تعريب المسلسلات.. هل يُعد تبادلًا للثقافات؟

فكرة تعريب المسلسلات التي انتشرت في السنوات الأخيرة لاقت كثيرًا من الآراء. فبعض النقاد انجذب للفكرة، ورأى أنها طريقة يستطيع بها المؤلفون والمخرجون إظهار إبداعهم لتحويل القصص لتصبح مناسبة للطبيعة الثقافية والاجتماعية التي سوف تُعرض بها. وبعضهم رأى أن هذا نوع من أنواع سرقة الأفكار ونسبتها لأشخاص آخرين.

في بداية ظهور فكرة اقتباس الأفلام والمسلسلات وتعريبها كان يتم نعت المخرجين والمؤلفين بسارقي الأفكار. فالأمر في بدايته لم يكن متعارفًا عليه كما هو الآن. أما الآن فبدأ الجمهور بطلب تعريب مسلسلاتهم المفضلة من ثقافات مختلفة مثل مسلسلات وأفلام من دول شرق آسيا أو تركيا ودول أخرى أيضًا.

أمثلة على مسلسلات مقتبسة

في حقيقة الأمر فكرة اقتباس المسلسلات ليست مقتصرة فقط على الدول العربية، فهناك دول أخرى عدّة تعتمد فكرة اقتباس المسلسلات والأفلام من ثقافات مختلفة مثل:

المسلسل الكوري "الطبيب الجيد" الذي تم تحويله لنسخة أمريكية وأيضًا نسخة تركية. 

مسلسل الطبيب الجيد النسحة الكورية

مسلسل الطبيب الجيد النسخة الأمريكية

المسلسل الكوري "الأطباء" الذي تم تحويله لنسخة تركية. 

المسلسل الكوري "أحباء القمر القلب القرمزي" الذي تم تحويله لنسخة تايلاندية. 

المسلسل الأمريكي "عقول إجرامية" الذي تم تحويله لنسخة كورية. 

المسلسل الأمريكي "suits" الذي تم تحويله لنسخة كورية. 

المبهر في الأمر هو أن أغلب المسلسلات التي تم اقتباسها وتحويلها للغات أخرى سواء بالعربية أو غيرها حققت نجاحات ونسب مشاهدة مبهرة، وتفوقت على النسخ الأصلية.

فمثلًا نجد أن المسلسل المصري "طلعت روحي" الذي تم تعريبه من نسخة المسلسل الأمريكي drop dead diva، وأيضًا المسلسل اللبناني "كريستال" المأخوذ من المسلسل التركي "حرب الورود" كل هذه المسلسلات حققت نجاحات مثل نسخها الأصلية.

هل يُعد اقتباس الأفلام نوعًا من أنواع تبادل الثقافات بين الدول؟

في بداية الأمر -كما ذكرنا سابقًا- لم يكن الأمر يلقى إقبالًا جيدًا من الجمهور؛ وذلك بسبب ظنهم أن هذا يُعد سرقة أفكار، وأن لماذا لا يجتهد المؤلفون في كتابة سيناريوهات خاصة بهم بدلًا من الاقتباس.

ولكن تغيرت كل هذه الآراء عندما شاهد الجمهور مدى إبداع الممثلين في تأدية أدوار جديدة لم يروها من قبل، وكيف اجتهد المؤلف والمخرج لتحويل المسلسل ليناسب الثقافة التي سوف يُعرض بها، لتبدأ المسلسلات المقتبسة تلقى رواجًا كبيرًا وإقبالًا.

أما وفقًا لكونها تُعد نوعًا من أنواع تبادل الثقافات فقد اختلفت آراء الجمهور في هذا، فبعض الجمهور رأى أن ليس لها دخل في تبادل الثقافات، وبعضهم يعتقد أنها تُعد طريقة جيدة للتعرف على ثقافات دول مختلفة بالتعرف على نمط التفكير الذي تعتمده ثقافة هذه الدولة في إنتاجاتها الفنية.

فاقتباس الأفلام والمسلسلات لا يغير في النمط الأساسي للقصة، بل يجعلها ملائمة لثقافة المشاهد؛ لذلك يستطيع المشاهد استشعار الأفكار الرئيسة لتلك الثقافة. بمعنى آخر أنت تطَّلع على ثقافات مختلفة بواسطة تلك المسلسلات والأفلام، وتُعد أيضًا نوعًا جيدًا من المشاركة التي قد تفتح تعاونات سينمائية جديدة بين الدول لإنتاج أعمال مشتركة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة