حالة من القلق والتوتر تسود بين عدد كبير من الآباء والأمهات والمربين عمومًا فيما يخص تأديب أبنائهم، وأي وسائل التأديب التي يمكن الاعتماد عليها، وعما إذا كان العقاب هو الطريقة الأفضل للتأديب، أم أنه توجد وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها والحفاظ على العلاقة الجيدة بأبنائنا.
في هذه المقالة نُسلط الضوء على فكرة التأديب، والوسائل الأكثر نجاعة في تهذيب سلوكيات الأبناء بعيدًا عن الوسائل التقليدية في العقاب، مثل السباب والشتائم وأحيانًا الضرب.
اقرأ أيضًا: سن المراهقة وكيفية التعامل مع الأطفال داخل المدرسة
تعرَّف على مشاعر طفلك
في الغالب يكون السلوك الصادر عن الطفل الذي قد يتسبب في إزعاج الأهل ويجعلهم يفكرون في طريقة مناسبة للعقاب، هو تعبير عن مشاعر بداخله، وبذلك أولى خطوات حل المشكلة تكمن في التعرُّف على مشاعر الطفل، وليس الوقوف فقط عند السلوك؛ لأن المشاعر هي التي تقود إلى السلوك.
فالطفل الذي يشعر بالغيرة بسبب تمييز الوالدين لأحد الإخوة، قد يلجأ إلى السلوك العدواني تجاه إخوته، أو إلى التخريب والتدمير، والتذمر والعناد في أحيان كثيرة.
وعندما يرزق الوالدان بمولود جديد كذلك تنتاب الطفل مشاعر الغيرة، وتسيطر عليه للدرجة التي قد يفكر بها في كيفية إلحاق الأذى بشقيقه الأصغر الذي سرق منه كل الاهتمام والمزايا التي كان يتمتع بها وحده.
إذن، يمكننا القول إن أفضل طريقة للتأديب هي الفهم والتفاعل والقدوة، وليس عن طريق العقاب فقط، ويتوقف ذلك على ذكاء الوالدين وتفهمهم لكل ما سبق، وهو ما يميز أب عن آخر، وأم عن أم أخرى في طريقة تعاملهم مع أطفالهم.
اقرأ أيضًا: لماذا تخلَّى الأطفال عن براءتهم؟! الأسباب والمسببات..
لماذا تعامل طفلك بلطف؟
قد يستغرب البعض إذا قلنا إننا يجب علينا معاملة الطفل بلطف وكرم ومدح، وقبل ذلك الصبر على أخطائه لكي تخرج شخصية مهذبة وعلى خلق.
ولا يعيب الأب أو الأم إطلاقًا أن يقولا لطفلهما: من فضلك، لو سمحت، شكرًا، بل على العكس الطفل يتعلم هذه الكلمات ويطبقها في تعاملاته مع الآخرين، فعند الطلب يسبق كلامه بـ "لو سمحت أو من فضلك"، وعندما يسدي إليه أحدهم معروفًا يقال له "شكرًا".
المفهوم التقليدي للتأديب عند كثير من المربين هو العقاب على أخطائه، أو بمعنى أصح عقابه على السلوكيات التي تغضبنا نحن الآباء والأمهات، فيلجأ الوالدان إلى الصراخ والصوت العالي؛ لإخافة الابن عندما يرتكب خطأ ما، وقد يلجأ إلى الضرب والتعنيف أمام الآخرين، وهو ما يترك أثرًا نفسيًّا سيئًا في نفسية الطفل لا يمكن تجاوزه بسهولة.
الخلاصة
فهم مشاعر الطفل من أفضل الوسائل التي تُمكن الأهل من تأديبه حال أخطأ أو ارتكب تصرفًا غير مقبولًا، فضلًا عن أنه يعزز التواصل على نحو فعال مع الأبناء؛ ما يساعد على تعزيز الثقة بأنفسهم، فالطفل عندما يشعر بتقدير وشعور والديه نحوه، فإنه يكون أكثر انفتاحًا للتواصل معهما.
وبعد فهم مشاعر الطفل، يمكن توجيه سلوكه بطريقة إيجابية، بدلًا من استخدام العقاب الذي يؤدي في كثيرٍ من الأحيان لنتائج عكسية على المدى البعيد، إذ ينخدع الآباء بالنتائج القريبة التي تتلخص في إطاعة الطفل للأوامر والتعليمات خوفًا من العقاب.
فهم مشاعر الطفل من شأنه أن يجعله يشعر بالأمن والطمأنينة، ويقلل التوتر الحاصل في العلاقة بين الأهل والطفل، ما يسهل عملية التأديب. ليس هذا فحسب، فكون التربية بالتقليد وبالقدوة، فالطفل يكتسب هذا التعاطف من والديه في تعاملاته مع الآخرين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.