يُعد ظهور شخصية "رئيس الدولة" في عمل فني، وهو على قيد الحياة، سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ الدراما المصرية، قد يكون لها أثر مستقبلي فيما بعد على عملية الانتاج، فتظهر شخصيات الرؤساء بلا حرج كما تظهر شخصيات الرؤساء في الدراما الأمريكية.
اقرأ أيضاً كباري القاهرة والأفلام العربية.. صياغة التاريخ بعيون السينما
تمثيل دور الرئيس في السينما
- ففي العهد الملكي، ورغم تألق السينما في ذلك الوقت، ألا إنه لم يجرؤ أحد على تجسيد شخصية الملك فؤاد أو فاروق، ولا حتى على هامش أي عمل فني معاصر، ولكن ظهرت شخصية الملك بالطبع في عديد من الاعمال الفنية في وقت لاحق.
- وبعد ثورة 1952 وعلى الرغم من حرص المسئولين على إنتاج أعمال تُمجد الثورة بشكل مباشر، إلا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رفض تجسيد شخصيته على الشاشة، لدرجة أنها كانت من المحرمات! وبعد رحيله عام 1970 استمر الحال في عهد السادات وبداية عهد مبارك.
ولكن شهدت فترة التسعينات انفتاحه في الرأي بشكل دفع قطاع الإنتاج إلى المساهمة في إنتاج أعمال تُجسد رؤساء مصر السابقين بشكل شخصي ووثائقي. فظهر عبد الناصر في (ناصر 56) وظهر السادات في (أيام السادات) وكليهما جسد الشخصيات الفنان احمد زكي. أيضا ظهر ناصر مجددا في فيلم يحمل اسمه ويحكي قصته بطولة الفنان خالد الصاوي.
اقرأ أيضاً اليهود في السينما الإيرانية.. وفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية
عهد السادات ومبارك
- وخلال عهد الرئيس السادات، والذي شجع على ظهور ما يُعرف بالافلام السياسية، او ظاهرة (كرنكة الافلام المصرية) والتي تعرضت لنفوذ مراكز القوى وفساد المؤسسات السيادية. إلا أن تلك الافلام لم تتعرض لشخص الرئيس، رغم إنه كان محباً للسينما، وقد عمل بالفن في مرحلة من حياته.
- وفي عهد مبارك، وخلال انفراجة التسعينات ومابعدها، ظهر الرئيس مرتين كرئيس للجمهورية على الشاشة: كانت الاولى ضمن أحداث فيلم (موعد مع الرئيس) بطولة إلهام شاهين، والذي أظهر رئيس الدولة في آخر مشهد بظهره.
وأيضا فيلم (جواز بقرار جمهوري) حيث ظهر مبارك بنفسه كجزء من الفيلم، ولكن عن طريق مادة تسجيلية أضيفت للأحداث بشكل حاول المخرج خالد يوسف أن يكون بشكل تقني احترافي طبقا لإمكانيات عصره.
تمثيل دور الرئيس محمد مرسي وعبد الفتاح السيسي
- أما الرئيس الراحل محمد مرسي، والذي تولى السلطة لعام واحد بعد ثورة يناير، فكان هو أيضا ضيفا على فيلم هزلي (المشخصاتي 2) لتامر عبد المنعم، وكان في 2016 أي بعد عامين من عزله.
جاء تشخيص تامر لشخصية الرئيس بشكل هزلي كارتوني أصاب المشاهد بنوع من القرف، وابتعد عن المضمون الذي يريد الفيلم أن يوصله للمشاهد.
- وفي هذا العام ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي كشخصية رئيسية ضمن أحداث مسلسل (الاختيار 3)، وقد ظهر الفنان ياسر جلال متقمصا الشخصية بشكل يقارب الواقع بنسبه كبيرة حتى في طبقة الصوت بشكل أصاب كثير من المشاهدين بالذهول عند عرض المشهد لاول مرة.
- ولا يزال المجال مفتوحا أمام صناع الأفلام لتجسيد مزيد من الشخصيات والاعمال الدرامية والسينمائية اللاحقة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.