تعرف على تطورات الأسلحة المدمرة

يعتبر مجال التسليح والأسلحة المتقدمة هو ميدان سباق بين الدول المتقدمة من أجل الحفاظ على مقدراتها وحدودها ومواردها وإن العالم اليوم يمتلك من الأسلحة المدمرة ما يمكنها بدون مبالغة أن تدمر مجموعة من الكواكب تدميراً تاماً وليس مجرد تدمير لمنطقة بعينها، وسنحاول في هذا المقال أن نتناول هذه الأسلحة فائقة القدرة التدميرية.

إن الحرب المقبلة لن تربح بالأسلحة النووية والقوة الجوية لـوحـدهـا بـل ستعمل الأسلحة البيولوجية والكيماوية لدعم الأسلحة التقليدية والنووية - المارشال زوكوف

اقرأ على جوك تعرف على القنابل الصوتية وتأثيرها .. سلاح الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين

تطورات الأسلحة المدمرة

لقد شهد هذا القرن الماضي تطـوراً سريعاً في نـوع الأسلحة المستخدمة في الحروب وفي كفاءة هذه الأسلحة وقدرتها التدميرية.

ففي مطلع القرن العشرين وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت الأسلحة الكيماوية بشكل منظم أدى ذلك إلى إصابة أعداد كبيرة من كلى الطرفين المتحاربين رغم أن نوع وطريقة استخدام هذه المواد في تلك الحرب كان بـدائياً نوعـاً إذا ما قورن بالتقـدم الـذي شهدته تلك الأسلحة فيما بعد.

ففي حين اقتصر غاز الكلور في تلك الحرب أصبحت هنالك أعداد كبيرة من الغازات التي تم اكتشافها والتي تفـوق غـاز الكلور في سميتهـا وقدرتها على الفتك، إذ تم إدخال غاز الفوسجين وغاز الخردل ومجموعة كبيرة مـن غازات الأعصاب وغيرها الكثير من الغازات السامة.

كما أدخل تعديل ملحوظ في طريقة حمل هذه المواد الكيماوية ونشرها.

في الحرب العالمية الأولى مثلاً تم نشر غاز الكلور باستخدام حاويات صغيرة تحوي الغاز تفتح في الوقت المناسب لينبعث منها هذا الغاز على شكل غيوم غطت مساحات واسعة من ميدان الحرب وفتكت بالجنود الذين لم يكونوا مهيئين لهـذه الغازات كما تم حملها على رؤوس الصواريخ ذات مدى مختلف يصل مدى بعضها مئات وآلاف الأميال مما زاد من مقدرة هذه الأسلحة الوصول إلى أهدافها وبشكل دقيق.

وفي الحرب العالمية الثانية فوجئ العالم باستخدام سلاح فتاك جديـد وهـو السلاح النووي إذ قامت القوات المريكيـة بإلقاء قنبلتين ذريتين علـى كـل مـن نكازاكي وهيروشيما اليابانيتان لتضعا حـداً للحـرب.

اقرأ على جوك لمحة عن الأسلحة المستخدمة خلال الحرب العالمية الثانية

أثر الأسلحة المدمرة على الإنسان

ولقـد عـانى سكان هاتـان المدينتان من ويلات هذا السلاح فعند الانفجار أصيب آلاف الأشخاص في تلك المدينتين من تأثير الانفجار والحرارة المرتفعة والأشعة المدمرة الناتجة عـن انفجـار القنابل الذرية، فقد توفي (180.000) شخص في مدينة ناحازكي وحدها فور الغاء القنبلة ولم يقتصر تأثير هذه الانفجارات على السكان عند هذا الحـد إذ تعدتـه إلى الآثار المتأخرة والتي منها التشوهات الخلقية والسرطانات، فبعد مرور خمس سنوات من الانفجار النووي بدأ سكان المدينتين يعانون مـن سـرطانات الـدم تلتهـا أنـواع مختلفة من السرطانات واستمرت معاناة هؤلاء السكان وحتى بعد مرور ما يزيد عن أربعين عاماً عاماً بعـد ذلك.

ولقد تطورت صناعة هذه القناديل وزاد قـدرتها التدميرية حيث أعتبر قنبلتي نكازاكي وهيروشيما قنابـل بـسيطة إذا ما قورنت بالقنابل التي صنعت بوقتنا الحاضـر والـتي تفوقهـا آلاف المرات في القدرة على التدمير ولقد حملت هذه القنابـل بواسطة الطائرات والغواصـات وعلى رؤوس صواريخ ذات مدى مختلف بعضها عابر للقارات.

وتستطيع القنابل الذرية الموجودة في ترسانة الأسلحة في دول مختلفة تدمير العالم عدة مرات.

ولم يقتصر البحث عن وسائل للفتك والقتل على هذين السلاحين المخيفين فأدخلت وسيلة أخرى وهي الحرب الجرثومية، إذ تم تسخير عدد كبير من الكائنات المحرضة فصنعت منها قذائف يتم تفجيرها لتنشرها هذه الجراثيم على مـدى واسع لتلحق المرض والهلاك بأعداد كبيرة من الناس ومن تلك جرثومة الجمرة الخبثة.

إن هذه الأسلحة جميعها هي مـن أسلحة الدمار الشامل أي أن تأثيرهـا لا يقتصر على عدد محدود من الجنـود أو السكان وإنما قد يـصـل مـداهـا التدميري ليشمل جزء كبير من العالم وربما العالم بأسره.

اقرأ على جوك الأسلحة النووية وتهديداتها على الإنسانية

الحرب الكيماوية

أدت صناعة الحرب في هذا العصر إلى اختراع وسائل فنـاء بالغة الأثر في هلاك الجنس البشري أو شل مقوماته وذلك باستعمال المواد الكيماوية.

وبناء على استعمال هذه المواد سمي هذا النوع مـن الحـروب بالحرب الكيماوية ( الحـرب الصامتة ) ولم تقتصر هذه الغازات على الحروب فقط بل أصبحت تستعمل في أشياء أو أغراض أخرى كالغازات المسيلة للدموع.

والغازات التي تعطـي الـدخان لتغطي تقدم أو انسحاب القوات المقاتلة، لتخفي المراكز الإستراتيجية عـن أعـين العدو، وغازات الإشارة بين الحلفاء في الحرب الواحد والغازات تؤثر على المـواد والنبات والحيوان وغير ذلك.

استعملت الغازات أول مرة في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1915 (22 نیسان لنفس العام) عندما أطلق الجيش الألماني غاز الكلورين على مساحة أربعـة أميال مربعة وكان عدد الإصابات من جراء ذلك خمسة عشر ألف إصـابة. كانـت خمسة آلاف منها قاتلة. بعـدها بستة أشهر استعمله الانجليز في نفس الحرب، واستعمل الألمان في عام 1917 غاز الخردل وكان حتى ذلك الوقت أكثـر عـامـل يحدث خسائر وإصابات.

 إذ جرى قذف تسعة ملايين قذيفة مليئـة بغـاز الخردل أحدثت أربعمائة ألف إصابة، وكان تأثير هذه الكمية يعادل أضعاف فعاليـة نفـس العدد من قذائف المتفجرات الشديدة وكانت نتيجة الحرب للطرفين خسائر ثلث مليون إصـابة منهـا واحـد وتسعون ألفـاً لاقـوا حتفهم بسبب قذائف المدفعيـة والأسلحة الصغيرة والباقي بسبب العامل الكيماوي أي أن نسبة 30% من الخسائر كان بسبب الحرب الغير كيماوية.

ومـن الطريف أن نعلـم أن الطرفين المتحاربين استعملا مـا يزيد على 125.000 طن من هذه الغازات كان عدد ضحاياها مليون وثلاثمائة ألف إنسان ويقدر بأن الجيش الأمريكي ناله النصيب الأكبر إذ كانت نسبة ضحاياه 30% مـن المجموع.

ما هي الغازات الكيماوية ؟

  • الفوسجين.
  • الداي فوسجين.
  • الغازات التي تؤثر على الأعصاب.
  • التابون.
  • السارين.
  • السومان.
  • العوامل التي تؤثر على الدم.
  • حامض الهيدروسيانيك.
  • كلوريد السيانوجين.
  • الآرسين.
  • الغازات الكاوية.
  • الخردل.
  • الخردل الذي يحتوي على النيتروجين.
  • الخردل الآزوتي الثلاثي.
  • أوكسيم الفوسجين.
  • اللويزاتب.
  • مركبات الزرنيخ.
  • الغازات المقيئة.
  • داي فينيل كلورو ارسين.
  • أومبيت.
  • داي فينيل سيانو ارسين.
  • الغازات المسيله للدموع.
  • الغازات الدخانية.

الحرب البيولوجية

ليست الغازات والمركبات الكيماويـة وحـدهـا هـي الـتي تحظى بالعنايـة والاهتمام، بل إن الحميات الراشحة والجراثيم والفيروسات تشكل سـلاحاً آخـراً رهيباً من أسلحة الحرب لعله يفـوق بتأثيره وأذاه وسعة انتشاره جميع الأسلحة الأخرى وهو برأي أكثر رجال الحرب الساعين إلى دمار البشرية سلاح المستقبل الذي لا يبقي ولا يذر.

إن الحرب المقبلـة لـن تربح بالأسلحة

النووية

والقوة الجوية لوحدها بل ستستعمل الأسلحة البيولوجيـة والكيماوية لدعم الأسلحة التقليدية والنووية          - المارشال الروسي زوكوف

ولقـد اصـطدمت في البـدء فكـرة استعمال الجراثيم والحميات الراشحة كواسطة حربية فتاكة بصعوبتين:

الأولى: أن هذا السلاح ذو حدين قد يصيب الصديق والعدو على السواء.

والثانية: استحالة حفظ ونقل وإطلاق مليارات الجراثيم التي لا تعيش سوى فترة محدودة وهي وسط سائل.

ولكن العلم الذي لا يعرف حدوداً، حل هذا الإشكال فقد استعان بطريقـة التجميد بالبرودة المنخفضة جداً وتوصل إلى مكـان حفـظ أكثـر العـوامـل المحرضة بشكل جاف وفعال لمدة غير محدودة، وإذا كان التجميد بالبرودة كثير الاستعمال في الطب فإن استعمالاته العسكرية أصبحت أكثر استعمالاً إذا استطاع العسكريون بهذه الطريقة خزن مقادير كبيرة من الجراثيم والحميات الراشحة بحالة جافة وفعالة في القنابل والمتفجرات وتمكنـوا مـن التغلب على جميع مشاكل وصعوبات المستحضرات السائلة، وتكون الجراثيم المحضرة بهذه الطريقة على شكل مسحوق يمكن إطلاقه بوسائل عديدة على شكل ضباب يغطي مساحات واسعة مـن الأرض.

وتسعى الأبحاث إلى الوصول إلى الغاية الثانية التي لا بد منهـا ليجعـل هـذا السلاح فتاكاً بشكل غير محدود وهي إيجاد سلالات من الجراثيم لا تناثر بالمضادات الحيوية ولا بالأدوية الأخرى.

ومن المعلوم أن بعـض الجراثيم العاديـة كـجـراثيم الدفتيريا وغيرها تكتسب مناعة ضد الأدوية مع الزمن وتصبح معالجتها عسيرة وقد لجأ العلماء لإكساب الجراثيم المناعة والمقاومة إلى طرق عديدة منها الطريقة العادية التي يمنع بها دم الحصان الكلب ضد الأمراض ولذلك بتعويـد سـلالات الجراثيم على الأدوية المعروفة بمقادير متدرجة حتى تصبح مقاومة لها مهما بلغ مقدارها، ومنها تعريض الجراثيم لتأثير الأمواج القصيرة والأشعة فوق البنفسجية وزرع الجراثيم التي بقيت حية واستخلاص سلالات جديدة شديدة المقاومة إلى غير ذلك من الطرق.

أثار الحرب البيولوجية

ويحدد العسكريون عادة على الورق جميع الصفات المطلوبة توفرها في جرثوم من الجراثيم ويقوم العلماء المختصون بوسائلهم الحديثة بتحضير ذلك الجرثوم المطلوب واللقاح الواقي منه خوفاً من ارتداده إلى جنودهم وإصابتهم بمرضـه دون أن يكون لديهم ما يكافحونه ويقاومون المرض به.

ولابد كـذلك مـن أخـذ احتياط آخـر وهـو أن لا يكـون انتقال الجرثوم المستعمل من الإنسان إلى الإنسان إذا أمكـن بـل مـن الحيـوان إلى الإنسان لأنه لا يمكن أن نعرف تماماً ما سوف تكون عليه قوة الجرثوم بعد إطلاقه في الطبيعة، وما قيمة اللقاح الواقي منه علمياً.

فإذا توفر هذا الشرط استطاعت القـوة المصنعة أن تدخل إلى الأمكنة الموبوءة باتخاذ قليل من الاحتياطات دون أن تـصـاب بـأذى. فالحاجة العسكرية إذن تتطلب أن يتميز العامل الجرثومي بما يلي:

له قدرة على نشر الأمراض الوبائية بين عدد كبير من الأفراد والحيوانات بطرق مختلفة وبكميات صغيرة جداً من الميكروبات أو السموم.

مدة حضانة قصيرة لبضعة ساعات في حالة التسمم باليوثيوليزم إلى بضعة أيام أو أسابيع في حالة الميكروبات، وفي هذه الفترة لا يشعر الفرد بالمرض ويتوقف مدتها على كمية الميكروبات وضراوتها ودرجـة مقاومة الفـرد للمرض.

إن بعض الأمراض المعدية تنتقل بطريقة مباشرة عن طريق المخالطة، ويعتبر الأفراد المصابين بهذه الأمراض المعدية مصدر عدوى (طاعون، كوليرا، جدري) أو تحدث الإصابة عند استخدام الأشياء الملوثة بالميكروبات مثـل التوليرميا والحمى المتموجة وتسمم البوثيوليزم.

قوة انتشار المواد البيولوجية على شكل سحابة تشبه سحابة المواد الكيماوية لها القدرة على دخول المباني والمنشآت غير المجهـزة بـأنبوب محكمـة وعنـد تساقطها على شكل قطرات تلوث الجدران الداخلية والأشياء الأخرى التي تقابلها وبذلك تساعد هذه الأشياء على نقل العدوى وانتشارها.

أمراض الحرب البيولوجية 

تحتاج عمليـة الكـشـف عـن وجـود ميكروبات وسمومهـا لـوقـت طويـل ومعدات وتجهيزات خاصـة ولـو أنـه يمكـن الاشتباه في استخدام مـواد بيولوجية بظواهر أو علامات مثل سماع صوت انفجار قنابل ذات صـوت مكتوم أو وجود سوائل أو بودرة في مكان انفجار إلا أن التعرف على نـوع وغيرها من الأمراض:

الجدري (Small Pox)

تسي تسي جاموشي (Richettsia Tsutsugamushi Tsugamushi)

حمى الكيو (Q-Fever)

الخنادق (Trench Fever)

التيفوس (Typhus)

الحمى الصفراء(Yellow Fever Uirus)

الإنفلونزا (Influenza Uirus)

هيستوبلازموس (Histoplasmosis)

جراثيم الحرب البيولوجية

أما في الحالات التي يراد فيها القضاء على العدو تماماً فيمكن استعمال نوعين مخيفين من الجراثيم هما- ركتسيات الطاعون وعصيات الجمرة الخبيثة - التي تنتشر بسرعة وتقلل مقاومتها بالطرق الحدثيـة، ولكـن مـن مـساوئ هـذه الجراثيم أنهـا شديدة العدوى وأنها تنتقل بدون حدود من الإنسان إلى الإنسان محدثة جائحة مـن الطاعون تمتد إلى مناطق شاسعة، ولا يستبعد إذا قذفت هذه الجراثيم وفقـدت السيطرة عليها أن تعم جائحتها الكرة الأرضية قاطبة وأن تؤدي إلى فنـاء الجـنس البشري بكامله .

يتظاهر الطاعون بشكلين الطاعون الدعلي والطاعون الرئوي والمستعمل هو الشكل الرئوي الذي يسبب الموت بنسبة 100% بعد أسبوع من الإصابة، إن هـذا السلاح هو سلاح الدمار الشامل بحق لأنه معدي بشكل مخيف وسهل الانتشار إذا قذف بشكل رذاذ ومستحيل المعالجة إذا انتشر بشكل جائحة وكذلك الجمرة الخبيثة التي تبلغ نسبة الوفيات في إصابتها 100٪ أيضاً ولكنها أسرع إماتـه مـن الطـاعون حيث يموت المصاب في مدى أربعة أيام فقط.

ومن مساوئ هذين المرضين أيضاً، أنهما يصيبان جميع المخلوقات الحيـة مـن إنسان وحيوان.

وهناك مرضـان آخـران لا ينتقلان مـن الإنسان إلى الإنسان تجري حالياً التجاري عليهما وتبلغ نسبة الوفيات فيهمـا 80-100٪ همـا الحمى القرمزية (Scarlet Feuer) والمليوديوسز(Melioidasis) وتؤلفـان شـكلاً وسطاً بين الأمراض الكاسحة/ نموذج الطاعون والجمرة الخبيثة/ والأمراض الخطيرة الغير كاسحة.

وعلاوة على ما ذكرنا من فعل الجراثيم المختلفة هنـاك الـذيفانات الـتـي هـي مواد كيماوية شديدة السمية تفرزهـا الجراثيم أو تستحـصـل مـن بعـض النباتات والمقدار المميت منها لا يقاس بالملغرام بل بجزء من ألف مـن المليـون مـن الملغـرام وهذه الذيفات أشد خطراً على الإنسان من الجراثيم لأن تأثيرهـا فـوري لا يحتـاج لفترة الحضانة التي يحتاجها الثوم، ووسائل الوقاية منهـا شـبه معدومة ويكفي أن نذكر مثالاً على ذلك أن غرام واحد من مادة الكثريديوم يحوي من السمية ما يكفي للقضاء على عشرين مليون نسمة.

أسلحة الحرب النووية 

عندما استخدمت القنابل النووية لأول مرة في هيروشيما وناكازاكي كانـت قدرتها 13-20ألف طن(كيلو طـن) مـن مـادة تـي إن تي (TNT)، إلا أنه وفي الوقت الحاضر تعاظمت قوة هذه القنابل حيث أن متوسط القنبلة الهيدروجينية مثلاً تعادل 500 كيلو طن وقد تصل 20 مليون طن (ميغا طن)، كما ازدادت مدى هذه الأسلحة بحيث أصبحت تستطيع بلوغ أي هدف في العالم خلال دقائق مـن خلال حملها على رؤسي حربية نطلق عن طريقها أرض أرضي.

وقد سعى العلماء في أماكن مختلفة من العالم إلى دراسـة مـدى تـأثير الحـرب النووية في حالة وقوعها على العالم ومن ذلك محاولة حساب حجم الطبقة الكثيفة التي يمكن أن تشكل في الجو نتيجة للتفجيرات النووية حيث تتكـون مـن مـقـادير ضخمة من الأدخنة والخام السخام الناتج عن احتراق الغابات والمدن والـتـي تحـول دون وصول أشعة الشمس إلى سطح الأرض، حيث دلـت هـذه الدراسـات بـأن الظلام سوف يستمر أسابيع عدة.

كما أن تجمع هذه السحب الدخانية التي تتكاثر لتحجـب نـور الشمس قد تؤثر على التوازن الحراري إذ قد تهبط درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وقد يتـدنى ما يصل الأرض من أشعة الشمس إلى مستوى لـن يـكـون كافياً لضمان حيـاة النباتات، وقد ينقشع معظم تلك السحب من الغبار والسخام بعد عدة أشهر عنـد ذلك ونتيجـة للـدمار الذي يكـون قـد لحـق بطبقة الأوزون مـن جـراء تـصاعد الانفجارات النووية الكبرى فإن أشعة الشمس التي تصل الأرض ستحتوي على كمية أكبر من الإشعات الفوق بنفسجية الضارة.

 ويحمل غبار الغيوم المتساقط مواد مشعة تنتشر في مناطق بعيدة عن الأماكن التي وقع فيها الانفجار، وتدعى هـذه الظواهر مجتمعة (الصقيع، والظلام المتساقط الإشعاعي والأشعة الفوق بنفسجية) بالشتاء النووي.

ولقد قدر أنه عند حدوث تفجير نووي بقياس 5000 ميغا طن فإن متوسـط درجة الحرارة على اليابسة قد يهبط إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر خلال أسبوع أو أسبوعين باستثناء المناطق الساحلية، وبأن المياه في البحيرات والخزانـات قـد تتجمد، وبأن ضوء النهار قد تنخفض بنسبة 95% أو أكثر.

 وسوف تتأثر الكائنات الحية في الكرة الأرضية بالشتاء النووي وأن العديد من الأجناس الحيـة سـتباد نهائياً.

أثار الحرب النووية

في حال وقوع حرب تقتصر على جزء يسير من ترسانات العالم النووية فإن ذلك سوف يؤدي إلى عـدد مـريـع مـن الـوفـيـات إضـافة إلى الدمار المباشـر للإنفجارات.

والإشعاع وغيرها من التأثيرات ولا يشكل كـل هـذا إلا المرحلة الأولى مـن الدمار، إذ قد يتبع ذلك كارثة مناخية. بما في ذلك تكون الصقيع وحجـب الـضـوء وغيرها من مظاهر الشتاء النووي.

أي أنه وحتى في حالة حدوث حرب نووية صغيرة نسبياً يمكن أن تكون لها عواقب مناخية مدمرة إذا ما استهدفت المدن، وقد دلت الدراسات أيضاً أن جميع سكان العالم بما في ذلك الذين يعيشون في المناطق النائية من العالم معرضون لخطر الشتاء النووي.

يتضح مما سبق أن تأثير الحرب النووية لا يقتصر على الإنسان فحسب وإنما هي حرب ضد البيئة بكل محتوياتها أيضاً.

وفي تحليل للآثار البيئية فإن هنالك عدد من المشكلات يمكـن أن تكـون لأي منها عواقب كبيرة. أولها التأثير المباشر لانخفاض الحرارة على البشر وخصوصاً على إنتاجية الزراعة والنظم الطبيعية.

إن كـل انتاجية الأرض بما في ذلـك إنتـاج المحاصيل قد تكون معدومة طوال السنة الأولى عقـب الحـرب النووية. م مع الخطـر الواضح لما يترتب على ذلك لجماعات البشر.

كما يؤدي حجب الضوء إلى تـدنٍ في الإنتاجية وسوف يبلغ التساقط الإشعاعي المحلي والعالمي، مستويات مميتة، كما يبلغ الإشعاع مستويات تسبب أعراضاً صحية مزمنة والخلاصة أن الحرب النووية الموسعة لا تشكل حرباً بين قوات متحاربة فحسب، بل حرباً تشن على جميع سكان العالم، وهي حرب تشن على بيئة الأرض نفسها وعلى جميع الأجيال القادمة.

أنواع القنابل النووية

هنالك نوعان رئيسيان من القنابل النووية:

القنابل الذرية وهـي القنابـل الـتي يحدث فيها انتشار في ذرات كبيرة نسبياً مما يؤدي إلى تحرير الطاقة، ويكون ذلك في

حالة ذرات اليورانيوم.

النوع الثاني هو القنابل الهيدروجينية والتي تحدث فيهـا انشطار ذرات صغيرة مثل ذرات الهيدروجين.

ومن الممكن إطلاق أو إلقاء الرؤوس النووية على أهدافها بواسطة القذائف أو الصواريخ حاملة الرؤوس النووية ويتم إطلاق هـذه الـرؤوس مـن منـصات.

خاصة أو بواسطة الطائرات أو الغواصات أو المدافع الضخمة وتقسم الأسلحة النووية إلى ثلاثة أنواع من حيـث مـداها. وفي الإستراتيجية والتكتيكية والميدانيـة فالأسلحة الإستراتيجية هي تلك الأسلحة ذات المدى البعيد (عابرة القارات مثلاً)

في حين أن مدى السلاح النووي التكتيكي هو ضمن عدة أميال إلى بضع مئات من الأميال.

أما السلاح الميداني فهو ذو مدى متوسط بين السلاحين السابقين.

المراجع

حقائق عن الحرب النووية تأليف بيتركودين- ترجمـة عائـدة عبـود مطبعة دار القادسية- بغداد- الأعطمين- 1985.

بعـض أساليب الحرب الحديثة وطرق الكشف عنهـا والوقايـة مـن أخطارها- د. وعد الله يونس عبـد الـرزاق- مطبعـة الجمهورية الموصـل .969

الأشعة - د. راتب كحالة- مطبعة جامعة دمشق 1976.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
Mar 19, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Mar 18, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Mar 14, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Mar 9, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Mar 5, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Mar 4, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Sep 15, 2022 - آمنه الراشدي
Sep 3, 2022 - بسام مصلح محمد الضليعي
Aug 21, 2022 - معتز عبدالله باعبَّاد
Aug 18, 2022 - جوَّك ألعاب
Aug 13, 2022 - دكار مجدولين
Aug 11, 2022 - حبيبه محمد صابر
Jul 28, 2022 - دكار مجدولين
Jul 27, 2022 - احمد حمدان شاهين
Jul 25, 2022 - هنا أحمد نور الدين
نبذة عن الكاتب