غالبًا ما يقارن كل جيل نفسه بأجيال أبنائه وأحفاده والصغار الذين يحيطون به، بعبارة (عندما كنا صغارًا لم نكن مثلكم هكذا)، وهذه العبارة تسبب التململ والضيق لهذه الأجيال عندما تتردد على مسامعهم. ولكن كان لها حساب وسؤال ومنطق وتعليم واقتباس من إيجابياتها، ومن التجارب التي عاشها من مروا على الحياة قبلنا.
لكن اليوم وفي عالم تجتاحه الوسائل التكنولوجية والتقنية والأجيال التي عانت من الحروب والدمار والسعار الاقتصادي والمعيشي والانحدار الأخلاقي وغض النظر من الأهل عن كثير من الأمور على اعتبار أن هذا الجيل منفتح على أساليب عصرية وجديدة في الحياة، كيف لنا أن نقنعهم بأخطائهم وأنهم يتصرفون بأساليب غير لائقة دون التسبب لهم بأذية لمشاعرهم أو تعدٍّ على خصوصية حياتهم المبكرة؟!
اقرأ أيضًا من لديهم الجرأة لمواجهة الفشل وهزيمته
أسباب جرأة الجيل الحالي
- كما ذكرنا، السرعة في كل شيء، والسهولة في الشراء والابتياع، ووضع العالم كله بين يديك بكبسة زر.
- غض الأهل الطرف عن سلوكيات أطفالهم، وانشغالهم هم الآخرين بمجريات الأحداث والتغيرات الحاصلة حولهم.
- تلبية طلبات الطفل بأي وسيلة كانت؛ حتى لا يعاني من نقص الكماليات التي يتمتع بها غيره من أقرانه، دون الإشارة إلى مَن هم أدنى منه.
- تغير طريقة الدراسة والحصول على المعلومة، وتغير سلوكيات المعلم مع تلاميذه، والذي كان يُعد الموجه الثالث بعد الأم والأب.
- لبس قناع الحرية وتطور أساليب المعيشة والاحتياجات على وجه هذا الابتذال الحاصل.
- انحدار الذوق العام، كالذوق الفني والإبداعي، والميل نحو كل ما هو شاذ لجلب عدد أكبر من المشاهدين، واستقطاب اللايكات وتحقيق ما يسمى (الترند) حتى لو كان عن طريق الشتائم والسخرية وجرح الشعور الإنساني.
- تلخيص واختصار الذكريات والجلسات العائلية والنزهة التي كانت تحتل تفكير الطفل حتى يوم الإجازة ليحصل عليها مكافأة، بصورة صغيرة تشارَك على مواقع التواصل الاجتماعي، لتُنبذ في أرشيف وتختفي من ذهن الطفل نهائيًّا كأنها لم تكن.
اقرأ أيضًا الطفل العنيد.. كيف تتعامل مع طفلك العنيد؟
أساليب التعامل مع الجيل الحالي
- إعطاؤهم الشعور ببراءتهم وطفولتهم، وأنهم بحاجة إلى اللعب بأبسط الألعاب كالبالونة والباربي والسيارات الصغيرة وغيرها، أو الاندماج مع أقرانهم للهو في حديقة المنزل، دون الإسراع بمنحهم الهاتف المحمول والكمبيوتر المتنقل، فكل شيء له وقته وسنه المناسب.
- دمجهم مع العائلة، ومنحهم شعور الرغبة بالانشغال بالمناسبات العائلية، ولا ضير بتوثيقها بتلك الصورة، ولكن ليس على حساب اللحظات الجميلة التي يجب أن يحياها معهم، وأن ينحِّي هاتفه جانبًا في مثل هذه الجلسات.
- التنسيق مع المدرسة ومتابعة سلوكيات وألفاظ الأطفال، بل حتى نظرات أعينهم.
- عدم غض النظر عن أخطاء الطفل مهما كانت صغيرة، وتوجيهه بطريقة محببة. ولا ضير بضرب مثال عن أيامنا دون جعلها حبلًا يلتف على أعناقهم ومخيلاتهم.
- اقتناء الكتب لهم، وعدم إعطائهم شعورًا بأن الكتاب شيء ممل عليهم التهرب منه، والقراءة لهم بصوت عالٍ، ومناقشتهم والاطلاع على آرائهم في ما سمعوا.
تابع أساليب التعامل مع الجيل الحالي
- مشاركتهم نشاطاتهم الخارجية، وإضفاء نوع من الصداقة بيننا وبينهم. فالخارج أصبح شديد الْخَطَر، ومن الممكن أن يحملهم إلى ما لا تُحمد عقباه، وتوعيتهم بخطورة كل شيء؛ ليتبقى لديهم روادع وأسس يستندون عليها عند الحاجة.
- تنظيم أوقاتهم دون أن يشعروا بأنك تتطفل عليهم، فلا مانع أن يحمل يومهم أوقات فراغ وتسلية.
- مشاركتهم ألعاب الهاتف المحمول ومشاهداتهم على وسائل التواصل، واللهو معهم بالبلاي ستيشن؛ لتبقى على نظرة مستمرة لكل ما تصفَّحوه أو أمضوا أوقاتهم عليه، دون إشعارهم أنك تراقبهم أو تضغط عليهم.
- عليك أن تراقب تصرفاتهم مع الآخرين؛ لأن أذى الغير لا يبني شخصية الطفل أو يعبر عن ذاته، وتعليمهم أن الحياء والخجل من أهم السمات الجميلة والراقية التي من الواجب أن ترافق أسلوب حياتهم وطباعهم.
- تهذيبهم أخلاقيًّا ولفظيًّا وتأنيبهم عند الإقدام على أي سلوك أو لفظ نابي؛ ليشعروا بوجود حساب وعقاب، وأن ليس كل ما يفعلونه مقبول.
- وعليك أن تتصف بكل ما تفرضه عليهم، فلا تحاسب ابنك على كلمة نابية قد سمعها منك بالأساس، أو أنه تعلَّم بعض التصرفات الخارجة التي حدثت أمام عينه في المنزل، بل عليك أن تكون قدوة وعلى قدر المسؤولية (فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
أغسطس 14, 2023, 9:09 م
جميل
أغسطس 19, 2023, 12:18 ص
جميل
أغسطس 20, 2023, 3:27 م
جميل
أغسطس 20, 2023, 5:07 م
❤️❤️
سبتمبر 17, 2023, 11:53 ص
❤️❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.