هل سمعت يومًا عن مصطلح «دائرة القردة»؟ قد يبدو الأمر غريبًا وغامضًا، ولكن هذا المصطلح الذي ابتكره الكاتب الأمريكي ديفيد ووالاس يحمل في طياته فكرة مهمة عن علاقاتنا الاجتماعية.
في هذا المقال، سنستكشف مفهوم دائرة القردة وأهميته في حياتنا.
اقرأ أيضًا أهمية العلاقات الصحية في بناء حياة مستقرة
شرح مفهوم نظرية "دائرة القردة"
دائرة القردة هو مفهوم نفسي يشير إلى العدد المحدود من الأفراد الذين يمكن للإنسان أن يتعامل معهم ويشعر بتعاطفه تجاههم.
حسب فكرة ووالاس، فإن عقولنا لديها قدرة محدودة على التعامل مع الآخرين، وتمثِّل مجالًا محدودًا حولنا يتألف من الأشخاص الذين نهتم بهم ونرتبط بهم عاطفيًا.
لكن ما الذي يعنيه هذا في حياتنا اليومية؟ دعونا نفكر فيه على سبيل المثال بالتواصل الاجتماعي.
عندما نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا غالبًا ما نكون على اتصال بعدد كبير من الأشخاص، ولكن في الواقع، قد نشعر بالتعاطف والرابطة الحقيقية مع عدد قليل جدًّا منهم.
هؤلاء الأشخاص هم من يشكِّلون دائرة القردة لدينا، وهم الذين نشعر براحة وقبول واختلاط معهم.
كيف تؤثر دائرة القردة في حياتنا؟
عندما يكون لدينا دائرة قردة صغيرة، فإننا نولي اهتمامًا ورعاية للأشخاص الذين يشكِّلون جزءًا منه، ونكون قادرين على أن نعمل على بناء علاقات قوية بهم، ونشعر بالاهتمام الحقيقي بأحوالهم ومشاعرهم، ونكون مستعدين لدعمهم في الأوقات الصعبة والسعيدة على حد سواء.
ومع ذلك، قد يكون لدينا صعوبة في تطبيق هذا المستوى من الاهتمام والرعاية على عدد أكبر من الأشخاص. فعندما يزيد عدد الأشخاص في دائرة القردة المحدود الذي يمكن لعقلنا أن يتعامل معه، فإننا قد نجد صعوبة في التعاطف العميق والربط العاطفي مع الآخرين.
هذا الاكتفاء بعدد قليل من الأشخاص في دائرة القردة يمكن أن يؤثر في حياتنا الاجتماعية والعاطفية. فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالوحدة والعزلة، وقد يكون له تأثير سلبي في صحتنا العقلية.
اقرأ أيضًا 5 خطوات للتخلص من العلاقات السامة وطرق التعافي منها
عيوب ومميزات هذه النظرية
قد نفتقد التواصل والتفاعل الحقيقي مع مجموعة أكبر من الأشخاص، ما يمنعنا من فهم واحترام وجهات نظر وخلفيات مختلفة.
في ضوء هذا، فإن التحدي الذي نواجهه هو كيفية توسيع دائرة القردة لدينا وتعزيز قدرتنا على التفاعل والتعاطف مع مجموعة أوسع من الأشخاص.
قد يكون من المفيد تعلم فنون التواصل الفعال والاستماع الجيد، والاهتمام بتوسيع دوائرنا الاجتماعية والمشاركة في أنشطة وأحداث مختلفة.
ويمكن أيضًا استكشاف فرص التطوع والعمل الجماعي، فيمكننا التعرف على أشخاص جدد والاحتكاك بثقافات مختلفة.
باختصار، يُعد مفهوم مجال القردة مهم جدًّا في فهم علاقاتنا الاجتماعية وتأثيرها في حياتنا. عندما ندرك وجود دائرة قردة محدودة لدينا، ويمكننا أن نكون أكثر وعيًا بأهمية توسيع هذا المجال والتفاعل مع مجموعة أكبر من الأشخاص.
من الجدير بالذكر أن مفهوم دائرة القردة لا يعني أننا يجب أن نكون أصدقاء للجميع أو أن نعمل مع كل شخص نقابله.
إنه ببساطة فهم حقيقي للعلاقات القوية التي نشكِّلها والاهتمام الحقيقي الذي نقدمه للأشخاص الذين يُعدون جزءًا من دائرتنا.
في النهاية، يُعد مفهوم دائرة القردة مفتاحًا لفهم الطبيعة البشرية وكيفية تفاعلنا وتأثيرنا بعضنا في بعض.
وإن توسيع مجال القردة يمكن أن يعزِّز التفاهم والتعاطف بين الناس، ويخلق عالمًا أكثر تلاحمًا وتعاونًا.
لذا، دعونا نعمل على توسيع مجالاتنا (القردية) ونتعامل مع الأشخاص بروح التفهم والاحترام، ونخلق علاقات قوية ومجتمعات صحية ومزدهرة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.