سيد علي عبد الرشيد ديسمبر 3, 2022, 7:31 م

ثمن النفس والتعرف علي افكار الإنسان

هذه النفس ما لها تعويض، وشأنها العلو وليس الحضيض، فإتلافها ذنب لا يُغْتفَر، وإرهاقها إجرام إليه لا يُنظَر، فمن يتعبها ولا يريحها قد أرهقها، ومن ألقى عليها ما تتحمل قد أزهقها، فلا ينخدعْ من يقتحم العقبة ولا بصدق القول: "صنع من الحبة القبة"، إذ ليست كل الحبة تعظُم، وبعضها تأبى وتحرُم، فهذه النفس تعيش ما شاء لها خالقها، وتموت متى شاء رازقُها، فمن ظن أنها قوية، فليس له في هذه الدنيا هوية.

اقرأ ايضاً ثقافة الاعتذار والتصالح مع الذات وعلاقتهم التوازن النفسي

تحمل الإنسان فوق طاقته

وربما يغترُّ الإنسان فيواصل عمل الليل حتى النهار، ولا يستريح ويستمر على هذا القهر، وربما لا يتنبه إلى نصائح الأطباء، ولا يصغي إلى تحذير الأحباء، وقد يولي الدبر على الناصح، ولا يُقبل على الملامح، فينحل فلا تقبل نفسه بالضيم، ولا تطمئن إلى وجود الغيم، فلا ينتصح.

فيعمل جاهدًا فلا يفلح، فمن آمن بالقول: "إذا قيل: أنت أنت، فقد أُريدَ قتلُك" بالهول؛ إذ ليست كل نفس قادرة على التبعات، وليست كل روح مقتدرة على العقبات، وقد يظن الإنسان الدنيا كل ما ظهر، ولا يعرف أنها هي كل ما استتر.

فللدنيا خوافٍ وقوادم، وما كل من فيها عليها قادم، فمن أخذ بخوافيها، لا يطير بما فيها، ومن صدّق قوادمَها، لا يربح مقامَها.

اقرأ ايضاً أهمية الصحة النفسية في الحياة وبعض النصائح للتخلص من الضغط النفسي

المال لا يأتي بالراحة دائماً

والذي يعمل يبخل على نفسه، ولا يعتني بها من أجل قوة بأسه، يصل به الأمر إلى يأسه، والنفس عندما تشتكي، فإنها على الجهد تبكي، والنفس لا تبقى إذا فنيت، ولا تُبْدَل إذا ما بقيَت، فمن كان همه جمعَ الفلس، فلا يملك إراحة النفس، ومن فكر في ادخار الكنز، ما وصل إلى عتبة العزّ.

يوم تموت النفس في هذه الدنيا، لا يُعيدُها المحب وأصحاب الدرجات العليا، فمن قتل نفسه من أجل الناس، شتموه وذمُّوه في اللحد بسبي الإفلاس، ومن فطِن إلى ما سيقال بعد عطَبِه، لا يجني على نفسه أسباب غضبِه، فمن عرف الناس ولم يلق بنفسه إلى التهلكة، سعد في حياته وبعد مماته أفضل من السمكة عاشت في بحر في النعمة، وانتهت حياتها في النقمة، قال أديب الزمان: لا توبِقْ هذه النفس من أجل التفاهة، ولا تدخلها في السفاهة.

بقلم سيد علي عبد الرشيد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.