سوق العرائس في بلغاريا.. مهرجان غجري لمن يبحث عن زوجة

عرف الإنسان على مر العصور تطورًا يشهد به، فبعد أن كان عبدًا يُباع ويُشترى مجردًا من حقوقه وكرامته، أصبح سيد نفسه لا سلطان عليه. فمن أعظم إنجازات البشرية الانتفاض في وجه الاستعباد وسلعنة الإنسان، لكن بعض الشعوب لا تزال تتمسك بتقاليد ونظم تمس كرامة وعزة الإنسان.

مجتمع الغجر في بلغاريا

اشتهر غجر بلغاريا بسوق العرائس الذي يرتبونه سنويًّا ليشتري الزوج عروسه المستقبلية، ويناقش الأهالي السعر الذي سيدفعه الرجل مقابل زواجه بالمرأة التي يختارها.

تقع بلغاريا جنوب شرقي أوروبا وتطل على البحر الأسود، وعاصمتها صوفيا، ويُعد الغجر من سكانها الذين يتمتعون بحقوقهم كاملة كالبلغاريين، ويُطلق عليهم تسمية "الرومن".

يعيش الغجر في مجتمعاتهم الخاصة ولا يختلطون بالبلغاريين، وقد عُرف عنهم الفوضوية والبناء العشوائي وهو ما جعل أحياءهم عادة ما تكون مملوءة بالفضلات. وبسبب نمط حياتهم هذا، لا يحصلون على وظائف؛ لأنهم غير قادرين على الالتزام وتأدية واجبهم المهني.

سوق العرائس في بلغاريا

اشتهر غجر بلغاريا بسوق العرائس الذي يقيمونه سنويًّا، إذ تتجهز الشابة فتضع على وجهها مساحيق التجميل، وتسعى دائمًا بواسطتها إلى تفتيح لون بشرتها إذا لم تكن بيضاء كفاية؛ فالعروس التي تتميز ببشرة بيضاء وعيون زرقاء يدفع من أجلها الرجال سعرًا باهظًا، كما يُفضَّل أن تكون العروس صغيرة السن، يتراوح عمرها بين السابعة عشرة والعشرين سنة، ويُشترط كذلك أن تكون العروس عذراء لم يسبق لها إقامة علاقة جنسية، فحتى تتحصل على زوج مناسب يجب على الفتاة أن تحافظ على عذريتها.

تتوجه الفتاة إلى سوق العرائس مصحوبة بجميع أفراد عائلتها الذين يحرصون على حضور هذه المناسبة أو الطقس، ويركن الرجال سياراتهم الفارهة التي يحضرون بها التي يعدونها دليلًا على ثرائهم وقدرتهم المادية، ثم يبدأ الرجال في تصيُّد الزوجة التي يجدون فيها المواصفات التي يبحثون عنها، وإذا تم القبول تبدأ العائلة في المفاوضة على السعر الذي سيدفعه العريس.

مراسم سوق العرائس في بلغاريا

لا يعد غجر بلغاريا هذا التقليد مهينًا للمرأة التي تتحول إلى بضاعة تُباع ويتزايد عليها الرجال، بل قد يعدونه زيادة في قيمة المرأة التي تستحق أن يُدفع في سبيل الزواج بها مبالغ طائلة، وقد يقترب سوق العرائس في مفهومه من العادات العربية التي تفرض على الزوج دفع مهر للزوجة، لكن لكل ثقافة عاداتها التي درجت على ممارستها التي لا ترى فيها تجاوزًا أو إساءة إلى المرأة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

كل شعب له تقاليده في الزواج ...
مقال ممتع جدا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.