تُعَدُّ الذاتوية أحد الاضطرابات التي تحظى باهتمام واسع بين الباحثين والمختصين؛ نظرًا لما يعتريها من تعقيد وغموض في أسبابها، وتنوع في البرامج التربوية والعلاجية المستخدمة لمعالجتها، إضافة إلى التباين الكبير في الخصائص والسمات بين الأفراد المصابين بهذا الاضطراب.
وعلى الرغم من هذا التنوع، يوجد توافق بين المتخصصين بمختلف مجالاتهم على أن الذاتوية هي اضطراب نمائي يؤثر تأثيرًا كبيرًا في قدرات الفرد التواصلية وتفاعله الاجتماعي واهتماماته. ويُعزى هذا الاضطراب إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى تلف في المخ ينتج عنه ضعف في التفاعل الاجتماعي وقصور في مهارات اللغة والتواصل.
اقرأ أيضًا: التوحد أم الذاتوية؟
يعاني الأطفال المصابون بالذاتوية صعوبات جمة في التواصل، سواء اللفظي أو غير اللفظي، وتُعد اللغة من المحكات الأساسية في تشخيص هذا الاضطراب. إذ يُعَدُّ اضطراب التواصل لدى الأطفال الذاتويين من العلامات الجوهرية التي تؤثر سلبًا في نموهم الطبيعي وتفاعلهم الاجتماعي. وتتضمن اضطرابات اللغة والتواصل لدى هؤلاء الأطفال كلًّا من التواصل اللفظي وغير اللفظي.
وقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن ما يقارب 50% من الأطفال الذاتويين لا تتطور لديهم القدرات اللغوية التعبيرية، ما يجعلهم يُصنَّفون أطفالًا غير ناطقين أو صامتين.
لذلك دعت كثير من الدراسات إلى ضرورة الاهتمام بالأطفال الذاتويين وتوفير الدعم اللازم لهم، بهدف تعزيز قدراتهم على التواصل والتكيف مع المجتمع والمحيطين بهم.
وفي ضوء المشكلات اللغوية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، أوصت البحوث السابقة بتوظيف استراتيجيات تدريبية وتعليمية للحد من تلك المشكلات، ومن بين أهم هذه الاستراتيجيات تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality)، فتُعَدُّ هذه التقنية واحدة من أحدث الوسائل التعليمية التي تتيح طرائق جديدة ومبتكرة للتعليم. ومع تزايد استخدام الواقع المعزز على الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أصبحت هذه التقنية ظاهرة متنامية في مجال التعليم.
في ظل التطور السريع للتكنولوجيا الحديثة، تبرز أهمية تعليم الأطفال الذاتويين باستخدام تقنيات متطورة مثل الواقع المعزز؛ نظرًا لتأثيرها الإيجابي في عملية التعليم والتعلم.
اقرأ أيضًا: الميتافيرس وعلاقتها بالعالم الافتراضي
تسهم هذه التقنية في تحسين المهارات اللغوية، ومهارات العناية بالذات، ومهارات التواصل، والتفاعل الاجتماعي لدى هذه الفئة. إذ يُمكن للواقع المعزز، لكونه أداة تقنية حديثة، أن يجعل التعليم أكثر فاعلية واستدامة، فيتميز بإمكانات متطورة تسمح بتقديم المحتوى التعليمي بصورة ممتعة وواضحة.
تعتمد هذه التقنية على دمج التأثيرات الرقمية مع الواقع الحقيقي باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ ما يتيح عرض المحتوى الرقمي مثل الصور والفيديوهات والأشكال ثلاثية الأبعاد بأسلوب متكامل مع العالم الواقعي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.