أجريت دراسات كثيرة بشأن مدى تأثير ظاهرة التنمر في نفسية الفرد، بعد أن سكت الغالبية عنها في عهد سابق، ما أنشأ أفرادًا نموا بمشكلات نفسية كُشف عنها بعد أن بلغوا واصطدموا بصعوبات الحياة، فطفت على السطح بعدَّها وساوس، ومخاوف، ونوبات هلع، أو ضعفًا في الشخصية، واضطرابات جسدية غير واضحة السبب.
وقد أفادت منظمة اليونسكو بأن واحدًا من بين كل 3 أشخاص في العالم يتعرض للتنمر شهريًّا، وواحدًا من عشرة يتعرض للتنمر الإلكتروني.
ما المقصود من التنمر؟
التنمر سلوك عدواني يتمثل في أفعال سلبية يكررها المتنمر على الضحية، كالتعليقات عن المظهر أو العرق أو اللون وإطلاق النكات والإيماءات الجنسية.
وقد يتمثل كذلك في نشر الشائعات والشتائم والتهديدات، في حين قد يقصي آخرون الضحية من المجموعة ويرفضونه ويتجاهلونه.
وقد يكون كذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية بالتعليقات والبريد الإلكتروني والرسائل النصية والفيديوهات.
والمتنمر في الغالب يظهر في المدرسة أو الحي من أقران الطفل أو التلميذ، وأحيانًا يكون من المعلمين أو الإدارة، وفي أماكن العمل قد يكون من الزملاء والرؤساء، وفي الأسرة من الإخوة والوالدين.
العلامات التي تظهر على ضحية التنمر
-
ابتعاده عن مشاركة الأطفال الآخرين.
-
هروبه من النشاطات المدرسية.
-
تراجع علاماته الدراسية.
-
تغير سلوك الطفل من المرح إلى الهدوء والصمت.
-
أو إلى الغضب والعدوانية.
-
انسحابه من التجمعات العائلية.
-
اضطراب النوم.
-
محاولة الانتحار.
وقد حدث في فرنسا أن تعرضت فتاة تبلغ من العمر 13 سنة للتنمر في المدرسة فانتحرت، وقد تحولت قضيتها إلى قضية رأي عام، ما أدى إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتنمرين ومنها:
-
نقل التلميذ الممارس للتنمر إلى مدرسة أخرى.
-
اعتبار التنمر في المدرسة جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بالسجن 10 سنوات وغرامة 150 ألف يورو.
-
تعويض يقدم للطالب المتضرر من طرف ولي أمر الطالب المتنمر.
وقد نظمت عدد من الدول والمنظمات حملات توعية للأولياء خصوصًا عن التنمر وأسبابه وأساليب حماية الأبناء من المتنمرين، وذلك بمراقبة سلوك التلاميذ في سنين دراستهم الأولى خصوصًا، والتعرف على أي تغير في تصرفاتهم، وفتح حوار معهم حول ما يلاقونه من مشكلات أو صعوبات مع زملائهم، وتشجيعهم على التحدث عن أي هجوم أو ألفاظ غير لائقة أو شتائم يتعرضون لها من الأطفال الآخرين، لعلاج ما يمكن أن يرسخ في ذهنية الطفل الضحية من مفاهيم سيئة تغرس في نفسه وعقله.
وكذلك تعليمهم كيف يردون على مثل هذه التصرفات وكيف يحافظون على تقديرهم لذاتهم، ووافقت الدول أعضاء اليونسكو على إعلان كل أول يوم خميس من شهر نوفمبر يومًا دوليًّا لمكافحة كل أنواع العنف والتنمر في المدارس.
سبتمبر 17, 2023, 3:26 م
مقال مهم و رائع للعاملين فى حقل التعليم و لطلاب المدارس و الجامعات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.