تعرَّف على أهمية اللعب لطفل التوحد

أحد الموضوعات التي تؤرق أولياء أمور أطفال طيف التوحد، هو اللعب، وأفضل السُّبل لتعليمه اللعب والاندماج مع أقرانه. وهذا ما سوف نناقشه في هذه المقالة.

أهمية اللعب لطفل طيف التوحد

اللعب أحد أهم الأساسيات التي يحتاج إليها كل طفل، وليس طفل طيف التوحد فحسب، ولكن في حالة طفل طيف التوحد يصبح الأمر أكثر أهمية؛ لأنه بحاجة إلى التواصل والتفاعل مع الأفراد المحيطين به، واللعب وسيلة فعالة في هذه النقطة.

من أهمية اللعب أيضًا أنه يحتاج إلى تواصل بصري، ونظرة عين، لكي يفهم ما يفعله أقرانه، ويحتاج منه إلى رد فعل سريعًا، أخذًا وردًّا، فهم قواعد اللعب، وإدخال الكلام وسط اللعب، وكلها أشياء غاية في الأهمية بالنسبة لطفل طيف التوحد.

دور الوالدين

لأولياء أمور طفل طيف التوحد دور كبير في مساعدة أطفالهم في اللعب منذ نعومة أظفارهم، واللعب المقصود ليس مجرد صف الألعاب بجوار بعضها كما يفعل أطفال طيف التوحد، ولكن ننمي لديه حاسة التخيل، كالأطفال العاديين.

حينئذ يجب على الآباء والأمهات لأطفال طيف التوحد، أن يدركوا جيدًا أن الطفل بحاجة لشيئين في غاية الأهمية من أجل التواصل مع أقرانه، وهما اللعب والحوار، دون هذين الشيئين من الصعب على الطفل التواصل مع الأصدقاء والأقران.

من الأشياء التي يمكن ملاحظتها على أمهات أطفال طيف التوحد، هي وضعها الطفل بين أقرانه لكي يتعلم اللعب بمفرده، وهذا أمر لا يناسب طفل طيف التوحد الذي بحاجة لوضع برنامج يعمل وفقًا له، وحينئذ يجب على الوالدين تعليمه اللعب أولًا.

الخطوة الأولى لتحقيق ذلك، هو تعليمه كيف يلعب، وضروري هنا أن يكون الأمر بالحب وليس بالفرض والإجبار، ما يعني أنه على الوالدين تعلم فن السياسة في التعامل مع طفل طيف التوحد، مع ربط ذلك بالمكافأة مادية كانت أو معنوية.

الخطوة الثانية هي المكافآت، فهي تجعل الطفل يحب اللعب رغبةً في الحصول عليها، إلى أن يتحول الأمر إلى متعة شخصية يحصل عليها الطفل من اللعب.

الخطوة الثالثة، يبدأ الوالدان في إشراك إخوته معه في اللعب، قبل أن يسحب الوالدان أنفسهما من اللعب ويتركانه يلعب مع إخوته.

في الخطوة الرابعة نبدأ توسيع الدائرة شيئًا فشيئًا باللعب مع أولاد العم والخال والخالة، وغيرهم من المقربين الذين يراهم الطفل دائمًا، وهذا يعني ضرورة تقسيم الأمر إلى خطوات يكون العمل وفقًا لها.

ماذا عن الأغراب؟

تبقى المشكلة في اللعب مع الأغراب، ممن لم يتعامل الطفل معهم من قبل، أو توجد بينهم رابطة قرابة أو صداقة أو معرفة سابقة، كيف يمكن اللعب معهم؟

الأمر ببساطة أن طفل طيف التوحد روتيني، يلعب مع من اعتاد اللعب معهم، مثل الإخوة والأقارب، وهذا يتطلب من الوالدين مساعدة الطفل على تقبل هؤلاء الأغراب، فالطفل قد يرفض من الأساس الجلوس معهم.

الخطوة الثانية، هو تقبل فكرة التعامل مع الأطفال، بعدها يمكن تعلم اللعب معهم وتقبله، وذلك بتطبيق ما تعلمه داخل البيت مع أقرانه. تدريجيًّا ينسحب الوالدان إلى أن يستطيع الطفل اللعب بمفرده مع أقرانه.

ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذه النقطة تحديدًا، أن طفل طيف التوحد روتيني، ولا يمكنه أخذ خطوة للأمام دون مساعدة من الوالدين، وذلك يتحقق بالثواب والعقاب.

أيضًا طفل طيف التوحد لا يدرك الصواب من الخطأ، ولكنه يتعلمه من رد فعل الأبوين، بمعنى أنه عندما يرتكب الطفل سلوكًا ما مقبولًا ونعززه بالمكافأة، حينها يعرف الطفل أن هذا السلوك جيد ومقبول فيحاول تكراره رغبة في الحصول على المكافأة والعكس صحيح.

إذن، في ضوء رد فعل الوالدين على سلوك طفل طيف التوحد، يدرك الصواب والخطأ، وهو الذي يوجه الطفل إلى السلوكيات التي يجب أن يفعلها. مع الأخذ في الحسبان أن يدرك الأبوان أن المساعدة مؤقتة للطفل إلى أن يستطيع الاعتماد على نفسه دون مساعدة من أحد.

وأنتم أعزائي القراء، من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة عن أفضل السُّبل لتعليم طفل طيف التوحد اللعب.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة