النفس البشرية.. سأبادر حديثي بهذا التساؤل وهو: هل الإنسان خيّر بطبعه أم شرير؟
هذا السؤال كان قديمًا يشغل تفكير الفلاسفة ورجال الكنيسة، فمنهم من يرى أن الإنسان كائن غريزي شرير، ثم تأتي البيئة من حوله لتغرس فيه صفات الخير، وتظهر عدوانيته وشره في المواقف التي تتطلب ذلك.
بينما يرى آخرون أن الإنسان يولد صفحة بيضاء، وتأتي البيئة لتكتب عليه، وتضيف إليه من خلال الخبرات الحياتية والاجتماعية عبر العادات والتقاليد والأعراف والتعليم والتعلم، وتجعل منه إنسانًا قادرًا على القيام بالدور الذي يريده له المجتمع ومن حوله، فشخصيته تتبلور وفق ما كتبته البيئة عليه.
اقرأ أيضاً أتملك نفسك؟| الكتابة وسياسة النفس عند العقاد وفي الأدب العربي
شخصية الإنسان بين البيئة والجانب الوراثي
وكان للدين الإسلامي رأي آخر بأن الإنسان يولد على الفطرة السليمة وأبواه -يقصد بهما البيئة- إما يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه. نجد أن الاتجاهات الثلاثة اتفقت على دور البيئة في تشكيل شخصية الفرد، وأضيفُ هنا أهمية الجانب الوراثي المكمل لدور البيئة، ومن هنا نصل إلى أن شخصيتك الحالية هي نتاج موروثات جينية، وخبرات ومواقف حياتية بيئية تراكمية.
اقرأ أيضاً الطبيعة البدنية والذهنية للطفل
هل أنت شخص إيجابي؟
فهل أنت شخص إيجابي راض عن نفسك وسعيد بحياتك؟ أم أنك سلبي انسحابي رافض لوضعك الحالي ترمي اللوم على الظروف الحياتية التي شكلت منك كل هذه السلبية والانسحابية؟
أيًا كان وضعك النفسي الناتج من استبصارك أو تقييمك الذاتي لمكوناتك وقدراتك، فبالطموح والرضا والتفاؤل والإيجابية يمكنك تطوير ذاتك، والارتقاء بها شريطة أن تعيد صياغة حياتك بأن تضع لنفسك أهدافًا إيجابية راقية ومفيدة لك ولغيرك وقابلة للتحقيق، وتضع خطة قصيرة المدى وأخرى للمستوى البعيد؛ لأن حياة بلا هدف وبلا خطة هي حياة مليئة بالإحباط واليأس والقنوط، وهي حياة كالأنعام، بل قد تكون أضل سبيلًا لما عليك من أمانة الاستخلاف في الأرض لإعمارها وتطويرها؛ لذا عليك بالسعي نحو وضع أهدافك وذلك من خلال الإجابة عن عدة تساؤلات...
التساؤلات التي يجب عليك أن تجيب عنها لتطور نفسك
-
ماذا أنجزت حتى الآن في حياتك؟
عند إجابتك على السؤال السابق والذي يسمى بالتقييم الذاتي أرجو منك أن تكون صادقًا مع نفسك منطقيًا في حكمك على إنجازاتك مقارنة بعمرك والفراغ والفرص المتاحة أمامك فيما مضى.
-
ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟
وفي هذا السؤال مطلوب منك وضع أهدافك المستقبلية بوضوح وإيجابية وتفاؤل، وعليك أن تغالي في أهدافك، ولا تكن قنوعًا ترضى بما دون إمكانياتك، ولكن كن منطقيًا منصفًا لنفسك.
-
كيف تصل إلى ما تريد أن تكون؟
-
متى تصل إلى ما تريد؟
بإجابتك على هذين السؤالين السابقين تكون قد وضعت خطة متكاملة لتحقيق أهدافك التي تقودك نحو التقدم والتطور والازدهار والرضا النفسي والإيجابية في الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.