هذا المقال يتناول تاريخ الحضارة الإسلامية عبر العصور الأموية والعباسية.
الحضارة عند ابن خلدون
إن البداوة هي أصل الحضارة وإن الحضارة غاية البداوة، فالبدو يقتصرون في معاشهم على الضروري، فإذا زاد على الحد وأصبح إسرافًا صار حضارة.
الحضارة إسلامية أم عربية؟
الحضارة عربية إسلامية لأنها اعتمدت في قيامها على دعامتين أساسيتين:
· الإسلام
· العروبة
لأنه لولا الإسلام ما كان للعرب ولا للغتهم أن ينتشروا، ولولا الإسلام لظل العرب ولغتهم كمًّا مهملًا، ولا يقام لهم وزن في معيار الحضارة الإنسانية، والحضارة سلسلة من الإنجازات، فإذا كان يصعب فصل حدث عن آخر فإنه يصعب فصل إنجاز عن الآخر.
اقرأ أيضًا تلخيص كتاب تاريخ الحضارة الإسلامية العربية
السمات العامة للحضارة الإسلامية
· الإيمان
· المرونة
· التسامح
· حضارة تقدمية
· الأمانة العلمية
· الأصالة والخلود
· حضارة إنسانية
· السلام والمحبة
القرآن الكريم
هو أحد الأصول الرئيسة التي نبعت منها الحضارة الإسلامية بعدِّه المصدر الأول للإسلام وتشريعاته، فالقرآن هو كلام الله المعجز الحق.
وقد نزل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم منجمًا متفرقًا خلال 23 عامًا هي عمر الدعوة الإسلامية، وذلك ليكون القرآن أقرب إلى الحفظ وأسهل في الضبط وأبعد عن النسيان، والقرآن الدستور الأول للمسلمين.
وعلى المستوى الاجتماعي كفل للبشرية السعادة واليمن والرخاء، فهو يدعو للمحبة والتعارف والمساواة بين الناس، ودعا إلى الرحمة ومكارم الأخلاق، وأنصف المرأة وكفل لها حقوقها، واشتمل أيضًا على الأسس التي تتعلق بالنواحي السياسية والاقتصادية.
اقرأ أيضًا الحضارة الإسلامية إنسانية وعدل ومساواة
السنة النبوية
هي الأصل الثاني للحضارة الإسلامية، فإذا كان القرآن هو قانون الإسلام، فإن السنة النبوية هي تطبيقه.
والسنة تكفلت بتفسير وبيان ما جاء في القرآن، ولولاها لظل القران نصوصًا يعجز البشر عن فهم المراد منها وفهم معانيها، ويُقصد بها ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
وقد أمر الله بالأخذ بسنة نبيه في كل شيء، فقال: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر»، وقال: «وما آتاكم الرسول فخذوه»، وبفضل هذه السنة وتأسي المسلمين بها طبعت الحضارة الإسلامية بهذا الطابع الإنساني، المتمثل في الإخلاص والتسامح والرحمة وحب الخير والعمل والمعاملة والحرص على طلب العلم وتبليغه.
الخلافة الأموية في الأندلس
· ضعف الخلافة العباسية في بغداد.
· قيام خلافة شيعية في بلاد المغرب.
· كثرة الفتن الداخلية وكانت مدة مملوءة بالاضطراب في بلاد الأندلس.
· رغبة أهل الأندلس أن يكون حاكمهم خليفة ثم إصدار الخليفة عبد الرحمن أمرًا بمخاطبته بأمير المؤمنين، هكذا أعلنت الخلافة الأموية في الأندلس.
ولكن نتيجة تغير الظروف واتساع بلاد الإسلام، أجاز الفقهاء تعدد الخلافة ما دامت توجد مصلحة تتسنى لذلك، وأيضًا نظام الخلافة الأموية، كانت تعتمد على التوريث، فالخليفة الأموي شخص عادي معرض للصواب والخطأ، والناس أحرار في نقده.
اقرأ أيضًا الفنون الإسلامية: من أعظم الفنون التي أنتجتها الحضارات الكبرى
الخلافة العباسية
· تأثر العباسيين بالفرس، فقلدوا الأكاسرة في اتخاذ الوزراء والسيافين، وأحاطوا شخصهم بالقداسة والرهبة.
· بالغوا في الاحتجاب عن رعيتهم إمعانًا في العظمة.
· احتفلوا بالأعياد الفارسية القديمة، بل إن الخلفاء تأثروا بالحق الملكي المقدس.
· عد الخليفة المنصور سلطان الله في أرضه، وهذا يخالف ما كان عليه الخلفاء الراشدون والأمويون.
· لقب الخلفاء العباسيون بلقب إمام.
الوزارة في العصر العباسي
من أهم المناصب الإدارية بعد الخلافة، فإنها لم تشهد قواعدها وتقرر قوانينها إلا في عصر الدولة العباسية، وتأثر العباسيون بالتقيد والنظم الفارسية فاستحدثوا منصب الوزارة بالاختصاصات ذاتها التي كانت معروفة لدى الفرس، يبد أن الوزارة شهدت طفرة منذ خلافة المهدي، فعظم مركزها واستقرت قواعدها.
اقرأ أيضًا شهر رمضان في الدول العربية والإسلامية
الوزارة في العصر الأموي
تأتي الوزارة في الأهمية بعد الخلافة، ونلاحظ أنه لم يظهر بها لقب الوزير بلفظه، ولم يتخذ حكامها لقب وزراء لهم باستثناء دولة الأغالبة، التي اتخذ بعض أمرائها وزراء، يبدو أن نفوذهم كان ضعيفًا بعكس الحال في المشرق.
القضاء في العصر الأموي
لم يتأثر القضاء بالسياسة، فكانت لهم كلمة نافذة وكان عزلهم وتوليتهم لا يرتبط بموت خليفة وتولي خليفة آخر، وكان أكثرهم نزيهين وعادلين، ولم يتأثروا بميول الحكام.
وقد حرص الأمويون على اختيار قضاتهم من أفضل الناس، ومن تتوافر فيهم الصفات الحميدة، لذا كان غالب قضاة العصر الأموي مضرب المثل في الحياد.
القضاء في العصر العباسي
زادت أعباء القاضي بصورة ملحوظة، فقد أضيفت إلى القضاء أعمال أخرى، مثل الحسبة ودار الضرائب وبيت المال والنظر في مصالح الطرقات والأبنية وتوزيع الأيامى وفي وصايا المسلمين.
ومن كثرة أعباء القاضي عمدوا إلى اتخاذ نواب أطلق عليهم نواب الحاكم، وإن كان من سمة القضاء في العصر الأموي عدم تدخل الخليفة في أعمال القضاء، أما الخليفة العباسي فكان يعطي نفسه الحق في التدخل في أحكام القضاء وتوجيهها حسب رغبته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.