يعتبر التسويق الإلكتروني من السمات البارزة لعصرنا الحديث، حيث تسود الشمولية والتطور المستمر والعولمة في جميع المعاملات، ومع التوسع الكبير في استخدام الإنترنت والمنصات الرقمية، أصبح التسويق الإلكتروني أحد أهم المجالات التي تؤثر بشكل مباشر في نجاح الأعمال التجارية. فهو لا يقتصر على الترويج فقط بل يشمل استراتيجيات متكاملة لبناء العلامة التجارية، وتحليل سلوك المستهلك وتحقيق أعلى عائد ممكن. في هذا المقال سنصطحبك في جولة شاملة للتعرف على كل ما يخص التسويق الإلكتروني، من مفاهيمه الأساسية إلى أدواته واستراتيجياته الفعالة.
أثر التسويق الإلكتروني على التسعير
السعر هو أحد مكونات المزيج التسويقي كما ذكرنا أعلاه ذلك إن السعر يعطى مورداً للشركة بينما بقية العناصر نفقات تتحملها الشركة.
إن السعر هو الشكل الذي يحدد قيمة السلعة بالنقود وفقاً لما تحققه السلعة من منفعة وغالباً ما يكون معياراً للجودة.
إن قيمة السلعة تختلف باختلاف الأشخاص والزمن والسوق لذلك فإن السعر لما له من أهمية - لإنه يشكل الإيراد الأساسي للشركة فإن دراسته تحتاج إلى متخصصين لدراسة السوق والشركة وكافة العوامل المتعلقة بالبيع والتسعير.
فالعوامل المؤثرة بالتسعير مختلفة منها ما هو بيد الشركة ومنها ما هو خارج عن سيطرة الشركة.
التكاليف بالتسويق الإلكتروني
التكلفة هي الحد الأدنى للسعر وتشمل تكاليف الإنتاج والتسويق والنقل وغيرها وعندما تسوق السلعة دولياً يضاف إلى التكاليف الرسوم الجمركية، التخزين، النقل وغيرها.
إن التسويق عبر الإنترنت من شأنه إن يخفض الكثير من التكاليف عما هو في التسويق التقليدي مثل السفر والطباعة وتقليل الموظفين، كما إن بعض التكاليف تختفي كلياً إذا كانت السلعة رقمية حيث تسلم مباشرة دون حاجة إلى التغليف، تسعى الشركة في جميع الحالات إلى التسعير لتحقيق هامش ربحي مع الأخذ بعين الاعتبار التكاليف المدفوعة.
إن إنخفاض التكاليف المدفوعة من شأنه إن يخفض الأسعار في حال التسويق عبر الإنترنت.
للمنافسة دور في تحديد السعر ويجب التنبؤ بها لفترات طويلة إن الشركات الرائدة قليلة التأثر بالمنافسة، وهذه المنافسة وتأثيرها على التسعير تشمل ليس فقط السلع من نفس النوع بل السلع البديلة أيضاً.
إن ظهور التقنيات الحديثة وخصوصاً شبكة الإنترنت وتحرير التجارة العالمية وظهور منافسين جدد من شأنه إن يزيد من حدة المنافسة بحيث يتسنى للمتعاملين إن يقارنوا بين أسعار المنتجات بسهولة الأمر الذي يشكل حافزاً أمام الشركات لتخفيض أسعارها.
المزيج التسويقي
السعر هو أحد عناصر المزيج التسويقي وهذه العناصر تتأثر ببعضها البعض الأمر الذي يوجب إن يكون السعر متناسباً مع بقية العناصر ففي حال الجودة العالية يمكن رفع السعر.
وفي حال الترويج بشكل واسع يمكن رفع السعر بسبب الطلب الكبير على السلعة.
وفي حال التوزيع المباشر على المستهلكين يمكن تخفيض السعر بسبب اختصار تكاليف منافذ التوزيع الأخرى إن التسويق عبر الشبكة من شأنه إن يخفض تكاليف الترويج مقارنة بتكاليف الترويج العالمية التقليدية.
وفي دراسة حول الأسعار عبر الإنترنت للسلع الرقمية تبين بإن سعرها عبر الإنترنت يقل بمقدار من 9-%16 عن الأسعار التقليدية.
إن سعر الموردين للشركة له أهمية في تحديد سعر السلعة، لذلك تسعى الشركات للحصول على أفضل الشروط من الموردين والتعامل معهم، إن الشبكة الإلكترونية تحقق هذه الفائدة للشركات بحيث تستطيع المقارنة بينهم والتعامل مع الأفضل منهم.
بافتراض ثبات العوامل الأخرى إن زيادة الطلب مع ثبات العرض يؤدي إلى زيادة السعر والعكس إن زيادة العرض مع ثبات الطلب يؤدي إلى انخفاض السعر.
والطلب المرن له تأثير على السعر بحيث إذا كإن الطلب مرناً فإن زيادة السعر تؤدي إلى انخفاض الطلب الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار عند وضع السعر.
يمكن أخذ فكرة تقريبية عن حجم الطلب في حال التسويق عبر الإنترنت وذلك من خلال طلب مبلغ ضئيل مقابل الحصول على سلعة معينة ومن خلال الطلبات الواصلة يمكن التنبؤ بحجم الطلب.
تتدخل الدولة في كثير من الدول في تحديد السعر الذي تبيع به الشركات، أو إنها تؤثر على السعر من خلال فرض الضرائب والرسوم. أما الشركات التي تسوق المنتجات الرقمية عبر الشبكة، فلم تفرض عليها رسوم إلى هذا التاريخ عن العمليات التي تجري بواسطتها وهذه الميزة هي من العوامل التي تجعل الأسعار منخفضة في حال التسويق عبر الشبكة.
طرق تسعير التسويق الإلكتروني
طرق تسعير التسويق الإلكتروني مختلفة، وتختلف حسب سياسة الشركة، وتقوم الشركة بالتسعير بما يتناسب مع أهدافها الأساسية.
ومن أهم الطرق المتبعة في التسعير هو التسعير على أساس التكلفة.
يتم التسعير بهذه الطريقة، على أساس حساب الكلفة الإجمالية ومقدار ما يصيب الوحدة المباعة منها مع إضافة هامش الربح كما يلي: السعر = تكلفة المنتج + هامش ربح محدد.
يحدد هامش الربح بمقدار ثابت للوحدة الواحدة أو بنسبة مئوية من التكلفة وفقاً لعوامل تتعلق بحالة السوق أو بمستويات الدخل.
إن التسويق عبر الإنترنت من شأنه تخفيض التكاليف لذلك تلجأ الشركات إلى التسعير المنخفض مقارنة بالشركات التي تسوق تقليدياً مع هامش ربح لها. ففي مسح أجري في تشرين الثاني 2004 حول السبب للشراء عبر الإنترنت تبين بإن السبب كإن هو السعر الأقل، وكانت النسبة هي 35,7% للسعر الأقل- 33,9%.
عوامل انتشار التسويق الإلكتروني
يزداد إتجاه العديد من الشركات والمنظمات الصغيرة والكبيرة نحو التسويق عبر الأنترنت "التسويق الإلكتروني للإستفادة منه على النحو التالي:
تحقيق التواجد الإلكتروني عبر الأنترنت،ويعني التواجد الإلكتروني توفر موقع للمؤسسة به العديد من البيانات عن الشركة وأنشطتها وكذلك وسائل الإتصال بالشركة .
توفير معلومات عن المنظمة، فالتواجد عبر الأنترنت يمكن الشركة من الحصول على العديد من الإجابات لتساؤلات مرتادي موقع الشركة عبر الأنترنت بدون أن تتكبد الشركة الوقت الذي قد يضيعه موظفيها في الرد على الأسئلة المختلفة.
الوصول إلى السوق العالمية، ففي الأنترنت لا توجد حدود جغرافية تقيد حركة المعلومات، وذلك يمكن المؤسسات من الوصول إلى المستهلكين في أماكن لم تكن لتفكر في الوصول إليها بالطرق التقليدية.
توفير الكتالوجات والصور والفيديو والأصوات بالموقع على الأنترنت بدون أي تكاليف إضافية مثل التكاليف التي كانت تتحملها المؤسسات لإرسال الكتالوجات إلى المستهلكين بالبريد العادي القيام بخدمة المستهلك 24ساعة يوميا و7أيام أسبوعياً.
جعل المعلومات الحديثة والكثيرة التغيير متاحة بسهولة ويسر للمستهلك.
تسمح الأنترنت بالتفاعل بين المنتج والمستهلك وتوفر للمؤسسة فرصة الحصول على تغذية مرتدة من العملاء حول المنتج.
تطوير تكنولوجيا الإتصالات وسهولة ربط جميع بلدان العالم بشبكة متكاملة.
مزايا التسويق الإلكتروني
يمكن تبيان بعض المنافع التي يحدثها تطبيق التسويق الإلكتروني على سبيل المثال لا الحصر - عندما تتضمن خطة التسويق تحقيق تكامل بين موقع الشركة على شبكة الأنترنت وباقي الأدوات التسويقية الأخرى،ومن أهم المنافع مايلي :
توسيع قاعدة العملاء نتيجة إمكانية الدخول اللحظي والدائم،فالموقع مفتوح دائما ويمكن الدخول إليه من قبل العميل الدولي أيضا،فالتسويق الإلكتروني متاح للجميع وعلى مدار الساعة طوال السنة
انخفاض التكاليف وأيضا الإنسيابية في العلاقات بين البائع والمشتري من خلال قنوات الإتصال وتستخدم العديد من الشركات وسائل الإتصال المختلفة للتواصل مع عملائها القائمين "الفعليين " والمحتملين " المرتقبين" وتعتبر الأنترنت من الوسائل الرائدة والمفيدة لضمان عملية إرساء وبناء علاقات متينة مع تقليل الأعمال الورقية للإهتمام أكثر بحاجات العميل، مما يساهم في تقليل وقت إتمام المعاملات من خلال إختصار خطوات عملية التسويق.
الدخول بسهولة لأسواق جديدة وتوفير إمكانية الوصول إلى جميع الأسواق العالمية والتعرف على منتجاتها،حيث أصبح العالم كسوق قرية صغيرة، ويساعد في الوصول إلى العملاء في أي مكان دون قيود جغرافية.
إمكانية أكبر للإستفادة من مساعدة ونصيحة الخبراء والمتخصصين.
زيادة القدرة على جمع معلومات تفصيلية عن العملاء وعلى الإستقصاء والتقييم الإلكتروني مما يساعد في تحسين وتطوير تحليل السوق، فهناك عدد كبير من مستخدمي الأنترنت يمكن الحصول على بيانات منهم واستخدامها في توجيه المنتجات والأسعار وطرق التسليم التي تتناسب مع جمهورها المحتمل "وضع خطة للعمل وفق مبادىء معينة والسير على أساسها "
توفير وسيلة تسويق جديدة وسريعة ومتميزة للمستهلكين، إذ أن مستهلكي اليوم يحتاجون إلى معلومات مفصلة عن السلع التي يرغبون في شرائها مما يشجعهم على إتخاذ القرار الصحيح واختيار ما يناسبهم عن وعي وثقة مثل موقع HP للطابعات .
المرونة في عرض المعلومات عن المنتجات بسرعة مع تحديث المعلومات بسرعة وبتكلفة إضافية محدودة بما يمكن للمنظمات من أن تكافىء أفضل عملائها من خلال مدهم بمعلومات عن أسعار وعروض خاصة للمنتجات .
في الختام يعد التسويق الإلكتروني أداة أساسية في عالمنا المعاصر لتحقيق النجاح والنمو في مختلف القطاعات التجارية، من خلال استراتيجياته المتنوعة وأدواته المتطورة، يمكن للأعمال الوصول إلى جمهور أكبر وزيادة فرص النجاح. ففهم هذا المجال وتطبيقه بشكل فعال هو خطوة أساسية نحو التميز في السوق الرقمي المتغير.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.