تعرف على فوائد استخدام الهاتف النقال في تدريب أطفال التوحد

قد يستغرب البعض من مجرد الحديث عن فوائد استخدام الهاتف النقال في تدريب وتأهيل طفل طيف التوحد؛ نظرًا للنظرة السائدة عن مخاطر وأضرار التعرض للشاشات بأنواعها، لا سيما الهاتف النقال على الطفل بوجه عام والطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بوجه خاص.

في هذه المقالة نناقش فوائد استخدام الهاتف النقال في تدريب طفل طيف التوحد على النطق والكلام.

فوائد استخدام الهاتف النقال لتدريب طفل التوحد

ما يجب على الوالدين إدراكه هو أنه لا توجد وسيلة سيئة أو ضارة في حد ذاتها، وإنما يتوقف ذلك على طريقة استخدامها، تمامًا كالهاتف النقال، وخير الأمور الوسط. الاعتدال مطلوب في كل أمور حياتنا، ولا سيما فيما يتعلق باستخدام أطفالنا لوسائل التكنولوجيا الحديثة التي غالبًا ما يُساء استخدامها ليس فقط من قبل الأطفال الصغار، حتى الكبار الذين يجلسون بالساعات أمام شاشاتها كل يوم.

ما لا يعرفه البعض أن للهاتف النقال -الموبايل- فوائد كبيرة في تدريب طفل طيف التوحد على النطق والكلام حتى وصوله لمرحلة الحوار؛ لذلك، فكرة المنع التام للهاتف النقال للأطفال طيف التوحد غير منطقية، ولكن المطلوب تحديد المدة التي يقضيها الطفل أمامه، وهذا لب المسألة.

لماذا الهاتف النقال؟

أما عن أهمية استخدام الهاتف النقال في تدريب طفل طيف التوحد؛ فذلك لأنه وسيلة محببة لدى جميع الأطفال دون استثناء، يود الواحد منهم لو يجلس طوال اليوم أمام شاشته، ومن هنا تبدو أهميته كونه وسيلة محببة للطفل.

الاختصاصي المجتهد من وجهة نظر الدكتور أحمد عبد الخالق -اختصاصي تأهيل وتدريب حالات التوحد- هو من يعرف مدخل الحالة التي أمامه، لا سيما فيما يتعلق بالنطق والكلام. لذلك، يُعدُّ الهاتف النقال من أفضل المداخل في تدريب حالات طيف التوحد.

فالطفل الذي يرغب في اللعب بالهاتف النقال، تكون الموافقة مشروطة بنطق كلمة أو أكثر، وبذلك يمكن استخدام الهاتف النقال كمعزز إيجابي للسلوكيات المرغوبة لدى طفل التوحد، ما يؤدي إلى تعزيز هذه السلوكيات. غير أن هذه الطريقة لا تجدي مع كل أطفال طيف التوحد، لا سيما العنيدين منهم.

يمكن استخدام الهاتف النقال في التعليم، فطفل طيف التوحد معروف بحبه للأرقام والأشكال والحروف والأغاني والألوان وتجذب انتباهه بمجرد تعرضه لها، وهو ما يمكن توظيفه عن طريق الهاتف النقال.

عن طريق الهاتف النقال يمكن عرض صور وفيديوهات للحيوانات والأشياء التي يحبها الطفل، يشاهد الصورة ويحاول تقليد الأب أو الأم في نطق الكلمة التي تعبر عن الصورة، نكرر مرة تلو أخرى حتى ينطقها الطفل جيدًا، مع الأخذ في الاعتبار زيادة حصيلة الكلمات التي ينطقها الطفل يومًا بعد يوم.

في هذا اليوم أو الأسبوع تمكن الطفل من نطق 5 كلمات جديدة، في الأسبوع الذي يليه نحاول زيادة هذه الحصيلة إلى 7 أو 10 كلمات وهكذا، فتزداد حصيلة الكلمات لدى الطفل تدريجيًّا.

يجب الأخذ في الاعتبار أن طفل طيف التوحد روتيني، يرفض التحدث أو الكلام، وبهذا الأمر يحتاج صبرًا من الوالدين وعدم الاستعجال في نطق الكلمات، وإنما خطوة بخطوة حتى وإن كرر الكلمات نفسها، العبرة هنا ليست باستخدام الكلمات، بل بنطق الكلمات وتكرارها على نحو صحيح.

عندما نتحقق أن الطفل أتقن نطق عدد لا بأس به من الكلمات، ننتقل إلى خطوة أخرى، وهي إدخال الأفعال بحيث ينطق الطفل جملة من كلمتين، مثل "بابا أكل"، "ماما أنام" وهكذا. في كل مرحلة من هذه المراحل نوظف استخدام الهاتف على نحو جيد.

عادة، ما يقاوم الطفل نطق جملة من كلمتين كونه تعود نطق كلمة مفردة، ولكن مع قليل من الصبر، وبعض التشجيع، يبدي الطفل استجابته في نطق جملة من كلمتين.

أخطاء يجب تجنبها

من الأخطاء التي يقع فيها بعض المربين وكذلك الأخصائيين هي عرض صور مرسومة على طفل طيف التوحد، الذي يركز على أدق التفاصيل في الصورة، وهو ما نلاحظه عندما يمسك صورة معينة ويقربها من عينه لتفحص جوانبها وتفاصيلها الدقيقة.

على سبيل المثال، عندما نعرض صورة معينة على طفل طيف التوحد، ولتكن صورة فاكهة معينة، لا نعرض الفاكهة وحدها، بل طفل صغير، يرتدي زيًّا ملفتًا، شعره مهذب، حذاؤه نظيف، يمسك التفاحة بيده ويقربها من فمه. طفل طيف التوحد يعشق هذه التفاصيل.

أحيانًا قد لا تعجب طفل طيف التوحد صورة معينة، لعدم جودتها، أو عدم وضوحها، أو سوء تفاصيلها. في هذه الحالة تُستبدَل بأخرى يحبها الطفل.

من ضمن الملاحظات التي تواجه عمل الاختصاصي، أن طفل طيف التوحد قد يرفض نطق كلمة باللغة العربية، في الوقت الذي ينطقها باللغة الإنجليزية، وهنا على الاختصاصي فهم مدخل الطفل، والانطلاق منه، والتركيز على أهمية نطق الطفل أياً كانت لغة الكلام التي ينطق بها.

ماذا بعد أن يصل طفل طيف التوحد لجملة من ثلاث كلمات؟

عندما يصل طفل طيف التوحد إلى نطق جملة من ثلاث كلمات، على الوالدين أن يشجعانه على النطق والتعبير عن احتياجاته عن طريق الكلام وليس الإشارات.

توجد مرحلة متقدمة يمكن استخدام الهاتف النقال خلالها، وهي إجراء حوار مع أفراد العائلة عن طريق تقنية الفيديو كول، يجري في أثنائها الطفل حوارًا مع أفراد العائلة، وهي فرصة على الوالدين استغلالها؛ لأن واحدة من نقاط الضعف لدى طفل طيف التوحد تكمن في التفاعل الاجتماعي مع الأفراد المحيطين سواء أفراد العائلة أو الأصدقاء والمعارف.

خلاصة القول، يمكن استخدام الهاتف النقال في تدريب طفل طيف التوحد على النطق والكلام، حتى إن بعض الأخصائيين يعدونه من أفضل الأساليب التي يمكن استخدامها لتدريب طفل التوحد على الكلام.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة