مبدئيًّا، وقبل أي حديث أو أي نظريات ومصطلحات، لا بد أن نعرف الإجابة عن عدة أسئلة مهمة وأساسية في حياتنا، حتى نحدد كيف نحيا ونعيش في هذه الحياة بكل معاركها ومتطلباتها وظروفها ومتغيراتها.
7 أسئلة لتتمتع بحياة أفضل
وتلك الأسئلة هي كالتالي:
السؤال الأول: ما الحياة؟
السؤال الثاني: من أنا في تلك الحياة؟
السؤال الثالث: من معي في تلك الحياة؟
السؤال الرابع: ماذا تريد الحياة مني؟
السؤال الخامس: ماذا أريد أنا من الحياة؟
السؤال السادس: ماذا أريد ممن معي في الحياة؟
السؤال السابع: ماذا يريد من معي في الحياة مني؟
7 نقاط بـ7 أسئلة ثابتة لكل فرد منا، وكل منا لا بد أن يبحث بداخله عن الإجابات المناسبة لتلك الأسئلة التي تناسبه هو على حسب بيئته الحاضنة له، ومستويات ثقافته وتعليمه، ومعتقداته وتقاليده ومجتمعه المحيط به.
والآن دعونا نبدأ رحلة البحث عن الإجابات المنطقية والعقلانية لتلك الأسئلة السبعة، مع الأخذ في الاعتبار أن الإجابات في هذا المقال إجابات عامة، يمكن لكل فرد التعديل عليها على حسب متطلباته الشخصية، ولكن الإجابات في المقال ستضع أقدامنا على الطريق السليم لكل منا، كي ينطلق في طريقه على أساسها.
إجابة السؤال الأول: ما الحياة؟
قد تبدو الإجابة سهلة للجميع (الحياة هي الدنيا التي نعيش فيها نأكل ونشرب ونتزاوج ونتعلم ونعمل حتى تمر أعمارنا ما بين الميلاد حتى الموت).
وهي إجابة منطقية ولكن دعونا نتعمق أكثر في الإجابة، ونقول إن الحياة لها معنيان: معنى عام، وهو يشمل الإجابة السابقة بكل ما فيها من أراضٍ وسماوات، وشعوب ومجتمعات وبشر بكل الأصول والعرقيات، واختلاف اللغات واللهجات والتقاليد والعادات والأديان والمعتقدات، وكل ما على الأرض من شجر وحجر ومياه وحيوانات وما تحت المياه والأرض... إلخ.
وهو مفهوم واسع جدًّا لا ينتهي، ثم إن تلك الحياة ممتدة جدًّا لا تنتهي إلا ما شاء الله لها أن تنتهي، وهذا مفهوم مهم جدًّا سنحتاج إليه، ولكن ما همنا الآن هو المفهوم الضيق للحياة، ألا وهو حياة الفرد منا كل على حدة، وهي الحياة (حياتي أنا).
والإجابة هي عدد سنوات محدود لكل منا (عمر كل إنسان على الأرض) في مكان ما على الأرض (بالنسبة لمجموع الأرض يكون صغيرًا جدًّا)، عدد تلك السنوات منها عدد لا بأس به ضائع منا لا محالة، دون أي فائدة أو مردود علينا مباشر، (وان كان مهمًّا لكل منا أن يستمتع به) أولها سنوات الطفولة.
ما نقضيه أيضًا يوميًّا من ساعات النوم، وكل وقت مهدور منا في أشياء لا معنى ولا قيمة لها سنوات من عمرنا المحدود، ضائعة علينا بلا أي استفادة.
أما بالنسبة لإجابة السؤال الثاني: من أنا في تلك الحياة؟
بالنظر الفاحص من أنا في تلك الحياة، أنا كائن مخلوق مثل باقي المخلوقات، ولكن بالنسبة والتناسب فأنا مجرد كائن من ملايين المليارات من الكائنات في الحياة، ثم إنني بالنسبة والتناسب من فصيلتي البشرية فأنا مجرد فرد من بين مليارات الأفراد.
وبذلك لن أستطيع أن أستحوذ إلا على قدر نسبتي تلك في كل شيء، ولا أستطيع أن أتحمل أيضًا إلا تلك النسبة الضئيلة بالنسبة لبقية المخلوقات، لذلك لا تكلف نفسك إلا تلك النسبة للسعي إليها وتحقيقها (لا تُكلف نفسٌ إلا وسعها).
وإجابة السؤال الثالث: من معي في تلك الحياة؟
لإجابة هذا السؤال لا بد من تقسيم الحياة إلى دوائر، وتحديد أهمية كل دائرة منها بالنسبة لك، ودرجة أهميتها، حتى تستطيع تحديد أهدافك ومدى تأثيرك وتأثرك بكل دائرة منها.
ولنبدأ معًا رحلة تلك الدوائر، الدائرة الأولى وهي الأوسع والأضخم، وهي دائرة الحياة الكلية التي تضم الأرض بمن عليها، وهذه دائرة لا بد من متابعتها ومعرفة مسارها وتوجهاتها وأحداثها وأخبارها، ولكن هي تمتلكك ولا تملكها.
الدائرة الثانية وهي دائرة على الرغم من اتساعها، لكنها أقل بكثير من سابقتها، وهي الوطن أو المجتمع الذي تعيش فيه بكل تفاصيله، وهي دائرة أكثر أهمية لك من سابقتها، لا بد أن تهتم بها ومعرفة أيضًا توجهاتها وأخبارها المختلفة بكل دقة، سواء كانت توجهات اقتصادية أو علمية أو صحية أو قوانين قديمة ومستحدثة، لأنها هي المتحكمة في غالب إن لم يكن كل مسارات دوائرك الأخرى القادمة.
وكلما زادت معلوماتك عنها كانت حياتك أسهل وأيسر، لأنك سوف تكون على دراية بالقوانين وكيفية التعامل معها، وأيضًا توجهات العمل والاقتصاد فيها، لكي تعمل على الاندماج فيها واقتحام أسواق العمل والاستثمار... إلخ على كل المستويات.
الدائرة الثالثة وهي دائرة الأسرة الكبيرة، وهي تشمل كل نطاق تحركاتك العلمية والعملية والصحية والعقائدية، وكل ما يخص الأعراف والعادات والتقاليد، وهذه دائرة أكثر أهمية من سابقيها، لأنها دائرة الاحتكاك المباشر والتعامل الدائم والمستمر، ولا بد لك من معرفة توجهاتها وتشابكاتها وتناقضاتها بدقة شديدة، حتى تستفيد منها أكبر استفادة ممكنة.
وكذلك معرفة كيف تؤثر فيها وكيف تتأثر بها، وهي دائرة تعد بداية محيطك وعمقك الداخلي المهم والإستراتيجي، وفيها سوف تنال كل بداياتك تقريبًا طفولتك وتعليمك وصحتك وعملك في ما بعد، فكلما زادت معلوماتك عنها زادت فرص نجاحك المحلي الذي سيدفع بك إلى العالمية في ما بعد.
الدائرة الرابعة دائرة الأسرة المباشرة إليك، الأجداد والآباء والأشقاء والأعمام والأخوال وأولاد العمومة وأولاد الأخوال، وهذه دائرة مهمة جدًّا جدًّا في زيادة خبراتك بواسطة تجاربهم السابقة.
وأيضًا بواسطتها سوف تكون قادرًا على اقتحام الدوائر السابقة بخبراتهم وتجاربهم وعلاقتهم، فلا بد أن تهتم جدًّا بتلك الدائرة الاجتماعية، وتحسن تلك العلاقات المتشابكة؛ لأنها فعلًا نقطة انطلاقك الأولى، وهي دائرة بداية امتلاكك للخبرات والعلاقات والأعمال والأموال أيضًا، فاجعلها لك لا عليك، تحملك أنت ولا تكن حملًا عليك.
الدائرة الخامسة، وهي الدائرة قبل الأخيرة، وهي أصغر من كل ما سبق، وهي دائرة الزوجة والأولاد، وهي دائرة محدودة تمتلكها وتمتلكك، وكل ما يؤثر فيها سلبًا أو إيجابًا يؤثر فيك مباشرة، فلا بد من الحفاظ دومًا على تلك الدائرة خارج جميع التوترات والمؤثرات السلبية على قدر الإمكان.
الدائرة السادسة والأخيرة هي أصغر كل تلك الدوائر، وهي تعد مثل نواة الذرة التي تتحكم في كامل الذرة وكل ما حولها من إلكترونات.
حافظ دومًا على سلامك فيها وابتعد عن كل ما هو سلبي، سواء في الفكر أو الإحباط أو العزلة السلبية، ودومًا اجعلها تتفاعل مع كل ما هو إيجابي، ويدفعها إلى الأمام.
نأتي هنا لإجابة السؤال الرابع: ماذا تريد الحياة مني؟
لإجابة هذا السؤال لا بد من تخيل فكري يعد هذه الحياة الكبيرة ماكينة ضخمة كبيرة جدًّا، وكل ما عليها هي تروس تعمل على تحريك تلك الآلة الضخمة، وأي عطل أو عطب في أحد تلك التروس سيصيب تلك الآلة بالخلل ولن تعمل بطريقة طبيعية، وستصبح مزعجة وتقل كفاءتها.
الحياة تريد منك أن تكون ترسًا فعالًا فيها أيًّا كان حجمك، كبر أم صغر، أيًّا كان مستواك الاجتماعي أو الثقافي أو العلمي، فأنت ذو أهمية كبيرة في استمرار حركة تلك الحياة، بدونك تختل تلك الحركة، دون إسهاماتك تختل وتقل كفاءتها.
فلا بد أن تكون ترسًا صالحًا فعالًا دومًا مع باقي تلك التروس الكثيرة جدًّا، وأن تحافظ على صلاحك أولًا وصلاح باقي تلك التروس، لذا على قدر صلاحك وصلاحيتك سيكون مردودها عليك والعكس صحيح.
وهنا تأتي إجابة السؤال الخامس: ماذا أريد أنا من الحياة؟
في إجابة ذلك السؤال جزء كبير من إجابة السؤال السابق، ولنبسط تلك الإجابة في الآتي، على قدر عطائك يعود عليك، على قدر غرسك وزرعك تحصد، ولكن بصفة عامة أنت لم تُخلق في هذه الحياة لكي تعجب أحدًا أو ترضى عنك بقية المخلوقات، فلا تسعَ لنيل الإعجاب أو الرضى من أحد، فكلهم مخلوقات مثلك، وكل مخلوق فهو دومًا في احتياج.
والحاجة أم الاختراع، ولكي أخترع لا بد أن أتعلم أولًا، هنا يأتي دور العلم، أنت تريد من الحياة العلم ثم العلم ثم العلم أولًا وأخيرًا، لكي تكون قادرًا على الاختراع والتقدم.
والعلم هنا ليس مشروطًا بالجامعات والماجستير والدكتوراه على قدر أهميتها في الحياة، ولكن أيضًا العلم في المهن الحرة في التجارة والزراعة والحدادة والكهرباء وخلافه.
العلم أيضًا، العلم الأخلاقي والقيمي والأدب والتأدب والعقائدي وخلافه، (الخلاصة) لا بد أن تتعلم وتفهم وتشغل عقلك بالطريقة السليمة والصحيحة.
وهنا تأتي إجابة السؤال السادس: ماذا أريد ممن معي في الحياة؟
كل من معي في الحياة هم في خدمتي وخدمة هدفي وأهدافي، من أول الأب والأم اللذين أنجباك للحياة، حتى المعلم والمعلمة اللذين يعلمانك، حتى من يعلمك حرفة أو مهنة، إذ إن كل من حولك في الحياة هو في خدمتك وخدمة أحلامك وأهدافك.
كل الكائنات من بشر وشجر وحجر ومياه وأرض وما فوق الأرض وتحتها في خدمتك، ولكن، لا بد أولًا أنك تسعى لنيل تلك الخدمات، فهي لن تأتي إليك وحدها حتى تصل إليك وأنت نائم تحت غطائك على سريرك داخل غرفتك.
وهنا تأتي إجابة السؤال السابع والأخير: ماذا يريد من معي في الحياة مني؟
يريدون منك أن تكون عملًا صالحًا، فكرك صالح كلامك صالح مشيك للصالح وسعيك للصالح، أن تكون حجرًا يبني ويكمل بنيان الحياة، وليس معولًا يهدم ما بُني.
أن تكون صالحًا مصلحًا لمن حوله بأسلوبه وبخبراته وبعلمه وبعقله، أن تضيف شعاع نور ينير الظلمة ولا تكون يدًا تطفئ ما أشعله السابقون الأولون، وثق تمامًا كلما كنت معطاء زاد مردودك.
وهنا نأتي لنهاية تلك المقالة، ولا يسعني إلا أن أشكر كل من اهتم وأكمل القراءة، وأن أدعو لنفسي ولهم بأن نكون دومًا في سلام نفسي في هذه الحياة القصيرة، وأن نكون من الصالحين المصلحين.
ما شاء الله فعلًا من أجمل ما قرأت، مقال موفق، سلمت يداك🌹🌹💜
تسلم ايدك 🌷🙏
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.