بين القرنين الثامن والرابع عشر، عاش العالم الإسلامي عصرًا ذهبيًّا، ازدهرت خلاله العلوم، ونجح عدد من العلماء المسلمين في طرح مدخل تجريبي للعلوم، أرسى منهج العلم التجربي الحديث.
اقرأ ايضاً معلومات تعرفها لأول مرة عن الكيمياء والفيزياء وعلوم الكون
خرافة الخيمياء إلى الكيمياء
وقد شهدنا بالطبع على أثر الكيمياء على الصناعة الكيماوية في عصرنا الحديث، لتوفر لنا مختلف أنواع الوقود، إضافة إلى الأدوية بأنواعها.
فكثير مما نراه مصدره النفط هو "وقود ومواد بلاستيكية بل حتى الأدوية"، فالصناعة الكيماوية تعمل على معالجة هذا النفط الخام، وكونه مزيج من مواد عدة تعمل على فصله بعملية التقطير المجزء.
وهذه العملية تعمل كالتالي: في برج يسمى برج التقطير، به أنابيب عدة تسمح بخروج عدد من المواد:
اقرأ ايضاً الفيزياء في حياتنا ولكن بصورة أخرى
برج التقطير
يتعرض النفط إلى درجة حرارة عالية حتى يتحول إلى بخار، فيتصاعد هذا البخار إلى أعلى البرج لينفصل إلى مكونات مختلفة أثناء تبريده.
لأن هذا الجهاز في مصاف النفط الحديثة هو نسخة متطورة من الجهاز الذي اخترعه العلماء المسلمون في العصر الذهبي، والذي كان يسمى «الإنبيق»، وقد استُخدم آلة للتقطير قبل أكثر من ألف سنة.
كان الرازي عالم الفيزياء والكيمياء واحدًا من رواد التقطير في القرن التاسع الميلادي، من بين مؤلفاته العلمية الكثيرة وصفه المبكر لوصف التقطير بغية إنتاج مواد جديدة، مثل "الكيروسين" و"حامض الكبرتيك" و"الكحول النقي"، حيث لم يستخدم الكحول للمعاقرة وللأغراض الطبية.
اقرأ ايضاً إلى أين وصلت الكيمياء في حياتنا؟
تاريخ علم الفيزياء والكيمياء
ولكن جابر بن حيان كان سبَّاقًا، وهو أول مَن أجرى هذه التجربة الكيميائية، وقد عُدَّ أول عالم في العصر الذهبي. فقد غطت أعماله مختلف المجالات في الخيمياء والطب حتى الموسيقى، توجد عدة مخطوطات نسبت إلى جابر بن حيان من طرف العلماء المتأخرين تقديرًا منهم له.
ولقد كان الفضل لابن حيان لتطبيق منهجية التجريب في الخيمياء، وقد أحدث هذا قفزة فعلية، وأدى إلى التحرر من التفكير الفلسفي المجرد، الذي اعتمده الإغريق القدماء في العلم التجريبي، وهذا ما أدى بهم إلى شحذ مهاراتهم، واختراع وسائل تمكنهم من إجراء هذا التجريب كالإنبيق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.