تعرف على مشكلات التكيف عند كبار السن

يمكن أن يشكّل كبار السن طاقة بناءة يمكن تسخيرها والاستفادة منها إذا تمت إدارتها بشكل جيد، ينصبّ معظم انتباهه على إلقاء الأوامر والنواهي على أفراد أسرته ومن حوله، خاصة إذا كان لديه في الماضي وظيفة يقضي فيها معظم يومه، ثم فجأة يصبح على قيد الحياة في فراغ هائل لا يجد شيئًا ينفقه في وقت الفراغ.

تصبح الحياة مملة، وتبدأ مشاعر التوتر والإحباط تحيط به، كل هذا ينعكس على جميع أفراد أسرته ومن حوله، ويمكن لحالته النفسية أن تؤثر على صحته فتتدهور صحته ويتعرض للأمراض المختلفة.

يجدر التأكيد على أهمية الرعاية بكافة أنواعها لكبار السن سواء أكانت صحيًّة أم اجتماعيةً أم أسريةً أم ثقافيةً أم ترفيهيةً، سواء كانوا مع أسرهم أو في مؤسسات المساعدة الاجتماعية.

اقرأ أيضًا الشيخوخة المبكرة مرض يهدد الاطفال

خصائص مرحلة الشيخوخة

مرحلة الشيخوخة هي مرحلة النمو، وهي آخر تلك المراحل، وعملية الشيخوخة عند الإنسان هي عملية تطورية، وعادة ما تحدث ببطء وتدريجياً، وتنقله من مرحلة إلى أخرى، والأخرى، والأخرى الكبيرة.

هو لا يشعر بذلك، لكنه يبدأ يشعر بأنه قد تقدم في السن كلما مر بتجربة جادة تلفت انتباهه وتثير قلقه.

ومع بلوغ الإنسان مرحلة الشيخوخة تظهر تغيرات فسيولوجية ونفسية واجتماعية وعقلية تختلف من فرد لآخر، ويمكن إبراز أهمها على النحو الآتي:

· الخصائص الفسيولوجية

من أهم العوامل التي تؤثر على التغيير العضوي للفرد في سن الشيخوخة الوراثة، والمهنة التي يعمل بها، ونوع الطعام الذي يأكله، والبيئة الاجتماعية والطبيعية على حد سواء، وخاصة عضلات الظهر، والساقين، وانخفاض قوة العظام.

وتغير في معدل نشاط الغدد الصماء، وضعف تدريجي في النشاط، وتغير في سعة الهواء في الرئتين، وتغير في السمع والرؤية، مع فقدان الأسنان وعلامات خارجية معينة للشيخوخة تتمثل بتساقط الشعر وشيب الرأس، وشيخوخة بشرة الجلد.

· الخصائص الاجتماعية

لا شك في أن الرعاية الاجتماعية للمسنين أصبحت اليوم حاجة تفرضها ظروف العصر وحاجاته، فقد أصبحت العلاقات الإنسانية معقدة للغاية بحيث لا يمكن لأي فرد مسن في الأسرة أن يجد من يخدمه أو يراعي راحته.

ومن السمات الاجتماعية لهذه المرحلة زيادة اهتمام الفرد بنفسه وضعف علاقته بالآخرين، بحيث تضيق دائرة نشاطه الاجتماعي على العلاقات الأسرية.

· الخصائص النفسية

تدور معظم مشاعر كبار السن حول القلق، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي، ويمكن أن يؤدي القلق إلى الاكتئاب، مما يجعلهم يشعرون بالعزلة وعدم الأهمية.

وإن عواطف كبار السن تتسم بالخمول والسلبية، فنجد أنهم يتخذون موقفاً سلبياً تجاه البيئة المحيطة بهم ولا يتفاعلون معها، حسب إحساسهم بالفجوة العميقة التي تفصلهم عن الأجيال الأخرى.

اقرأ أيضًا العادات اليومية التي تجعلك أكبر سنًا ، وفقًا للعلم

تؤثر التغييرات الفسيولوجية عليهم سلبًا بطريقة تجعل كبار السن مرضى.

· الخصائص العقلية والمعرفية

من المهم تحليل الخصائص العقلية والمعرفية للبالغين لمعرفة منطقة قوتهم وتأكيدها، ونقاط الضعف لمقاومتها حتى يتمكن البالغ من الاستمرار في التكيف بسعادة مع نفسه وبيئته.

وأكد العديد من الباحثين أن هناك تراجعًا وانحدارًا في القدرة الإدراكية للبالغين، على سبيل المثال يتأثر مستوى الإدراك والأداء بشكل واضح مع تقدم العمر.

لأن عملية التعلم تبدأ بمرحلة الوعي، والتي تعتمد على مدى تأثر الفرد، فهو قادر على تصنيف المعلومات التي يراها، والهدف من عملية التعلم هو تغيير مستوى الأداء ومستوى الأداء مرتبط بالأداء حسب المستوى العقلي والتعليمي للفرد.

ينخفض ​​معدل تراجع الأداء مع تقدم العمر، فكلما ارتفع المستوى العقلي والتعليمي للفرد، يزداد معدل الانحدار في كل مرة ينخفض ​​فيها المستوى العقلي والتعليمي للفرد.

وبالإضافة إلى ذلك فإن من العمليات المعرفية المهمة التي تعامل معها الباحثون هي عملية الحفظ، ومستوى الحفظ مرتبط بجدة الموضوع أو قدمه، مما يعني أن هناك ذاكرة للمدى القصير والطويل، ونجد أن القديم يذكر القديم وينسى الحديث.

وأما القدرة العددية واللفظية فلا تتأثر كثيراً بالعمر، فقد أشارت دراسة سبيكمان عام 1954 التي استشهد بها فؤاد الباهي السيد (1975، ص 384 - 387) إلى أن القدرة الاستنتاجية مستمرة في النمو حتى يبلغ الفرد سن الخمسين، ثم يبدأ بالتدهور خاصة فيما يتعلق بالعمليات الاستنتاجية المعقدة.

اقرأ أيضًا البديل الطبيعي للكولاجين

احتياجات كبار السن

إذا نظرنا عن كثب إلى الاحتياجات المختلفة لكبار السن والتي تتضح بعد التقاعد، حيث إن تقدم العمر للفرد يؤثر على نفسية وعلاقاته الاجتماعية، نجد أن هناك مطالب واحتياجات للكبار، وأبرزها:

·  حاجتهم إلى فهم أنفسهم ومعرفة كل شيء عن التغيرات التي تحدث في طاقاتهم الجسدية والنفسية من أجل السماح لهم بالوصول إلى أعلى درجة من التكيف.

·  حاجتهم إلى اكتساب مهارات وخبرات جديدة يمكنهم استخدامها بعد التقاعد، مثل العمل بأنفسهم، على سبيل المثال، في العمل الاجتماعي.

·  ضرورة المحافظة على صحة جيدة من خلال الرعاية الطبية اللازمة لهم.

·  ضرورة تأمين علاقات اجتماعية مناسبة وحياة أسرية آمنة.

·  ضرورة تأمين مورد مالي للعيش بكرامة.

·  حاجتهم إلى ممارسة أنواع معينة من الأنشطة والمهارات المناسبة لأعمارهم.

ولخص هفجهيرست عام 1972 متطلبات مرحلة الشيخوخة على النحو الآتي:

·  التكيف مع التدهور في القوة البدنية والصحة.

·  التكيف مع التقاعد ومحدودي الدخل.

·  التكيف مع وفاة الزوج.

·  بناء مجموعة من العلاقات.

·  تكييف الأدوار الاجتماعية بشكل مرن.

·  تجهيز الأدوات المكتبية والصحية التي تضمن راحتهم.

اقرأ أيضًا الألزهايمر وكل شيء تودون معرفته عنه

قضايا كبار السن

على الرغم من أن التغيرات الفسيولوجية في جسم شخص بالغ تحدث تدريجيًا، إلا أن لها تأثيرًا نفسيًا على كبار السن لا ينبغي الاستهانة به، وفي البالغين لا يُلاحظ التغيير عادةً لأنه غير واضح.

ولكن يبدأ الشخص بالشعور بآثاره في منتصف الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر؛ لأن هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه التأثيرات المشتركة للشيخوخة في الظهور، وتؤثر على الطريقة التي يبدو بها الشخص مسنًا على نفسه.

وفي أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من عمره يظهر بوضوح، ويختلف الناس في حياتهم في قبول هذا الموقف.

فمنهم من يعاني من القلق والذعر، ولا يريد الاعتراف بذلك، ومنهم من يقبله ويتأقلم معه دون أن يحرم نفسه من تجارب مختلفة، بحيث تكون سنوات معينة من حياتهم في هذه الفترة أكثر ثراءً وإرضاءً مما كانت عليه في فترة الشباب.

وعلى الرغم من ذلك فإن هذه التغييرات تؤثر على حياة الشيخ، وتتركُ بعضُ مشاكل التكيف أثرها في مجالات مختلفة من حياته، ومن أهمها:

·  مشاكل فسيولوجية

شيخوخة الإنسان عملية معقدة، وهناك فروق فردية في معدل الشيخوخة، ولكن بشكل عام هناك انخفاض بطيء في الحيوية الجسدية والصحة يبدأ بعد خمسين إلى خمسة وخمسين عامًا ويشمل العضلات والعظام والأسنان.

·  المشاكل الصحية

لا شك أن الصحة والحيوية الجسدية وسرعة المهارات الحركية تتناقص بالتأكيد مع تقدم العمر، ولا شك في أن أبعاد الصحة تتجاوز مجرد المرض أو عدمه.

·  مشاكل معرفية

مما لا شك فيه أن زيادة العمر الزمني لها تأثير على معدل الانحدار في المراحل المختلفة للعملية التعليمية، يتأثر الإدراك ومستوى الأداء مع التقدم في العمر.

ولا شك أن التغيير الذي يحدث في الأداء يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمستوى العقلي والتعليمي للفرد، بحيث ينخفض ​​معدل تراجع الأداء حسب المستوى العقلي والتعليمي.

يزيد معدل الانحدار في كل مرة ينخفض ​​فيها المستوى التعليمي والعقلي للفرد، مما يعني أن مستوى أداء الأشخاص الأذكياء والمتعلمين يظل مرتفعاً في شيخوختهم، ويتأثر مستوى الأداء بمستوى صعوبة أو سهولة المشكلة التي يواجهونها.

·  المشاكل العاطفية

يزداد التأثير العاطفي للفرد في منتصف العمر عندما يدرك أنه بدأ رحلته نحو الشيخوخة بمعدل سريع ومتتابع، ولهذا تتجادل معه المخاوف والأوهام حول وظيفته وصحته، ويبدأ بالشعور بمشاعر ضعيفة وغريبة ويبدأ بالتفكير في الموت.

نجد أن كبار السن يتسمون بالعناد وصلابة الرأي، ونلاحظ أيضًا أن عواطفهم تدور حول أنفسهم لدرجة أنها تصبح نمطًا من السلوك الأناني.

كذا نجد أن كبار السن ينتقدون بشدة الأجيال الأخرى، ويحاولون فرض آرائهم عليهم، وهناك الخوف الكبير من المشاكل التي تجلبها الشيخوخة تجعله خائفًا جدًا من اقتراب النهاية والموت، خاصةً إذا مات صديق أو زميل في نفس العمر.

·  المشاكل الاجتماعية

في مرحلة الشيخوخة تزداد المصلحة الذاتية للفرد وتضعف العلاقات القائمة بينه وبين معارفه، فتضيق دائرة علاقاته الاجتماعية حتى تقوم فقط على العلاقات الأسرية، وتعاني النساء الشعور بالوحدة أكثر من الرجال؛ لأن الحياة تمتد عندهم أكثر من الرجال.

 اقرأ أيضًا

-المرض الوحيد الذي ليس له دواء

-كل الايام خوالي وكلها لها جمالها

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة