حاربت الإصابات دائمًا أفضل لاعبي العالم، وحرمت محبي كرة القدم من لاعبين أسطوريين ومهاريين كُثر..
عثمان ديمبيلي الذي أبهر العالم بأسره بموهبته ومهارته وخفته، تحول من أمهر أجنحة العالم وأحد أخطر المهاجمين الصاعدين إلى حبيس المستشفى وكثير الإصابات لدرجةٍ جعلت جماهير الفرق التي يلعب لها تشعر بالشفقة تجاه عثمان ديمبيلي، وتتمنى أن تشاهده يلعب مدة موسمٍ واحد فقط دون إصابات.
اقرأ أيضاً هاري كين لاعب نادي توتنام هوتسبر
نشأة عثمان ديمبيلي
فهل عثمان ديمبيلي يستحق أن يُصنف ضمن كبار لاعبي العالم؟ أم أنه مجرد لاعب دكة ومتذبذب المستوى؟ وكيف حرمتنا الإصابات من هكذا موهبة كبيرة في الملاعب العالمية؟ سنحاول الإجابة عن تلك الأسئلة.
ولد عثمان ديمبيلي في الخامس عشر من مايو عام 1997 في مدينة نورماندي التي تقع في شمال فرنسا، وبدأ مسيرته الكروية في سن الثالثة عشرة في نادي مدينة "إيفرو" عام 2014.
وظهر عثمان ديمبيلي أول مرة مع الفريق الفرنسي "رين" في البطولة الفرنسية للهواة، إذ ظهر لاعبًا احتياطيًّا في الدقيقة 78 وسجل هدفًا تاريخيًّا له في بداية مسيرته ضد فريق "لافال" الفرنسي.
انطلاقة ديمبيلي ورين الفرنسي
استكمل عثمان الموسم ولعب 18 مباراة وسجل 13 هدفًا في أول موسم يشارك فيه، وهي أرقام تدعو للإعجاب خصوصًا من لاعبٍ بهذا العمر.
وبعد ذلك تعاقد نادي رين الفرنسي مع عثمان ديمبيلي للانضمام لاعبًا أساسيًّا في صفوف نادي رين الفرنسي أواخر عام 2015 بعد أن أثبت جدارته وسرعته الخرافية في الملعب.
اقرأ أيضاً زين الدين زيدان.. مسيرة كروية حافلة لاعباً ومدرباً
ديمبيلي وبوروسيا دورتموند
في عام 2016 انتقل عثمان ديمبيلي لاعبًا في نادي بوروسيا دورتموند الألماني، ولعب أول مباراة له ضد بايرن ميونيخ في كأس السوبر الألماني، وفي موسمه الوحيد مع دورتموند.
قدم ديمبيلي أداءً مميزًا وأسهم بدرجة كبيرة في فوز الفريق بكأس السوبر الألماني وتحقيق المركز الثالث في الدوري الألماني، وسجل 10 أهداف وقدم 22 تمريرة حاسمة في مختلف المسابقات.
لم يستمر عثمان ديمبيلي كثيرًا في بوروسيا دورتموند، وانضم بعد ذلك إلى نادي برشلونة الإسباني في صفقة تعد بأنها ثاني أضخم صفقة في التاريخ، يبلغ قيمتها 105 ملايين يورو.
إضافة إلى 40 مليون يورو متغيرات في صيف 2017، وكان يعد هذا حلمه عندما قال: «دائمًا ما كنت أحلم أني سأصل إلى ما أنا عليه، وأني سوف ألعب بجانب ميسي.. أنا حقًّا سعيد».
اقرأ أيضاً كرستيانو رونالدو ألقاب وإنجازات متجددة
إصابات عثمان ديمبيلي
حتى موسم 2021- 2022 شارك عثمان ديمبيلي في 119 مباراة، وبلغ عدد المباريات التي غاب فيها 98 مباراة بإجمالي 13 إصابة أجبرته على الغياب من برشلونة مدة 680 يومًا، وسوف نتناول ذلك بشيء من الدقة لكي نصل إلى حصرٍ دقيق لإصابات عثمان ديبميلي.
بعد انتقاله إلى برشلونة لعب عثمان ديمبيلي مباراته الأولى ضد إسبانيول وشارك في الدقيقة الـ68، وانتهت المباراة بفوز ساحق لمصلحة برشلونة 5-0، وبعد هذه المباراة بأيامٍ قليلة أصيب عثمان ديمبيلي في أوتار الركبة وغاب مدة تبلغ 106 أيام.
ليعود بعد ذلك في 14 مارس سنة 2018 في المباراة ضد تشيلسي في دور الـ16 من دوري الأبطال، وسجل في تلك المباراة هدفه الأول مع برشلونة لتنتهي المباراة بفوز فريقه 3-1، لتعود لعثمان إصابته للمرة الثانية على التوالي في الموسم نفسه بتمزق عضلي أجبره على الغياب مدة 26 يومًا.
ليعود بعد ذلك في 17 مايو سنة 2018 باستدعاء من المنتخب الفرنسي في كأس العالم، ليلعب رفقة المنتخب الفرنسي 4 مباريات، مرتين منها لعب أساسيًّا واثنتين لاعبًا احتياطيًّا.
وما إن بدأت الأمور في التحسن حتى تعقدت مجددًا!
ففي موسم 2018- 2019 عانى عثمان ديمبيلي إصابته الثالثة في الكاحل التي أجبرته على الغياب مدة 18 يومًا، وفي الموسم نفسه كذلك حصل على إصابته الرابعة، وكانت تمزقًا عضليًّا آخر أجبره على الغياب مدة 26 يومًا.
وبعد عودته بأيام قليلة أصيب للمرة الخامسة في أوتار الركبة وغاب مدةً بلغت 42 يومًا، ومع انتهاء الموسم تجددت الإصابة مع عثمان ديمبيلي للمرة السادسة في أوتار الركبة ليغيب مدة 34 يومًا أخرى!
ليصبح هذا الموسم حافلًا بالإصابات وسيئ الذكرى لعثمان ديمبيلي، الذي بالتأكيد لم يساعد برشلونة إطلاقًا في هذا الموسم بسبب الإصابات!
اقرأ أيضاً هدافي الدوري الانجليزي الممتاز.. أساطير الماضي والحاضر
إصابات ديمبيلي بموسم 2019- 2020
في بداية موسم 2019-2020 صُدم برشلونة بتجدد إصابة ديبمبلي العضلية، التي لم تكن قوية ولكن جعلته يغيب مدة 3 أيام، وبعد ذلك بمدة قصيرة، سجل عثمان ديبملي الإصابة الثامنة وكانت إصابة العضلة ذات الرأسين، وهذه المرة كانت إصابة قوية جعلته يغيب مدة 77 يومًا.
لم يسعف الحظ عثمان ديمبيلي مع برشلونة رغم المبلغ الضخم الذي دُفع من أجل انتقاله إلى برشلونة عوضًا عن رحيل نيمار.
لكن برشلونة لم تستفد قط من عثمان ديمبيلي بالطريقة المطلوبة بسبب كثرة إصاباته، التي جعلته يغيب عن أكثر المباريات المُهمة للفريق، ليصل إجمالي إصاباته حتى موسم 2022 فقط إلى 13 إصابة، جعلته يغيب مدة لا تقل عن عامين دون حضور أي مباريات!
لم تكن الإصابات كثيرة لهذا الحد مع ديبملي، ولكن منذ انتقاله إلى برشلونة كثُرت بطريقة ملحوظة، لذلك أطلق عليه اللاعب الزجاجي لكثرة إصاباته، وأكد الفريق الطبي لبرشلونة أن ديمبيلي يمتلك مشكلة في الساق تجبره على عدم أخذ حريته في أثناء اللعب.
إحصائيات عثمان ديمبيلي
أحرز عثمان ديمبيلي في موسم 2015- 2016 مع نادي رين الفرنسي 12 هدفًا في 29 مباراة و5 تمريرات حاسمة، وعندما انتقل إلى نادي بوروسيا دورتموند في موسم 2016- 2017 أحرز 10 أهداف في 49 مباراة وقدم 22 تمريرة حاسمة.
وفي الدوري الألماني أحرز 6 أهداف و13 تمريرة حاسمة، ورفقة دورتموند في دوري الأبطال أوروبا أحرز هدفين ومرر 6 تمريرات حاسمة، وأسهم ديمبيلي في كأس ألمانيا بهدفين وتمريرتين حاسمتين.
إحصائيات ديمبيلي مع برشلونة
لعب ديمبيلي مع برشلونة 127 مباراة نحو 10800 دقيقة حسب تقديرات موقع besoccer المختص بإحصائيات اللاعبين، وتمكن من تسجيل 41 هدفًا خلال 6 مواسم رفقة برشلونة، وحصل على 19 بطاقة صفراء في تلك المباريات.
مع كل تلك الإصابات والحضور القليل تمكن عثمان ديمبيلي الحصول على كثير في الوقت القليل الذي سنحت له الفرصة باللعب.
فقد حصل مع برشلونة على الدوري الإسباني مرتين، وفاز بكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني، ومع المنتخب الفرنسي سنحت له الفرصة للعب كأس العالم سنة 2018 وفاز باللقب!
إنجازات عثمان ديمبيلي وأسلوب لعبه
حصل عثمان ديمبيلي أيضًا على كثير من الألقاب بصفته أفضل لاعب واعد في الدوري الفرنسي سنة 2015.
كما حصل على المرتبة الرابعة عشرة في أفضل المراوغين في دوري أبطال أوروبا عام 2016، ولاعب الشهر رفقة بوروسيا دورتموند وتشكيلة الموسم في الدوري الألماني.
يعد عثمان ديمبيلي لاعبًا سريعًا ومهاريًّا في مركز الجناح، وينشط في اللعب على الأطراف ويجيد المراوغة على الخط، ويتميز أسلوب لعبه بالقدرة على المراوغة والتسديد وخلق الفرص الهجومية، خصوصًا إن لعب بجواره هداف من طراز رفيع كليفاندوفسكي أو أوباميانج، فإن ديمبيلي يعرف جيدًا كيف يوصل له الكرات.
يتمتع ديمبيلي بسرعة كبيرة ومرونة بدنية ممتازة، ما يساعده على تجاوز الدفاعات المنافسة وخلق المساحات، كما يتمتع بمهارات فردية رائعة في المراوغة والتلاعب بالكرة، ويستخدم حركاته السريعة والمفاجئة للتفوق على المدافعين وخلق الفرص.
يتمتع عثمان أيضًا بقدرة تسديد قوية ودقيقة من مسافات بعيدة، ويستخدم تمريرات دقيقة لتمرير الكرة إلى زملائه في الفريق وإنشاء فرص تهديفية، ويمتلك ديمبيلي قدرة جيدة على قراءة اللعب وتحليل المساحات الفارغة.
ويستخدم ذلك لاتخاذ القرارات الصائبة في الهجوم وتمرير الكرة في الوقت المناسب، وعلى الرغم من أن ديمبيلي يتميز بمهاراته الفردية، فإنه يفهم أهمية اللعب الجماعي والتعاون مع زملائه.
يمكن القول إن أسلوب لعب ديمبيلي هو سبب مهم من أسباب إصاباته؛ لأن لاعبي الخصم في الغالب يميلون إلى التدخل بعنف ضده واللعب أمامه بخشونة كبيرة، قد تتسبب في إصاباته في كثير من الأحيان.
برأيك هل يعد ديمبيلي من أمهر أجنحة العالم حقًّا؟ أم مجرد فقاعة إعلامية ولاعب زجاجي كثير الإصابات؟
شاركنا برأيك فهو محل اهتمامنا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.