من أكثر الكلمات التي يكره الأبناء سماعها هي "لا"؛ لأنها تُشعرهم بالرفض، وتسلط الآباء، ومحاولة فرض أشياء لا يرغبون فيها عليهم، ومن ذلك يبدأ الصراع.
إذا أردت أن تعرف وقع هذه الكلمة على طفلك، فعُد بالذاكرة حين كنت طفلًا صغيرًا، تذهب إلى والدك مفعمًا بالنشاط والحيوية والأمل: أبي هل تسمح لي باللعب في الخارج مع أصدقائي؟ فكان الرد كالصاعقة: لا، عليك أن تجلس وتذاكر دروسك وتكتب واجباتك، لا وقت للعب الآن.
إذن يتعين عليك وأنت أب الآن، ولديك أبناء، أن تتفهم مشاعر طفلك، عندما يأتي إليك للسماح له بالخروج أو اللعب مع الأصدقاء أو الجلوس أمام الشاشة لمشاهدة مسلسله الكرتوني المفضل. لا أقول لك، إنك يتعين عليك الموافقة على كل طلبات الأبناء، ولكن تجنب قول "لا".
اقرأ أيضًا «مرحلة المراهقة».. كيف تربي طفلك جنسيًّا؟
احترس من قول "لا"
تكرار كلمة "لا" على مسامع طفلك في كل طلب أو رغبة يريد تحقيقها، تُشعره بالتسلط منك، ويشعر هو بالرفض وأنه غير مرغوب فيه، وهي مشاعر لا يجب أن تكون حاضرة في العلاقة بين الآباء والأبناء، فالابن يرغب في أن يشعر أن مقبولًا من والديه، لكي تزداد ثقته بنفسه.
لذلك فرد الفعل الطبيعي من الأبناء تجاه هذه الكلمة، هو العناد وشحذ كل طاقاته من أجل التصدي لهذا الهجوم بهجوم مضاد، ومن هنا تكثر شكوى الآباء والأمهات من عناد الأبناء، دون أن نشعر أننا المخطئون، وليس هم.
دخول الأبناء في نوبات صراخ وبكاء وغضب، هي رد فعل طبيعي تجاه هذه الكلمة، ولا شك أن هذه الأجواء تجعل البيت مشحونًا طوال الوقت، وتُشعر الآباء بالتوتر، فيبدو على غير حالته أو هيئته التي يُعرف بها.
اقرأ أيضًا شخصية الأب الضعيف.. تعرَّف على أبرز صفاته
ما الحل إذن؟
من حسن الحظ، أنه توجد بدائل عدة أمام الوالدين بدلًا من هذه الكلمة، نذكر منها:
أعطه معلومات
البديل الأول لكلمة "لا" ببساطة، أن تقدم له معلومات، على سبيل المثال:
الابن: أبي.. هل تسمح لي بالخروج للعب مع الأصدقاء.
الأب: أمك تحضر الطعام الآن، سنتناول العشاء بعد خمس دقائق.
دون أن تنطق بكلمة "لا"، أنت بذلك أوصلت رسالة لطفلك، مؤداها أنه لا يمكنك الخروج الآن لأننا بصدد تناول وجبة العشاء، أنت بذلك وفَّرت على نفسك وابنك عناء الدخول في مشادات وخلافات، وأنهيت الموضوع بكل سلاسة، ودون أن تُغضب طفلك.
وصف المشكلة
عندما يرغب طفلك في الذهاب إلى النادي ويريد منك أن توصله بسيارتك، ثم تكتشف أن السيارة بها عطل، ومن ثم لا يمكن الذهاب الآن، بدلًا من أن تقول له: لا، لا أستطيع الذهاب معك، عليك أن تنتظر لوقت آخر يناسب الجميع.
من الممكن أن تصف له حقيقة المشكلة، وهي أن السيارة بها عطل، ومن ثم لا يمكن الذهاب الآن، بل علينا الانتظار لحين إصلاحها.
اقرأ أيضًا كيف تجعل طفلك ينام مبكرًا؟
تقبَّل شعوره
يواجه الآباء والأمهات تحديًا كبيرًا في أثناء الفسح والخروجات حتى الزيارات العائلية، وهي أن الأبناء لا يرغبون بمغادرة المكان، فتبدأ تعبيرات الوجه الغاضبة، والوجه الشاحب، والعصبية وأحيانًا الغضب.
لأن هذه الأجواء لا تتكرر كل يوم، ومن ثم يرغبون في الجلوس مع العائلة أطول وقت ممكن، وهكذا في الفسح والخروجات.
على الوالدين أن يتقبلا شعور أطفالهما؛ فذلك من شأنه أن يقلل عنادهم ويجعلهم أكثر تقبلًا للأمر، عندما تخبره أن الجلوس مع العائلة أمر رائع ولحظات لا تتكرر كثيرًا، لكن نظرًا لتأخر الوقت، يجب الذهاب إلى البيت للنوم مبكرًا والاستعداد للذهاب إلى المدرسة في صباح اليوم التالي.
"نعم" أحيانًا
أحيانًا تكون طلبات الطفل منطقية وواقعية، خاصة إذا كان قد انتهى من واجباته الدراسية والمنزلية، لذا ليس منطقيًّا من الوالدين أن يقابلا رغبته بالرفض، لذلك على الآباء أن يقولوا "نعم" هذه المرة.
اقرأ أيضًا 5 مفاتيح لتربية طفل سعيد
أعطِ نفسك وقتًا للتفكير
يتطلب بعض الأسئلة -وإن شئت فقل كثير منها- من الوالدين التمهل والتأني وعدم الاستعجال في الرد، مع التأكيد على ضرورة أن تكون أجوبتنا عن أسئلة الأبناء منطقية وحقيقية، وتجنب الاستخفاف بعقولهم، وإعطائهم الجواب الذي يرغبونه.
بعض الآباء والأمهات للأسف يعد التأني والتمهل، تقليلًا منه أمام طفله، وأنه يظهر كالعاجز أمام أبنائه، وهذا فكر خاطئ؛ لأنك بذلك تعلِّم طفلك أولًا التأني والتمهل والتفكير وعدم التسرع.
وثانيًا أنه توجد أمور يجهلها الإنسان مهما بلغ من العلم؛ فالعلم لا يتوقف عند سن معين، بل يظل الإنسان يتعلم ويطلب العلم حتى آخر لحظات حياته، فالعلم ضالة المؤمن.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل المقالة، حول أكثر بديل تلجأون إليه لتجنب كلمة "لا" مع أبنائكم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.