تتسلّل حواسّنا بين دروب الرّوائح المختلفة، فتسافر بنا في رحلة متميّزة بين نكهات لا تشبه غيرها من النّكهات، ومذاق الكعك السّاخن الّذي يظلّ عالقاً في ذاكرتنا، وذلك الفرن الدّافئ الّذي يلملم طفولتنا.
اقرأ أيضاً وصفة مغربية بمقادير مختلفة وطعم ولا أروع.. تعرف عليها الآن
مميزات خلطة التوابل
أمّا خلطة التّوابل تعجز الكلمات عن وصفها، إنّه المغرب الّذي يتميّز بفنّ المطبخ الأصيل في كلّ مدنه سواء كبيره أم صغيره، كلّ الأزقّة الضّيّقة الملوّنة بألوان هادئة وأخرى مبتسمة كأنّها سعيدة بتلك الأصوات الّتي تسمع في أزقّتها.
تختلف ملامح أطباق مغربنا من ثقافة إلى أخرى، لكن يظلّ تاريخ الطّهي نفسه في المغرب، ليس فقط مكوّنات غذائيّة، لكن هو مزيج مدهش بين التّوابل المغربيّة وأيادٍ تطبخ خلطةً سحريّةً بحبٍّ وشغف.
يتميّز فنّ الطّبخ المغربيّ بتنوّعه، فهو يتميّز بأطباق لذيذة بشكل مدهش بين حامض، ومالح، وحلو، وخليط بينهما تصنعها أمّهاتٌ صنعت التّاريخ، وصنعت وسائل إعلام تكلّمت علينا وكتبت عن ثقافتنا، فأصبحنا نمثّل سياحةً ليس بالمناظر الخلّابة فقط، بل في فنّ الطّبخ المغربيّ.
اقرأ أيضاً فن الطبخ
أنواع المقبلات المغربية
سنبدأ بالمقبّلات المغربيّة، وهي الّتي تقدّم عمومًا في كثير من المدن الكبيرة أو الصّغيرة في المغرب في أوّل الطّعام، وتكون هذه المقبّلات المغربيّة في بعض الأحيان مرافقةً للطّبق الرّئيس.
-
شلاظة (سلطة مغربيّة): هي سلطة تتكوّن من طماطم، وبصل مقطّع إلى قطع صغيرة تضاف إليها التّوابل، كالملح، والكمّون، وعصير الحامض، وكذا قليل من الزّيتون المقطّع الأخضر.
-
الخبيزة: سلطة من السّبانخ أو السّلق والثّوم، وكذا الزّيتون.
-
التّكتوكة: سلطة تتكوّن من الطّماطم والفلفل المشويّ، ولا ننسى الزعلوك من الباذنجان المشويّ أو المقليّ مع صلصة الطّماطم والفلفل المشويّ تضاف عليه التّوابل والثّوم وزيت الزّيتون.
اقرأ أيضاً مطابخ شعوب العالم (الجزء الأول)
ما الطبق الرئيس فى المغرب؟
الطّبق الرّئيس في المغرب هو الطّبق الرّئيس المحبوب الّذي يطبخ بيد أمّ صنعته بحبٍّ أو بيد سيّد يتقن فنّ الطّبخ، إنّه الطّبق الّذي لا يُنسى، إنّه الطّبق الّذي يطبخ بنكهة مختلفة فيظلّ في ذاكرة السّائحين.
-
الطّاجن المغربيّ، وأصل هذه الكلمة من آنية فخاريّة مغربيّة، يعرف هذا الطّاجن المغربيّ الطّينيّ بمذاقه الشّهيّ، هذا الطّبق يحضّر إمّا بالخضراوات أو باللّحم والبرقوق، وهو أكثر الطّواجن المعروفة في مغربنا، أو بالدّجاج والبصل والزّيتون والحامض، وكذا نجد الطّاجن بالسّمك المعسّل، ويقدّم هذا الطّبق في عدّة مناسبات مغربيّة، ويحظى بعدّة توابل وبهارات متنوّعة ومختلطة لتعطي مذاقاً مختلفاً من نوعه.
-
الطّنجيّة المراكشيّة: تعدّ من الأكلات المشهورة التّقليديّة، وخاصّةً في مدينة مراكش الحمراء الّتي تشتهر بهذه الأكلة ذات المذاق الطيّب واللّذيذ، وتقدم في فصل الشّتاء أكثر، وهي تطبخ في الأفران التّقليديّة الّتي تقع في حيّ شعبيّ، وتحضّر باللّحم، والثّوم، والكمّون، والزّعفران، والحامض، والسّمن البلديّ.
-
الكسكس: من بين أشهر الأطباق المغربيّة من أصل بربريّ، وهو يعدّ من السّميد، ويحضّر باللّحم أو بالدّجاج وبالخضراوات، ومن بين الكسكس الكسكس المعروف بالسّبع الخضاريّ، وفي بعض المدن المغربيّة يضاف إليه الحليب، ويؤكل بالأيدي، وهي الطّريقة الأكثر شعبيّةً أو بالملاعق.
-
البسطيلة: طبق أمازيغيّ، يعدّ من بين الأطباق الّتي تقدّم في الأعراس المغربيّة في المناسبات، وهي ورقة من المعجّنات متبّلة بتوابل مختلفة تباع عند البقّال، تتكوّن من نوعين بسطيلة حلوة وهي الّتي تطبخ بالدّجاج واللّوز، وبسطيلة مالحة، وهي الّتي تحضّر بالسمك وتلفّ كفطيرة، وترشّ بالقرفة والسّكّر.
-
المروزية: وهي طبق حلو يحضّر كذلك في أوانٍ طينيّةٍ كالطّاجين يضاف إليه الزّبيب، وهو معروف في عيد الأضحى يهيمن عليه مذاق العسل والقرفة والتّوابل المختلطة كرأس الحانوت، وهو من التّوابل المعروفة التّقليديّة في المغرب، ويضاف إليه كذلك الفواكه المجفّفة كالبرقوق.
-
الرّفيسة: وهو نوع من الثَّرِيد يحضّر على شكلٍ نسمّيه في المغرب المسمّن، ويقطّع إلى قطعٍ متوّسطة الحجم، ويعدّ هذا الطّبق من الأطباق الشّعبيّة، ويستهلك خاصّةً في أوقات البرد، وهو معروف بالدّجاج البلديّ أو الحمام، يضاف إليه كذلك السّمن البلديّ، والزّعفران، وكذا البصل المقطوع إلى قطع متوّسطة الطّول، وكذا العدس ويكون دائماً مرفقاً بحساء، وتقدّم هذه الوجبة في مناسبة ولادة المرأة الحامل خاصّة وهي ما نسمّيها في المغرب مناسبات النّفاس، ونقدّمها في وعاء يسمّى بالقصعة، وتزيّن بالبيض السمّان، واللّوز، وتقدّم في بعض الباديات المغربية وخاصّة في الشّلوح، فتزيّن بقطع من الحلوى والعلكة، وكذا بالفواكه المجفّفة كالتّمر.
-
بولفاف: هو طبق مشاوٍ، وهو معروف كذلك في عيد الأضحى بالكبد والطّيحان، والقلب الملفوف بالشّحمة.
-
التّقلية: طبق يتكوّن من كبد، ورئة، وكرش الخروف مطبوخين ويحضّر فوق النّار.
-
القديد والكرداس، ويعدّ كذلك من العادات المغربيّة الّتي تحضّر في عيد الأضحى ويضاف إلى الكسكس، وكذلك في حَساء اللوبيا أو ما نسمّيها الفاصولياء، ويتكّون من لحم مجفّف مالح.
الحساء والشوربات
-
الحريرة: وهي الطّبق الرّئيس في شهر رمضان، تقدّم ساخنةً ومعها حلوى معروفة في المغرب تسمّى الشباكيّة، وهذا الطبق يحضّرمن الطّماطم، والعدس، والفول، أو الحمص، وهو حساء لذيذ.
-
البصارة: حساء ساخنٌ يحضّر بفول مجفّف.
-
بَركوكس: طبق مغربيّ تقليديّ مصنوع من المعكرونة الّتي تطهى مع اللّحوم، والخضروات الموسميّة أو صلصة الطماطم.
-
بَبوش: طبقٌ من الحلزون في مرق وضع معه البهارات، والتّوابل، والعشوب.
-
اللّوبيا البيضاء: (اللوبيا الكارمة بالدّارجة المغربيّة): شوربة ساخنة مصنوعة من اللّوبيا البيضاء، تؤكل بالخبز، ويضاف إليها الكرداس أو القديد.
الفطور المغربي؟
يعدّ الفطور المغربيّ من أكثر الأطباق تنوّعاً، ويشمل حساء الحسوة الّتي تتحضّر بسميدة، ويضاف إليها زيت الزّيتون، والكمّون، وزعتر.
وفي الفطور الفاسيّ الّذي تجد ما نسمّيه الخليع، وهو عبارة عن قطعة لحم مجفّفة مقطّعة قطعاً صغيرة أو مالحة قليلاً، أمّا الفطور الشّماليّ فيعرف بأومليت البيض، والكاشير، ولا ننسى نوعاً من العجائن الّذي يسمّى المسمّن وهو ألذّ ممّا تتخيّل، وكذا الحلويّات المغربيّة الأكثر شهرةً ككعب الغزال، وغريبة.
ختاماً: لم نذكر كلّ شيء، فالمغرب يشتهر بعدّة أكلات متنوعة ومفيدة في كلّ فصل، فثقافتنا ثقافة فريدة من نوعها، فلا طبقَ يشبه طبقاَ، فحضارتنا الّتي تتركك تسافر بحواسك في رحلة ليس لها عنوان.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.