هوًى قد بلَّ قلبًا في اشتياق
وأجمَلُ ذاتِ حُبٍّ في العراق
يحُفُّ بها الغرامُ، تقول: إني
سأركبُ للهوى نفَس البُراقِ
إلى مَنْ كان يملأني غراما
كحلتُ به من الشوق المآقي
حُشاشةُ حُبِّه أنستْ هموما
ومن نَفَس الهوى فالشوقُ راقِ
ويُغْرِقُ قلبِيَ المكبوتَ حُبًّا
ويُنقذُه الدنوُّ من العِناقِ
فكيف يعانقُ البُعْدانِ، هذا
خيالٌ... لا وقوعَ بلا تلاقِ؟
فكيف يعانقُ البُعْدان، هذا
مُحالٌ، ليس يحدثُ في انشقاق؟
ولكنْ بعضُ ما ينأى قريبٌ
وما يدنو بعيدٌ في الوفاق
وأرجو أن أرى للحبِّ سُوقا
فأُعْلِنُ أن ربحَ الشوقِ باق
وأُؤْنِسُ بعضَ مَنْ خسروا هُيامًا
وباسْترقاقهم هم من رِقاقِ
وهل تَعِس الهوى شرِبَ اشتياقا
فلم يظْمَأْ به بعد المذاق؟
وبتُّ يسوقني ما شاقَ قلبي
وهل أشواقُ من أهوى رِفاقي؟
وقفتُ عليه قلبي من قديمٍ
فمن وقفَ الفؤادَ، الحبَّ لاقِ
وأكبرُ ما يُصابُ القلبُ يوما
هو النسيانُ في درب اشتياق
وأكبر ما يراه القلبُ دهرا
مفارقةٌ لأرواح انسياق
وأكبرُ ما يعيش القلبُ دوما
حنينٌ كان يُوْلَع باحتراقِ
وأكبر ما يعيش القلبُ فيه
تلاقي الروح من بعد اتفاق
إذا لم ينبض القلبُ المعنى
فإن الحب يخفق باختناق
فكن حبلا متينا يا غراما
وأوثقَ حين تُحبَس في الوثاق
فكن ما ليس للنسيان فيه
نصيبٌ... إن هذا الشوقَ واقِ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.