تعريف التراث الثقافي المادي وغير المادي والفرق بينهما

التراث حسب تعريف منظمة اليونيسكو هو ما ينتقل من عادات وتقاليد وآداب وفنون وعمران ونحوها من جيل إلى جيل. بمعنى هو كل ما خلَّفته وورَّثته الأجيال السابقة للأجيال الحالية. ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية.

ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الحرف بجميع أنواعها (الخزف، النحت، البناء) وأنواع الرقص، واللعب، والأغاني والحكايات، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد، وهذا ما يمكن أن نقول عنه "تراث الأمة". ويمكن تقسيمه إلى نوعين: تراث مادي وتراث غير مادي.

التراث المادي

والمقصود به كل الأشياء التي صنعها الإنسان أو يستخدمها للتوافق مع بيئته. وقد تتدرج من الأواني الفخارية التي استخدمها الإنسان البدائي إلى المركبات الفضائية، أي إن الثقافة المادية هي كل ما يستطيع أن يلمسه الإنسان من العناصر والأشياء التي تخضع دائمًا لعامل التغير المستمر التي سعى الإنسان لاكتسابها من أجل إشباع حاجاته الأساسية. 

وتتمثل الثقافة المادية في العمارة عامة كالمواقع الأثرية، والمدن العتيقة، والمتاحف الافتراضية أو المتاحف التي بلا حدود خاصة، والمباني والمنشآت، ومختلف وسائل النقل، وأيضًا الفنون والآداب، وهي ما يطلق عليها التراث الأدبي والفني متمثلة في صناعة الملابس، والحلي، والآلات الموسيقية، والمخطوطات، والزخرفة، والكتابة، والصناعات الحرفية اليدوية... إلخ.

التراث المادي

وإن أهم ما يميز الثقافة المادية هو أن مكوناتها على الرغْم من اختلافها تختص بما لها من شكل أو مظهر فيزيقي أو وجود ملموس ومحسوس بصفتها منتجًا من صنع الإنسان، بغض النظر عن حجمها أو شكلها أو استخدامها أو الهدف منها، وهذا ما يجعلها تمثل الجانب المادي للثقافة. وأحيانًا تتداخل الآثار الملموسة ببعدها المادي مع البعد الفكري العقائدي اللامادي، كالمعابد والزوايا، ليكون الأثر آنذاك أكثر ثراءً وقيمة.

التراث اللامادي

يشتمل الجانب اللامادي للثقافة على كل ما يبتكره الإنسان ويستخدمه في تفسير سلوكه وأفعاله وتوجيهها، ولكن بشرط ألا تخرج عن نطاق عقله أو تفكيره؛ ولذلك فهي تمثل جميع السمات الثقافية غير الملموسة كالمهارات الفنية، والمعايير والمعتقدات، والاتجاهات، واللغة، وغير ذلك مما تناقله أفراد المجتمع من جيل إلى آخر.

لذا فعناصر القيم والمعتقدات والعادات والأفعال والعرف والقانون والنظم الاجتماعية والرموز والأسطورة والحكاية والأمثال تحمل جوانب لا مادية للثقافة؛ وعلى هذا فهي تعبر عن المظهر الفكري والأيديولوجي للتفاعل الإنساني.

وعليه فالثقافة اللامادية تشمل دائمًا أشياء غير واضحة وليست ملموسة، ولكنها تؤدي دورًا مهمًّا في سلوكنا وحياتنا اليومية، مثل الدور الذي تؤديه العادات والتقاليد والأعراف والقيم وغيرها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

احسنت اختيار موضوع المقال مفيد جداً
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة