تسلط هذه المقالة الضوء على مراحل التطور اللغوي عند الطفل منذ لحظة الميلاد، ابتداءً من الابتسامة والاستجابة لابتسامات الآخرين، وصولًا إلى مرحلة التمييز السمعي للأصوات واستخدام الجمل الطويلة واللعب مع الأقران وإجراء المحادثات مع الوالدين والإخوة في الأسرة والأصدقاء في النادي.
اقرأ أيضًا: أساليب تعزيز السلوك الإيجابي.. تعرف الآن
المهارات الأساسية للغة
تمثل المرحلة الأولى من مراحل تطور اللغة لدى الطفل تعلم المهارات الأساسية للغة التي تبدأ بعد الأسبوع الأول من الميلاد، فيكون بإمكان الطفل التفاعل مع ابتسامات المحيطين به وصورته في المرآة.
يتعلم الطفل في هذه المرحلة أن يدير رأسه إلى مصدر الصوت، ويتفاعل ويتواصل بالنظر. وهذه نقطة في غاية الأهمية بالنسبة للأمهات تحديدًا، يجب تنميتها لدى الطفل منذ الصغر، ألا وهي التواصل البصري الجيد مع الطفل.
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل الالتفات إلى مصدر الصوت؛ لذلك، بإمكان المطبخ أن يقدم تجربة فريدة للطفل نظرًا للأصوات المتعددة التي يمكن للطفل الاستماع إليها، مثل صوت الخلاط، المكنسة، جرس الباب وغيرها.
التحدث إلى الطفل في هذه المرحلة ضرورة وله أهمية كبيرة، بالنظر إلى أن الطفل يخزن كل ما يسمعه في الذاكرة إلى الوقت الذي يكتمل فيه نمو جهاز النطق والكلام، فيُعبِّر بالكلام عن طريق هذا المخزون الهائل. كلما تحدثت الأم إلى طفلها، كانت ذاكرته أكبر. الحديث إلى الطفل يبدأ منذ أن كان جنينًا في بطن أمه، حتى بعد الميلاد.
خلال هذه المرحلة، يبدأ الطفل في إصدار بعض الأصوات غير المفهومة وتقليد الحركات البسيطة. يتطلب ذلك تخصيص وقت للعب مع الطفل وعدم تركه بمفرده مدة طويلة أيًّا كانت المسؤوليات التي على الأم.
اقرأ أيضًا: أمور لا بد أن تعرفها قبل الإنجاب والتربية
مرحلة الكلمات
خلال هذه المرحلة، وعندما يصل الطفل الشهر التاسع من الميلاد، يكون باستطاعته نطق أول كلمة التي غالبًا ما تكون "بابا" أو "ماما" لسهولة نطقها، إذ تتكون من مقطعين.
يبدأ الطفل منذ الشهر السادس في إصدار بعض الأصوات مثل: جا جا، كا كا، غا غا، ما ما، با با. ونظراً لأن الطفل يجد الدعم والتشجيع من الأبوين عندما يقول "با با" أو "ما ما"، فإن ذلك يؤدي في الغالب إلى أن تكون أول الكلمات التي ينطقها الطفل في هذه المرحلة هي كلمة "بابا" و"ماما".
ما يميز هذه المرحلة أنه بإمكان الطفل أن ينتبه إلى الأصوات ويحدد مصدرها وكذلك نوعها. فصوت الأب غير صوت الأم، وصوت رنة الهاتف النقال يختلف عن رنة جرس الباب وهكذا. يستطيع الطفل تمييز الأصوات والانتباه إليها.
أيضًا، بإمكان الطفل في هذه المرحلة تقليد الوالدين واللعب مع الأقران والتعرف على الصور المألوفة. يمكن للطفل فهم الأوامر البسيطة، ومع كثرة التحدث إليه، تزداد الحصيلة اللغوية من الكلمات والمفردات شيئًا فشيئًا.
لذلك، يتعيَّن على الأهل في هذه المرحلة إتاحة الفرصة للطفل لاستكشاف البيئة من حوله والتفاعل مع الأشياء. فالطفل يحاول الوصول إلى كل ما تقع عليه يده، ويبادر بوضعه في فمه، لكي يتذوقه أو بمعنى أصح يستكشفه.
من الضروري في هذه المرحلة تشجيع الطفل على التواصل والتفاعل مع المحيطين به في محيط الأسرة والعائلة والأصدقاء، وعند الإجابة على سؤال الطفل، يُفضَّل إضافة بعض الكلمات وعدم الاكتفاء بـ"نعم" أو "لا" فقط.
اقرأ أيضًا: ملخص كتاب «القواعد العشر» في تربية الأبناء لعبد الكريم بكار
مرحلة الجمل
ينمو الطفل تدريجيًّا زمنيًّا وعقليًّا، فيبدأ بتعلم تقليد الألعاب التي تحتاج إلى تتابع. يبدأ اللعب بملابس الكبار والتعرف على التفاصيل في الصور، حيث تكون لديه المقدرة على استخدام الجمل المختلفة من كلمتين ثم ثلاث كلمات. تزداد حصيلة الطفل اللغوية من المفردات. يتعرف الطفل في هذه المرحلة على الجنس؛ فالولد يختلف عن البنت.
على الأهل هنا منح الطفل مزيدًا من الحرية في أثناء لعبه، وتجنب محاولات تقييده أو فرض شيء بعينه عليه دون رغبة منه، وتخصيص وقت للجلوس والحوار والاستماع لرأيه ووجهة نظره حيال أمر ما، وإشراكه في اللعب مع الآخرين والحديث معهم.
ماذا عن المرحلة الرابعة؟
في هذه المرحلة، يكون بإمكان الطفل ممارسة الألعاب الجماعية مع الأصدقاء والأقران، وتمييز أصوات الآلات الموسيقية، والاستماع إلى القصص والإجابة على الأسئلة المتعلقة بها، ومتابعة المحادثات البسيطة مع الوالدين والإخوة في الأسرة أو الأصدقاء خلال اللعب.
حصيلة الطفل اللغوية في ازدياد مضطرد، وأصبح بإمكانه الآن أن يرحب ويطلب ويتفاعل اجتماعيًّا. بمقدوره التعرف على الألوان، الأشكال الهندسية، الكميات والأحجام. يدرك الزمن، فالأمس يختلف عن الغد واليوم.
على الأهل الخروج بالطفل إلى الأمكنة العامة والملاهي والنوادي، واستكشاف البيئة من حوله، ومعرفة أماكن جديدة، والتحدث عما تقع عليه عينه في هذه الأماكن وتسميتها.
مزيد من التشجيع للطفل على اللعب مع الأصدقاء، وإجراء محادثات قصيرة معه حول الأشياء التي يرغب بها، الأمور التي تزعجه، والأخرى التي تسعده. ويساعده على التعبير عن احتياجاته من الطعام والشراب والخروج واللبس وغيرها.
من الجيد في هذه المرحلة تدريب الطفل على التخطيط. فمثلًا: "غدًا سوف نذهب إلى الطبيب"، أو "إلى النادي"، أو "الجمعة المقبلة سوف نقضي الإجازة في بيت العائلة" وهكذا.
وأنتم أعزائي الآباء والأمهات، شاركونا آرائكم في مظاهر تطور نمو اللغة لدى أطفالكم منذ لحظة الميلاد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.