قد تكون المشكلات السلوكية عند الأطفال في المدرسة من أكبر الأمور التي تسبب الإزعاج للأهل والمعلمين في الوقت نفسه، وتعد دليلًا على المستوى التربوي والثقافي والسلوكي الذي يتمتع به الطفل، وكذلك هي مقدمات لما يمكن أن يصل إليه الطفل في مرحلة قادمة.
وفي هذا المقال نتناول علاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة، وكذلك صورها وأسبابها المختلفة.
اقرأ أيضاً خصائص وصفات بيئة مدرسية جيدة للطفل
السلوكيات الخاطئة في المدرسة
-
الكذب
أحد أنواع السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الأطفال في المدرسة التي يمكن تفسيرها تفسيراتٍ عدة، فيلجأ الأطفال الذين يملكون القدرة على التخيل وسرد القصص إلى دمج الواقع بالخيال، وهو ما يجعل الكذب سلوكًا شائعًا لدى هؤلاء الأطفال.
بعض الأطفال قد يلجأ إلى الكذب نتيجة إحساسه بالخوف من العقاب أو الوقوع في مشكلة، وهو غالبًا ما يحدث مع الأطفال الذين يعانون قلة الثقة بالنفس، وكذلك الأطفال الذين يعانون المستوى الدراسي الضعيف الذي يجعلهم دائمًا عرضة للعقاب.
بعض الأطفال قد يلجأ إلى الكذب انتقامًا نتيجة الشعور بالغضب أو الكراهية أو الغيرة من أطفال آخرين، وهو ما يحتاج إلى علاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة.
-
السرقة
من السلوكيات الخاطئة في المدرسة التي تحتاج إلى علاج سريع، وقبل ذلك تحتاج إلى تركيز وملاحظة، فقد يلجأ الطفل إلى سرقة أغراض عدة، وقد يلجأ الطفل إلى السرقة من زملائه في المدرسة نتيجة عدم معرفته بخطورة الفعل الذي يفعله، وهو أمر يعود إلى التربية والتنشئة، وفي هذه الحالة يكون التعريف بخطورة السرقة وأضرارها هو علاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة.
بعض الأطفال قد يلجأ إلى السرقة بغرض الانتقام والعداوة بين الأطفال بعضها ببعض في هذه المرحلة.
بعض الأطفال قد يسرق نتيجة مشكلات نفسية مثل الإحساس بعدم الاهتمام أو الرغبة في التميز أو رد فعل للعنف الذي يتعرض له في البيت أو المدرسة.
-
العنف الدراسي
يعد العنف الدراسي والتنمر من أكثر السلوكيات الخاطئة في المدرسة شيوعًا في كل دول العالم باختلاف ثقافاتها ومستوياتها الاقتصادية.
غالبًا ما يكون العنف الدراسي نتيجة اعتياد الطفل على العنف في البيت بين أبويه وإخوته، وكذلك ممارسة العنف مع الطفل في بيئته الاجتماعية.
أحيانًا يلجأ الطفل إلى العنف للتعبير عن نفسه والتميز بين الأطفال، وفي بعض الحالات قد يكون العنف رد فعل طبيعي نتيجة مشكلات نفسية يعانيها الطفل؛ مثل الحرمان العاطفي، وهو ما قد يحتاج فيه الطفل إلى خبير اجتماعي أو طبيب نفسي؛ لعلاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة.
-
الاضطرابات السلوكية
رغم أن العنف والسرقة والكذب تعد من الاضطرابات السلوكية، لكننا نقصد بعض السلوكيات الخاطئة في المدرسة مثل تهرب الطفل من الحصص والواجبات الدراسية، ومحاولته تخريب الأدوات والأثاث المدرسي، وافتعال المشكلات افتعالًا يعبر عن اضطراب كبير في شخصية الطفل.
غالبًا ما تكون الاضطرابات السلوكية نتيجة عملية التربية الخاطئة أو المشكلات الأسرية التي لا يستطيع الطفل التعامل معها داخل البيت.
تزداد حدة الاضطرابات السلوكية عند الطفل في المدرسة؛ لأنه يقارن نفسه بالأطفال الآخرين؛ لذلك قد يكون الطفل المضطرب عنيفًا تجاه الأطفال المتفوقين أو الأطفال أصحاب الشعبية، ولا يعد عقاب الطفل في هذه الحالة جزءًا من علاج الأخطاء الدراسية في المدرسة، وإنما قد يزيد من اضطراب الطفل.
اقرأ أيضاً أكثر المشكلات السلوكية شيوعاً لدى الأطفال
أسباب السلوكيات الخاطئة في المدرسة
تعد التربية الأولى هي الأساس في بناء شخصية الطفل، وتأتي المدرسة بعدها لتضع بعض القواعد والملامح لهذه الشخصية، فإذا كانت التربية الأولى فيها كثير من الأخطاء، فإن مهمة المدرسة تكون صعبة جدًّا في إصلاح الطفل.
تعد أيضًا المشكلات الأسرية من أهم أسباب السلوكيات الخاطئة في المدرسة، يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الهدوء الأسري والانضباط الأخلاقي والتنظيمي، وهما أمران لا يُنظر إليها في معظم المشكلات بين الآباء والأمهات.
عدم التوازن في أساليب الثواب والعقاب قد تؤدي إلى طفل مضطرب سلوكيًا، سواء كان الأمر يتعلق بالعقاب الزائد دون مبرر أو الإثابة الزائدة دون مبرر، فكلاهما يساعد على عدم توازن الطفل على المستوى الشعوري والسلوكي.
يتأثر الطفل أيضًا بالأطفال الآخرين الذين يتعامل معهم، ويكتسب كثيرًا من الصفات والسلوكيات بقضاء كثير من الوقت مع الأطفال الآخرين، وهو ما يمكن أن يكون سببًا في السلوكيات الخاطئة في المدرسة.
يعد تدني المستوى الثقافي والتعليمي لدى الآباء والأمهات أحد الأسباب المهمة للسلوكيات الخاطئة في المدرسة، فالطفل يمارس ما أدركه وتعلمه من والديه في هذه المرحلة.
اقرأ أيضاً سلوكيات الطلاب داخل الفصول المدرسية
علاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة
ينقسم علاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة إلى قسمين رئيسين؛ هما دور المدرسة ودور الأسرة.
يجب على المدرسة أن تلاحظ السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال عبر الخبير الاجتماعي والمعلمين الذين يتعاملون مباشرة مع الأطفال.
يعتمد دور المدرسة على ملاحظة المشكلة ومحاولة فهم أسبابها، ووضع الخطط لإعادة الطفل إلى السلوك الصحيح، وذلك بواسطة الخبير الاجتماعي والمدرسين الذين يتعاملون مع الطفل.
يأتي دور الأسرة في التعاون مع المدرسة على مقاومة السلوكيات الخاطئة بتحسين الأجواء في المنزل، وتوفير البيئة السليمة التي تؤدي إلى ظهور السلوكيات السليمة.
مشاركة الطفل في الأنشطة أيضًا تعد علاجًا مهمًا للسلوكيات الخاطئة في المدرسة، وهو أمر يتعلق بالمدرسة والأسرة.
يحتاج الطفل الذي يعاني السلوكيات الخاطئة والاضطرابات السلوكية إلى متابعة مستمرة من الأبوين، وكذلك من الاختصاصي الاجتماعي مع وجود المحفزات والمكافآت المادية والمعنوية في حالة تطور سلوكيات الطفل إلى الأفضل.
بعض الأطفال قد يحتاج إلى اختصاصي سلوكي أو إلى طبيب نفسي، وهو أمر يتعلق بدور الأسرة في معالجة سلوكيات الطفل.
وفي الختام، فإن علاج السلوكيات الخاطئة في المدرسة قد يكون صعبًا، لكن صعوبته ستزداد مع الوقت لا سيما مع تطور الأطفال العمري والذهني، وهو ما يجعلنا نبادر الآن إلى محاولة الإصلاح قبل فوات الأوان.
فإذا كان لك تجربة مع السلوكيات الخاطئة نرجو مشاركتنا إياها في التعليقات؛ لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.