تعرف على "الفيدرالي".. علاقته بالاستقرار المادي

في ستِّينيِّات القرن التاسع عشر كان عرض الأوراق النقدية غير مستجيب إلى حد كبير للتغييرات في الطلب، لا سيما عندما يتسبب حدث أو أخبار غير مُتوقَعةٍ في قلق عملاء البنوك بشأن سلامة ودائعهم، والإسراع إلى بنوكهم لسحب الأموال.

اقرأ أيضأً بائعو الوهم على هاوية الأكاذيب أو الحقيقة الكاملة حول نظام بريتون وودز "ترجمة لمقال الاقتصادي الروسي ميخائيل خازن"

تاريخ تأسيس الفيدرالي

في 23 كانون الثاني (ديسمبر) 1913 أسَّسَ الكونغرس الأمريكي الاحتياطي الفيدرالي، وهو المسؤول عن السياسة المالية للبلد، ودعم الاستقرار المادي، كما يلعب دورَ المنقذ للبنوك عبر أراضيها أثناء الأزمات.

تعرَّض الاحتياط الفيدرالي إلى العديد من الانتقادات منذ إنشائه، وجاءت هذه الانتقادات من الكُتَّاب، والصحفيين، وعلماء الاقتصاد، والمؤسسات المالية، وحمَّلوها أسباب الكساد الكبير، ويعتقد الخبراء أن الكساد الكبير في أوائل القرن العشرين.

بدأ ركوداً عاديَّاً، لكنَّ أخطاءً كُبرى في سياسة الاحتياط الفيدرالي تسببت في تقليص المعروض النقدي مما أدَّى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي بشكل كبير، كما أدى بدوره إلى الانحدار إلى أن وصل في الحال إلى الكساد العظيم.

اقرأ ايضاً التعدين بعملة البتكوين الرقمية

القيمة الحقيقية للعملة

يعتقد الاقتصاديون الذين يُشيرون إلى انكماش الدُّيون الذي جعل الذين يقترضون مدينين أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، إذا أخذنا القيمة الحقيقية للعملة بالاعتبار.

في عام1971 خرج الرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) في شاشات التلفزيون، وأعلن إلغاء التحويل المباشر من الدولار الأمريكي إلى الذهب مما تسبب بصدمة كبيرة حول العالم، وسُميت وقتها بصدمة نيكسون (nixon shock).

فقد كسر نيكسون التعاون مع الاحتياط الفيدرالي ذي النظام (بريتون وودز) من خلال تعليقه قابلية تحويل الدولار إلى ذهب؛ مما منع الحكومات الأجنبية من تبادل الدولار بالذهب، ولكي تحافظ أمريكا على احتياطاتها من الذهب.

قرر الرئيس الأمريكي إعلان فصل الدولار عن الذهب، وترك تحديد سعرهما للسُّوق وفق آليات العرض والطلب، لتُطوى صفحة ربط العملة الورقية بالذهب بعد عام 1971.

اقرأ أيضأً هجر الأموال الساخنة من اقتصاديات الدول الناشئة

السبب الأساسي لأخلاء اتفاقية بريتون وودز

وبهذا فقد أخلَّت الولايات المتحدة باتفاقية (بريتون وودز) التي اتفق عليها بعد الحرب العالمية الثانية عام 1944، حيث اجتمعت 44 دولة، واتفقوا على تحديد سعر الدولار بسعر 35 دولاراً مقابل أُوقية من الذهب.

والسبب الأساسي الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقوم باتخاذ هذا الموقف هو خسارتها في حرب فيتنام التي استمرت 19 سنة، أنهكت القوات الأمريكية عسكرياً ومادياً؛ مما دفع الحكومة إلى إعلان فك ارتباطها بالذهب، والبدء بطبع مزيد من العملة الورقية لسد احتياجات البلاد.

وبحلول 1973 سيطرت قوة العرض والطلب على عملات الدول الصناعية الكبرى التي تتداول الآن بحرية أكبر بين الدول.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
Mar 8, 2023 - رضوان محمد الخادم عبده طلحه
Jan 9, 2023 - طلعت مصطفى مصطفى العواد
Jan 4, 2023 - سيد علي عبد الرشيد
نبذة عن الكاتب