تتميز مصر بأنها دولة تاريخية تحوي عددًا من المناطق السياحية التي تجذب السائحين، وتظهر هويتَها الجامعةَ لكل الأديان والطوائف، والقاهرة هي عاصمة مصر، ويسميها المتغزلون بجمالها ذات المئة مئذنة؛ وذلك لكثرة مساجدها، وفي هذا المقال سوف نتعرف إلى أشهر المساجد ذات التاريخ العظيم، التي تعطي مصر بُعدها التاريخيَّ المميز، فبعض مساجد القاهرة أكبر من بعض الدول!
اقرأ أيضاً حضرة المعمار وتفاصيل عن مسجد باصونه
أشهر مساجد في التاريخ
جامع عمرو بن العاص
يعد جامع عمرو بن العاص أول جامع بُني في مصر بعد أن فتحها الصحابي الجليل عمرو بن العاص، وقد بُنيت مدينة الفسطاط حوله.
لقد كان جامع عمرو بن العاص شاهدًا على حضارة الدولة الإسلامية العمرانية في الأراضي المصرية، وكان يشرف أيضًا على حصن بابليون الذي يقع في جوار الفسطاط، ويعد جامع عمرو بن العاص من أهم الجوامع في مصر، ويعرف أيضًا بعدة أسماء مثل الجامع العتيق وتاج الجوامع.
مسجد أحمد بن طولون
يُعد مسجد أحمد بن طولون ثالث مسجد جامع بُني في مصر، وكان أحمد بن طولون قد بناه بهدف جمع المسلمين في صلاة الجمعة.
يتميز مسجد أحمد بن طولون بتصميمه الفريد وزخرفته التاريخية والتخطيط الخرافي، وقد نُقل بعض من التراث العراقي إليه عندما بنوه، ويتميز أيضًا بمساحته الكبيرة التي تبلغ نحو 6 فدانات.
جامع محمد علي
يقع جامع محمد علي في قلعة الجبل، وهو أكثر معالم القاهرة انتشارًا وشهرة، فكثير من الناس يعتقد أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هي قلعة محمد علي باشا لشهرة هذا الجامع الكبيرة، ويُعرف جامع محمد علي أيضًا باسم جامع المرمر، في إشارة إلى نوع من أنواع الرخام النادر الذي غُطّي به الجامع، وكثير من المصادر تؤكد أنه حين أتم محمد علي ترميم قلعة صلاح الدين الأيوبي وبناء القصور والمدارس والدواوين أراد بناء مسجد كبير في القلعة لتأدية الفرائض فيه، وأراد إرفاقه بمقبرة ليدفن فيها.
بدأ بناء المسجد عام 1246هـ الموافق لـ 1830م، وانتهى في العام الذي توفي فيه محمد علي سنة 1265هـ الموافقة لـ1848م، ودُفن محمد علي في المقبرة التي أعدها لنفسه في مسجده.
تاريخ الجامع الأزهر
أنشئ هذا الجامع في العصر الفاطمي بعد فتح الفاطميين مصر بسنة واحدة، ومن بناه هو القائد جوهر الصقلي قائد جند أبي تميم المعز لدين الله الفاطمي، وفُتح للصلاة في شهر رمضان الموافق عام 361هـ، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى لقب بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- فاطمة الزهراء التي سُميت أيضًا باسمها مقصورة من هذا المسجد.
اقرأ أيضاً مسجد الإمام ليث و أسراره
مساجد أخرى مشهورة
مسجد الرفاعي
مسجد الرفاعي هو أحد المساجد التاريخية الشهيرة بالقاهرة الذي أمرتْ ببنائه خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل عام 1286هـ/1869م.
ويعد مسجد الرفاعي ومسجد السلطان المواجه له توأمين، فهو يشبهه ضخامةً رغم الفارق الزمني بينهما، فقد بُني مسجد السلطان حسن سنة 1395م، في حين شرعوا يبنون مسجد الرفاعي سنة 1869م؛ أي إن الفارق يقارب 500 عام.
ويتميز هذا المسجد بضخامته، فمساحته تبلغ 6500 متر مربعٍ، ويتميز أيضًا بتصاميمه الفريدة وكثرة الزخارف على جدرانه ما جعله ينافس مسجد السلطان حسن فخامةً، ومن الغريب أيضًا تسميته بمسجد الرفاعي، لأن الولي الرفاعي المعروف باسم العارف بالله لم يدفن فيه.
وإنما دفن في العراق، لكن سبب تسمية هذا المسجد باسم الرفاعي هو وجود زاوية في المسجد سميت باسم الرفاعي دفن فيها شيوخ كبار من تلاميذ الرفاعي وأتباعه، ولعل ذلك السبب هو الأبرز والأهم في تسميته بهذا الاسم.
لقد اشترت السيدة خوشيار هانم أرض المسجد وعاهدت حسين فهمي باشا وكيل ديوان الأوقاف في ذلك الوقت ببناء مسجد كبير، لكن أُوقف بناء المسجد لظروف الدولة المصرية عام 1905م، إلى أن أمر الخديوي عباس حلمي الثاني أحمد خيري مدير الأوقاف في ذلك الوقت بمتابعة بناء هذا المسجد، وافتُتح للصلاة فيه عام 1912م.
مسجد الناصر قلاوون
بُني جامع الناصر محمد بن قلاوون من 700 عام تقريبًا، وموقعه في وسط القلعة، فقد كان يشغل الزاوية الجنوبية الشرقية من مساحة القلعة التي تعرف باسم الرحبة الحمراء المواجهة لباب القلعة، ويقابله أيضًا باب الإيوان الناصري الكبير الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية.
ويتميز مسجد الناصر محمد بن قلاوون بتصميم داخلي رائع مملوء بالزخارف والألوان الزاهية، إضافة إلى وجود عدد كبير من النوافذ الزجاجية الملونة التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي للمسجد، وتحتوي الأسقف نقوشًا وأشكالًا هندسية مختلفة، ويشتهر المسجد بأنه مفتوح على السماء مباشرة، وعني في مرحلة من المراحل بتدريس الفقه فيه.
مسجد الحاكم بأمر الله
بُني مسجد الحاكم بأمر الله في العصر الفاطمي الذي يعد رابع مسجد بُني في مصر، وثاني أكبر المساجد في القاهرة اتساعًا بعد جامع أحمد بن طولون.
وكان قد أمر ببنائه الخليفة العزيز بالله الفاطمي عام 380هـ الموافق لـ 990م، وتوفي قبل تمام بنائه، فاستكمل بناءه ابنه الحاكم بأمر الله، ونسبه إليه، ويُعد المدخل الرئيس الذي يقع في الجهة الغربية للمسجد من أقدم أمثلة المداخل البارزة في مصر؛ لأن الفاطميين أخذوا فكرته من مسجد المهدية الذي يقع في تونس.
ولقد جعل الحاكم بأمر الله لمسجده دورًا كدور مسجد الأزهر الشريف في ذلك الوقت، فصار مركزًا لتدريس المذهب الشيعي، وللمسجد كثير من الأشياء التي جعلته مثيرًا للاهتمام، وكثير من الذكريات التي شهد عليها، فقد أقامت فيه الحملة الفرنسية، وجعلته مقرًا لجنودها، واستُخدمت مئذنته مقرًا للمراقبة، واستخدم رواق قبلته ليكون أول متحف إسلامي في القاهرة، وقد عرف باسم دار الآثار العربية.
مسجد سادات قريش
يقع مسجد سادات قريش في بلبيس، وقد بُني عام 18هـ على يد عمرو بن العاص بعد فتحه مصر، ويقول بعض المؤرخين إن مسجد سادات قريش هو أول مسجد بُني في مصر، بل في إفريقيا كلها، لكن ما من دليل على ذلك الادعاء.
سمي مسجد سادات قريش بهذا الاسم تكريمًا لشهداء المسلمين الذين استُشهدوا في معركتهم مع الرومان حين حاولوا فتح أرض بلبيس، وقد بلغ عدد الذين استشهدوا 120 جنديًا من جيش المسلمين ممن ينتسبون إلى قبيلة قريش، ورُمم هذا المسجد في عهد الخليفة العباسي المأمون الذي أقام في المسجد 40 يومًا بعد أن قدم مصر؛ لإعادتها إلى الدولة العباسية، وقد أُمِر بتجديده في عهد الأمير مصطفى الكاشف عام 1002هـ.
كانت هذه جولةً سريعة في مجموعة من المساجد التاريخية المصرية التي ترتبط بالتراث الإسلامي والعربي والشرقي وتعطي طابعًا تاريخيًا فخمًا يزين القاهرة، ويجعلها عاصمة المذاهب والأفكار، فالمسجد السني ملاصقٌ للشيعي، والمدرسة الحنفية تجاور المدارس الفقهية الأخرى كالحنبلية والمالكية والشافعية في تناغم جميل بمشهدٍ تاريخي رائع.
مصر أم الدنيا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.