تواجه أسر أطفال طيف التوحد تحديات كبيرة في فهم احتياجات أطفالهم، وتلبية متطلباتهم الحياتية اليومية؛ لذلك فالمعاناة لا تتوقف فقط لدى طفل التوحد، وإنما تمتد لتشمل أسرهم.
في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على أهمية الإرشاد النفسي لأسر أطفال طيف التوحد بما يساعدهم في فهم احتياجاتهم وتلبية متطلباتهم الحياتية، وتطوير استراتيجيات فعالة للتواصل مع أطفالهم.
قد يهمك أيضًا كم ساعة تدريب يحتاج إليها طفل التوحد يوميًّا؟
أهمية الإرشاد النفسي
طيف التوحد ليس مرضًا، ولكنه اضطراب يعيق تواصل الطفل على نحو فعال مع محيطه الاجتماعي، وتتراوح شدته من طفل لآخر، فكل حالة فريدة لا تشبه غيرها في الأعراض.
حينئذ تبرز أهمية الإرشاد النفسي بمفهومه الذي يعني تقديم المعلومات الضرورية لأسر أطفال طيف التوحد بعد تشخيص الحالة بطيف التوحد، ولكن يجب التحقق من صحة ودقة التشخيص، وعدم الاعتماد فقط على الملاحظة بالعين؛ لئلا يتسبب ذلك في مشكلات لا حصر لها مع الأسرة.
الخطوة التالية تتمثل في إعطاء الأسرة المعلومات الكافية حول الاضطراب، واحتمالية تأثير ذلك في إخوته، حتى وإن كانت بسيطة، والتأكيد على أن العلاج الدوائي ليس كافيًا، بل يجب الاعتماد على العلاج النفسي الذي يعد الأساس في تأهيل أطفال طيف التوحد.
ليس هذا فحسب، بل يجب استشارة الطبيب النفسي المعالج، عند صرف أية أدوية من قبل الأطباء لطفل طيف التوحد؛ لئلا يترتب عليها أعراض جانبية مثل بعض العقاقير التي يؤدي تناولها إلى صعوبة الحركة.
يشمل ذلك أيضًا أهمية الخضوع لجلسات العلاج النفسي يوميًّا، ويفضل أن يكون مع مدرب واحد للطفل، يوميًّا.
قد يهمك أيضًا كيف تنقذ طفلك من التوحد؟ خطوات عملية
التغلب على المشاعر السلبية
تسيطر مشاعر سلبية على بعض أسر أطفال طيف التوحد، خاصة من أصحاب الدخل المنخفض الذين يكابدون من أجل المتابعة مع أحد المراكز المتخصصة، وما يسببه ذلك من ضغوط مادية قد لا تتحملها كثير من الأسر، ما يجعل المشاعر السلبية تسيطر عليهم.
للأسف، تصدر من بعض الأطباء والمعالجين النفسيين والاختصاصيين بعض الجمل والعبارات التي تتسبب في إحباط الأهل، وإصابتهم باليأس من جدوى الجلسات التي يخضع لها طفلهم، عندما يقولون إن التوحد لا علاج له، في حين أن الواقع يشير إلى تحسن كثير من الحالات التي تخضع لجلسات على أيدي متخصصين.
قد يهمك أيضًا لماذا يجب على أمهات أطفال طيف التوحد الحذر من هذه الأطعمة؟
ملاحظات يجب مراعاتها لأسرة طفل التوحد
توجد بعض الملاحظات التي يجب على أسر أطفال طيف التوحد أن يكونوا على علم بها، منها:
تجنب العزلة ومخالطة الآخرين
تضطر بعض أسر أطفال طيف التوحد إلى الانعزال عن المجتمع، وتجنب مخالطة الآخرين؛ خشية تعرضهم للتنمر أو السخرية والاستهزاء من قبل المحيطين.
ومنهم من يشعر أن إصابة طفلهم بالتوحد وصمة عار، لذلك يحاولون إخفاءها عن المجتمع؛ لئلا يتعرضون للتنمر.
حينئذ يجب تقديم الدعم لأسر هؤلاء الأطفال، والتأكيد على أهمية التواصل الفعال مع المحيطين؛ لأنه سيكون لاحقًا جزءًا من تأهيل الطفل لكي يندمج مع أقرانه في المجتمع على نحو طبيعي.
دور الإخوة في مساعدة طفل طيف التوحد
من الأشياء التي تساعد طفل طيف التوحد في الخروج من الحالة التي فيها، هي إشغاله وإخراجه وعدم تركه بمفرده وقتًا طويلًا، وحينئذ تأتي أهمية الدور الذي يؤديه الإخوة في جذب أخيهم المصاب إليهم، لمشاركتهم في الأنشطة والألعاب التي يلعبون بها، وعدم تركه فريسة للعزلة، ومن ثم سيطرة التوحد عليه.
أخطر شيء يمكن أن نقدمه لطفل طيف التوحد هو تركه بمفرده ساعات طويلة، فيكون فريسة لهذه الحالة التوحدية التي يصعب معها لاحقًا إخراجه منها.
قد يهمك أيضًا أنواع التوحد وأعراضه.. تعرف إليه
الصبر وعدم اليأس
الناس في هذه الدنيا يتعرضون لأصناف من الابتلاء، وعلى العبد أن يُظهر الرضا دائمًا أمام قضاء الله وقدره، لذلك فعلى أسر أطفال طيف التوحد الصبر والمثابرة، وتقبل الطفل المصاب بهذا الاضطراب، وإدراك أن ما يقوم به ليس قصدًا أو عمدًا، ولكنها أشياء خارجة عن إرادته، لا يقصد بها مضايقة الأهل، والأبوين تحديدًا.
العلاج بالاحتضان
من شأن هذه الطريقة أن تحسن مهارة التواصل لدى طفل طيف التوحد، بصريًا واجتماعيًا، فضلًا على أنها تُشعر الوالدين بالقرب من أطفالهما، خاصة وأن طفل طيف التوحد يرفض العناق أو الاحتضان.
هذه الطريقة لها أهمية خاصة للأمهات اللاتي يتملكهن الإحساس بالذنب تجاه أطفالهن، فيصبح الاحتضان بالنسبة لهن وسيلة للتخلص من هذا الشعور.
قد يهمك أيضًا أفضل طريقة للتعامل مع طفل التوحد العنيد
قدرات طفلك اللغوية
يجب على الوالدين التحقق من سلامة جهاز السمع عند الطفل، ومدى فهمه لما يُطلب منه، أو يقال له، قبل البدء في تعليمه النطق والكلام؛ لأن سلامة جهاز السمع، وقدرة الطفل على الفهم ضرورة قبل الانتقال إلى مرحلة التعبير بالكلام.
يتمتع طفل طيف التوحد في الغالب بجهاز سمعي سليم، غير أن المشكلة تكمن في عدم فهمه للأوامر والطلبات التي تُطلب منه، وأيضًا عدم القدرة على التعبير بالكلام.
هنا يتعين على الأسرة اللجوء إلى اختصاصي لبدء رحلة التأهيل مع الطفل، وذلك بعمل تقييم للطفل تقف الأسرة منه على مواطن القوة والضعف، وفي ضوئها تُوضع خطة أو برنامج للتعامل معه.
إذ لا يمكن إكساب الطفل اللغة، إن لم يكن لديه القدرة على الانتباه، أو التواصل البصري الجيد، ولوقت كافٍ. وكون الطفل يقضي معظم وقته مع أفراد أسرته، كان للأسرة دور كبير في عملية التأهيل بواسطة تطبيق البرنامج الموضوع من قبل الاختصاصي المعالج للطفل.
وأنتم أعزائي القراء من آباء وأمهات أطفال طيف التوحد، شاركونا آراءكم في أبرز التحديات التي تواجه طفلكم للاندماج في المجتمع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.