تعرف الآن على 5 قصص نجاح ملهمة

يبقى الحديث عن النجاح واقتباس كلمات العظماء والناجحين أمرًا نظريًا لكثير من الأشخاص، وهو ما قد يجعله ذا تأثير محدود في تحفيز الناس ودفعهم إلى العمل والإيمان بأنفسهم وبالقدرة على تغيير الواقع، في حين تستطيع قصص النجاح الحقيقية أن تقدم النموذج والمثل والدوافع تقديمًا عمليًا.

وفي هذا المقال نقدم لك 5 قصص نجاح ملهمة، يمكنها أن تحرك الصخر وتلهب المشاعر وتصنع التغيير الكبير في أذهان وقلوب كل من يحلم بتغيير الواقع.

اقرأ أيضاً قصص ملهمة للشركات الناشئة الناجحة

قصة نجاح فارح جراي

أحد الأشخاص الذين ولدوا في ظروف صعبة، منها الفقر الشديد، وأمه المريضة بأمراض عدة في القلب التي كانت مسؤولة عن أسرة مكونة من ثلاث إخوة، وكان فارح غراي هو رابعهم.

كان الطفل الذي لا يزال في السادسة من عمره لا يملك أي خيارات سوى العمل في بيع مستحضرات التجميل وتوزيعها على السكان في المنطقة التي يعيش فيها بأسلوب لطيف وذكي.

استطاع فارح جراي أن يحقق بعض النجاحات في سنه الصغير بتواصله الجيد مع السكان والزبائن حتى انتقاله مع أسرته إلى مدينة لاس فيجاس الأمريكية.

كانت الفرصة الكبيرة التي حصل عليها فارح جراي هي مشاركته في برنامج إذاعي استطاع به أن يلقي فقرة بسيطة منحته الكثير.

بناء على هذه الفقرة البسيطة تلقى فارح جراي عرض عمل إذاعي في أحد البرامج التي يتابعها ملايين الناس.

بدأت الأمور تتحسن، فاستثمر فارح جراي ما يملك من أموال في أحد المشروعات الصغيرة التي تعتمد على بيع الأطعمة في مدينة نيويورك؛ ليحصل على أول مليون دولار في حياته قبل أن يبلغ الرابعة عشر من عمره.

انتقل الفتى ذو الـ 14 عامًا إلى مرحلة جديدة من حياته، فأسس شركة لبيع بطاقات الهواتف، ثم أخرج أحد البرامج الإذاعية، وأنشأ مجلة وجمعية خيرية، وأنتج برنامجًا فكاهيًا.

حصل فارح جراي على منحة دراسية لم يكن يتوقعها كذلك، واستقبله الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، ومنح العضوية الفخرية في عدد من الأمكنة ذات السمعة الرائعة فيما يخص المجالس التجارية الأمريكية.

استطاع الفتى الأسود الصغير أن يحقق ما لم يكن في حسبانه، وهو ابن 15 عامًا ليضع نفسه بين قصص الرواد الملهمة للأشخاص الراغبين في النجاح في كل مكان في العالم.

اقرأ أيضاً أجمل قصص أطفال قبل النوم

قصة نجاح كلايد بيزلي

لا يرتبط النجاح بوضع الإنسان في الماضي أو الحاضر وإنما يرتبط بما يفعله لتغيير المستقبل وأبرز الأمثلة هو كلايد بيزلي الذي قضى 11 عامًا في السجن بسبب تعاطي المخدرات ومجموعة أخرى من التهم ذات السمعة السيئة.

وأثناء وجوده في السجن كان كلايد بيزلي يشاهد مباريات الجولف باستمرار وهو ما جعله يفكر في طريقة للعب الغولف على طاولة صغيرة مثل لعبة تنس الطاولة.

كانت الفكرة غريبة بما يكفي، لكنه بدأ في تنفيذها وتصميمها من خياله الخاص، وأدخل عليها عدة تعديلات جعلت الفكرة جاهزة في رأسه من أجل التنفيذ العملي.

بعد خروجه من السجن توجه كلايد بيزلي إلى أحد المتاجر التي تبيع المعدات، واشترى كل ما يحتاج إليه من أجل تطبيق فكرته الغريبة.

جرب كلايد بيزلي اللعبة الجديدة مع أصدقائه وجيرانه، وحاول تسويقها في عدد من المتاجر، لكن الأمر كان صعبًا في البداية.

في عام 2003 استطاع كلايد بيزلي إقناع إحدى شركات تصميم الألعاب بشراء فكرته وتنفيذها وطرحها في الأسواق.

في عام 2005 وصلت مبيعات اللعبة التي صممها كلايد بيزلي إلى 5 ملايين دولار جعلت منه مليونيرًا، وأحد رجال الأعمال الناجحين في أمريكا، وهو ما دفع كثيرًا من الجهات إلى استقبال كلايد بيزلي من أجل إلقاء المحاضرات؛ لتحفيز الشباب بإخبارهم قصة نجاحه الملهمة والاستثنائية.

اقرأ أيضاً قصص حب واقعية ذات نهاية سعيدة

قصة نجاح والاس جونسون

كان والاس جونسن يعمل في حرفة النجارة التي لم يعرف غيرها حتى بلغ سن الـ 40؛ ليتعرض إلى الطرد المفاجئ من المصنع الذي عمل فيه سنوات طويلة، وهو القرار الذي وضعه في حالة نفسية سيئة، فقد كان ربًا لأسرة تعتمد عليه اعتمادًا كاملًا.

لم يكن والاس جونسون يمتلك مهارات أخرى تسمح له بعدة فرص في سوق العمل؛ لذا قرر أن يمارس الشيء الذي يعرفه ويفهمه ويجيده، وهو النجارة، فقد رهن بيته الذي يعيش فيه مع أسرته؛ لبناء منزلين صغيرين وبيعهما.

غامر والاس جونسون بمنزله بناء على الثقة الكبيرة التي يشعر بها نحو إمكاناته في النجارة؛ لذلك صمم المنزلين بخبرة كبيرة، ونفذهما ببراعة شديدة مكنته من بيع المنزلين واسترداد قيمة الرهان على المنزل.

بعد هذه التجربة بدأت العروض تنهال على والاس من أجل تصميم وبناء المنازل، حتى أصبح اسمًا معروفًا في هذا المجال، ما منحه من الأموال ما لم يكن سيمتلكه أبدًا في حال احتفاظه بوظيفته الأولى.

بنى والاس جونسون أول فندق له في حياته، وأطلق عليه اسم (هوليداي إن) ليصبح أحد أشهر الفنادق في العالم، وتنتشر فروعه في كل مكان حتى إن بعضنا قد رأى أحد هذه الفنادق أو كان سعيد الحظ بالإقامة فيه ولو ليلة واحدة.

من المقولات التي اشتهر بها والاس جونسون بعد أن أصبح قصة نجاح ملهمة للناس: «شكرًا لمن طردني من العمل لكي أصبح مليارديرًا».

قصة نجاح فريد ديلوكا

لقد كان الفتى الصغير فريد ديلوكا يعمل في جمع الزجاجات الفارغة وبيعها مقابل سنت واحد لكل زجاجة وهو في سن العاشرة نظرًا للفقر الشديد الذي يحيط بعائلته ذات الأصل الإيطالي.

انتقل دي لوكا إلى مدينة أخرى في أمريكا مع أسرته ليعمل في توزيع الصحف على المنازل، ثم انتقل إلى مدينة أخرى أنهى فيها دراسته الثانوية، شعر ديلوك بأن حلمه الكبير في أن يصبح طبيبًا بدأ يتحقق، لكن ظروفه المادية الصعبة لم تسمح له بدخول كلية الطب.

عمل ديلوكا في أحد المتاجر مقابل راتب ضعيف، ما جعله يفكر في تغيير حياته إلى الأفضل، فأخذ قرضًا بسيطًا قيمته 1000 دولار من أحد أصدقائه، وبدأ يجهز أحد المحال الصغيرة جدًّا والضيقة، وأطلق عليه اسم (بيتس صب واي).

كان المحل صغيرًا، وواجه ظروفًا صعبة، لكن ديلوكا لم يستسلم لهذا الوضع، وفتح فرعًا ثانيًا وثالثًا بعزيمة قوية جعلته يجني الأرباح ويوسع دائرة العلامة التجارية صب واي.

بعد مدة من المعاناة والفقر الشديدين أصبحت محال صب واي من أشهر الماركات العالمية التي وصلت فروعها إلى 40 ألف فرع في العالم، وتخطت عائداتها السنوية 10 مليارات دولار.

أصبح فريد ديلوكا ممتنًا لعدم دخوله كلية الطب بعد أن أصبح مليارديرًا، وأصبحت قصته ضمن أشهر قصص نجاح ملهمة يقرأ عنها الشباب في كل مكان في العالم، ويحكيها خبراء التنمية البشرية إلى راغبي العمل والتغيير وتحقيق الذات على الرغم من الظروف الصعبة.

اقرأ أيضاً نشأة أدب الرعب وأسباب انتشاره

قصة نجاح كوري نيفيز

كان الطفل الصغير كوري نيفيز الذي يبلغ من العمر نحو خمس سنوات يصنع ويبيع مشروب الكاكاو إلى المارة في الأجواء الباردة بأسلوب لافت، فقد كان منهم كثيرًا من يشتري المشروب تعاطفًا مع هذا الفتى الصغير، وهو ما جعله يتوسع بعد ذلك ويبيع عصير الليمون إلى جانب الكاكاو.

استطاع الفتى الصغير أن يحقق بعض الأرباح، ومع الوقت بدأ يتوسع ويبيع الحلويات والكعك والمشروبات على العربة الخشبية حتى أصبح علامة من علامات المكان، وربما جاء إليه الناس من أمكنة أبعد قليلًا إعجابًا بتجربته أكثر من إعجابهم بالحلويات والمشروبات التي يقدمها.

بدأ كوري نيفيز يبحث عن منافذ أخرى لبيع منتجاته حتى استطاع أن يتعاقد مع أحد الأسواق في المدينة، وهو ما ساعد المنتجات على الانتشار وزيادة المبيعات، ومنها انتقلت إلى أسواق أخرى.

استطاع الفتى نيفيز إنشاء شركته الخاصة، وأطلق عليها اسم (مستر كوري) للكعك والحلويات التي بدأت تحقق الأرباح الكبيرة التي لم يكن يحلم بها ذلك الفتى الفقير الذي كان يقف بالعربة الخشبية ليبيع المنتجات في الطريق.

أصبح كوري نيفيز إحدى التجارب الرائعة والشخصيات الشهيرة في أمريكا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم، وأصبح يمتلك شركة ومكتبًا وموقعًا رسميًا يقدم منتجات الحلويات بأسعار منافسة وجودة عالية.

وكذلك أصبح كوري نيفيز إحدى القصص الاستثنائية التي يحكيها الناس لأبنائهم من أجل تحفيزهم على العمل والاجتهاد والتفكير في تغيير الواقع رغم صعوبته ورغم العقبات الكبيرة.

دروس عملية من القصص الملهمة

بعد أن قدمنا 5 قصص نجاح ملهمة يجب أن تكون هذه القصص دافعًا كبيرًا لنا في تغيير أفكارنا وأفكار من حولنا، فهذه القصص حكت قصة أشخاص في ظروف صعبة، وانتهت القصص بنجاحات كبيرة.

كان فاراح جراي طفلًا فقيرًا، أسود البشرة، في بداية حياته ثم تحول إلى شخصية ناجحة ومشهورة وغنية حتى إن الرئيس الأمريكي استقبله للتعبير عن التقدير والنجاح.

وكان كلايد بيزلي يقضي عقوبة السجن 11 عامًا التي كانت كفيلة بقتله نفسيًا ومعنويًا، لكنها كانت سببًا في ابتكاره للعبة جعلته مليونيرًا، إضافة إلى تغيير شكله الاجتماعي من مجرم وسجين سابق إلى قصة نجاح يتداولها الناس كل يوم.

وكذلك يمثل والاس جونسون مثالًا للأشخاص الذين يبدؤون تحقيق النجاح بعد الـ 40، إضافة إلى العقبات الأخرى التي تتمثل في أسرته وإمكاناته المادية الضعيفة، وكذلك في عدم امتلاكه أي مهارات تتناسب مع سوق العمل في ذلك الوقت، لكن الأمر لم يمنعه من أن يصبح أحد أشهر أصحاب الفنادق في العالم.

بينما يمثل فريد ديلوكا قطاعًا عريضًا من الشباب الذين فقدوا أحلامهم في الوصول إلى الدرجات العلمية والتعليمية المنشودة، لكنه لم يتوقف عند ذلك، وبدأ يشق طريقه ليصبح أحد أصحاب الشركات الكبرى والماركات المعروفة في جميع أنحاء العالم، هذا بخلاف التفاصيل التي صنعت هذا النجاح التي جعلت منه قصة ملهمة للملايين.

وأخيرًا فإن الطفل الصغير كوري نيفيز يعد مثالًا صارخًا على إمكانية التغيير، فإذا كان هذا الفتى ذو الخمسة أعوام استطاع أن يحدث تغييرًا بسيطًا، ثم ينتقل منه إلى تغيير أكبر حتى وصل إلى كونه أحد أشهر رجال الأعمال في حين لا يزال في سن المراهقة، فكيف يمكن أن تفعل أنت في ظروف أفضل من ذلك؟

وفي الأخير، فإننا وضعنا بين يديك 5 قصص نجاح ملهمة بغرض المتعة والمعرفة من ناحية، وبغرض التحفيز والإلهام من ناحية أخرى، لكن الأمر يبقى رهن رغبتك في النجاح وتغيير الواقع من عدمها.

فإذا كانت لك تجربة مع النجاح أو الظروف الصعبة أو نصيحة تستطيع أن تقدمها للسائرين على الدرب نفسه نرجو مشاركتنا إياها في التعليقات لتعم الفائدة على الجميع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة