الجرائم في جوانب عدة، لكنه توجد فوارق جوهرية تميزها عنها.

المطلب الثاني: الاعتياد في المساهمة الجنائية التبعية/ الاشتراك 

وفقًا للمادتين 42 و43 من قانون العقوبات الجزائري، فإن الاشتراك يعد نوعًا من أنواع المساهمة الجزائية، أي أنه فعل تبعي يصدر عن الشريك بهدف الإسهام في الفعل الإجرامي، والنتيجة يرتكبها الفاعل الأصلي.

إن الفرق بين المساهمة الجنائية الأصلية والتبعية أن الأولى تعد نشاط الفاعل الأصلي المجرم بذاته، أما الثانية فهي عمل الشريك الذي يسهم بصورة ثانوية في ارتكاب الجريمة.

المبحث الثاني: الاعتياد.. عناصره وطبيعته القانونية

لجرائم الاعتياد ميزة خاصة، إلا أنها قد تتداخل من جهة الخصائص مع جرائم أخرى.

المطلب الأول: عناصر جرائم الاعتياد 

إن جرائم الاعتياد لا تقوم ما لم يتكرر فيها الفعل الإجرامي، أي لا يكفي لوقوعها ارتكاب الفعل مرة واحدة، بل لا بد من تكراره أكثر من مرة حتى تتحقق الخطورة الإجرامية، فلا يعاقب الفاعل عليها إلا إذا توافر عنصر الاعتياد.

المطلب الثاني: الطبيعة القانونية لجريمة الاعتياد 

وضع المشرع الجزائري شروطًا لقيام جريمة الاعتياد، وهي ميزة جريمة الاعتياد، وصعوبة استخلاص البناء القانوني لها.