تعرَّف على أفضل طريقة لتعديل سلوك طفل طيف التوحد

في المعتاد عند تشخيص طفل طيف التوحد توجد بعض السمات مثل عدم التفاعل مع الآخرين، عدم إطاعة الأوامر، بعض الحركات التكرارية مثل الرفرفة والمشي على أطراف القدم، وغيرها من العلامات التي لا يُشترط وجودها جميعًا.

تبدأ سلوكيات طفل طيف التوحد في التغير في سن مبكرة، تحديدًا في عمر عام ونصف.

فالطفل بعد أن يكون قد تعلم نطق بعض الكلمات، والتفاعل مع الآخرين، يبدأ تدريجيًّا في فقدان هذه الأشياء.

قد يعجبك أيضًا كم ساعة تدريب يحتاج إليها طفل التوحد يوميًّا؟

صفات طفل التوحد

الغريب أن هذه الأشياء يُفترض أن تحظى باهتمام الوالدين منذ سن مبكرة بحيث يسارع إلى عرض الطفل على المختصين من أجل تشخيص المشكلة والبدء في التأهيل، غير أن ما يحدث هو أن الآباء ينظرون إلى الأمر على أنه أمر طبيعي لا يلبث أن ينتهي عند مرحلة عمرية معينة.

مع الوقت توجد علاقة قوية بين الطفل وصفات التوحد، للدرجة التي يعتاد عليها وتصبح جزءًا من تصرفاته.

من الخطأ معاملة طفل طيف التوحد على أنه طفل طبيعي؛ لأن الطفل الطبيعي ومع كثرة التعامل مع من حوله، يكتسب خبرة التعامل العادية، على عكس طفل طيف التوحد الذي لا توجد لديه خبرات في التعامل مع الناس؛ كونه يحرص على الابتعاد عنهم وتجنب التفاعل معهم.

على سبيل المثال، البكاء عند طفل طيف التوحد، عندما يرغب في الحصول على شيء ويقابل بالرفض من الوالدين، فيلجأ إلى البكاء للضغط على الوالدين من أجل تنفيذ مطالبه.

ويمتاز طفل طيف التوحد بشدة البكاء للدرجة التي قد يضعف الأبوان أمامه، خاصة وأن البكاء هو خط دفاعه الأول في مواجهة رفض الوالدين لطلباته.

قد يعجبك أيضًا كيف تنقذ طفلك من التوحد؟ خطوات عملية

مَن يسيطر على مَن؟

في الحقيقة، فإن طفل طيف التوحد يمتاز بالذكاء الشديد في هذه النقطة تحديدًا حتى إنه يعرف نقطة ضعف والديه، وهنا يطرح هذا التساؤل نفسه: من يسيطر على من؟ هل الوالدان هما من يسيطران على طفلهما؟ أم أن الطفل هو من يسيطر عليهما؟

للأسف، الواقع يشير إلى أن طفل طيف التوحد هو من يسيطر على والديه، فالأم لا يمكنها تحمُّل نوبات الغضب، وتضطر إلى تنفيذ طلباته، لذلك من ذكاء طفل طيف التوحد تحديد نقطة ضعف والديه، ويتعامل معهما على هذا الأساس؛ لأنه يدرك حجم التحديات التي يواجهها.

لذا، إذا كانت السيطرة لطفل طيف التوحد على والديه، فكيف يمكننا إذن تخيل فكرة تغيير سلوكيات الطرف القوي من قبل الأطراف الضعيفة؟!

علاج وتأهيل طفل طيف التوحد ليست مسألة تدريبات فقط -كما يقول الدكتور أحمد عبد الخالق، اختصاصي تأهيل حالات التوحد- ولكن أيضًا طريقة التدريب والتعامل مع الطفل؛ لذا على الأهل تعلم الطريقة الأنسب للتعامل مع طفل طيف التوحد، وأول نقطة هنا تحديد من هو صاحب القرار، ومن الذي لديه القدرة على التغيير.

وهذا يعني أنه يتعين على الوالدين -وتحديدًا الأم- تعلم كيف تسيطر على طفل طيف التوحد، وليس العكس، لا يصح أن يجبرك طفلك على تنفيذ طلباته، وإلا كيف يمكنك التغيير إذا لم يكن بإمكانك القدرة على رفض بعض طلباته، ويجب أن يصل هذا المفهوم إلى الطفل.

قد يعجبك أيضًا هل التوحد وراثي في العائلة؟

القسوة والالتزام

هذا ليس معناه العنف والقسوة مع طفل طيف التوحد. يوجد فارق بين القسوة وبين الحزم والالتزام، والأخيرة هي المطلوبة في التعامل مع طفل طيف التوحد.

ما يجب على الوالدين إدراكه في هذه النقطة، أن طفل طيف التوحد لا يلجأ إلى التعامل إلا إذا تم وضعه تحت ضغط.

على سبيل المثال، رغبة الوالدين في تعديل سلوك البكاء لدى طفلهما، يتطلب منهما التصدي بحزم، وترك الطفل يبكي، وألا يكترثا بهذا البكاء حتى تصله الرسالة بأن البكاء لا يؤدي إلى النتيجة التي يرغب فيها.

ونلاحظ هنا تحديدًا أن بكاء الطفل عندما يكون خارج البيت، يكون أكثر كثيرًا منه داخل البيت؛ وذلك لأنه طفل ذكي، ويعرف جيدًا نقطة ضعف الوالدين وأن وضعهما تحت الإحراج من شأنه أن يجبرهما على تنفيذ مطالبه.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم، وأبرز المشكلات التي تواجهونها مع طفل طيف التوحد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة