من منا لم يعاني كثرة التفكير والضغط النفسي نتيجة وجود بعض المشكلات أو الأعباء أو بعض الالتزامات مع ضيق الوقت أو قلة الحلول؟ وهو ما قد يؤدي إلى بعض المشكلات الجسدية لا سيما إذا استمر هذا التفكير وهذا الضغط مدة طويلة.
وفي هذا المقال نتناول موضوع أضرار كثرة التفكير على الدماغ تناولًا علميًا، وكذلك نشرح آلية التعامل السليم مع هذا الأمر.
كورس التفكير النقدي في انتظارك!
اقرأ أيضًا كيف تتكون مهارات التفكير والإبداع لدى الفرد؟
كثرة التفكير
غالبًا ما تؤدي كثرة التفكير إلى زيادة الضغط النفسي، وبذلك الضغط الشديد على صحة الدماغ التي قد تتأثر كثيرًا لا سيما عند أداء وظائفها.
وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة أضرار كثرة التفكير على الدماغ، ومشكلات في القدرات والمهارات المتعلقة بالمخ مثل الذاكرة والانفعالات والقدرات الإدراكية.
وهو ما يؤدي إلى زيادة الأمراض النفسية والجسدية إذا لم يتعامل مع هذا الأمر بشيء من الجدية والسرعة والصحة في الوقت نفسه.
اقرأ أيضًا تعريف "التفكير".. أساليبه وخصائصه ومعوقاته
كيف يؤثر التفكير الزائد في الدماغ؟
غالبًا ما يرتبط التفكير الزائد بالتوتر، وهو ما يحفز منطقة في المخ تسمى اللوزة، وهي المنطقة المسؤولة عن الانفعالات والعواطف مثل الخوف، وهو ما يؤدي بدوره إلى إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول.
وهو ما يجعل الجسم في حالة من الاستعداد والتحفز طيلة مدة التوتر والتفكير، ثم يعود الجسم إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء هذه الحال.
أما إذا كان الشخص يتعرض إلى التوتر والتفكير المستمر فإن هذه الحالة تظل مستمرة بسبب استمرار نشاط منطقة اللوزة، وهو ما يجعل أضرار كثرة التفكير على الدماغ مسألة شديد الخطر قد تؤدي إلى هبوط في وظائف الدماغ، وكذلك دخول الإنسان في حالة مزاجية سيئة.
اقرأ أيضًا تأثير التفكير الإيجابي والسلبي على الصحة النفسية للإنسان
أضرار كثرة التفكير على الدماغ
زيادة الانفعالات والعواطف
أحد أضرار كثرة التفكير على الدماغ هي صعوبة التحكم بالعواطف والانفعالات نتيجة التعرض إلى التوتر والضغوط النفسية التي تؤثر في المخ.
وبذلك لا يستطيع الإنسان أن يتحكم أو يضبط انفعالاته أو مشاعره، وقد لا يستطيع أيضًا التحكم بردود أفعاله، وهو ما قد يؤدي إلى كثير من المشكلات بالإضافة إلى مشكلات أخرى في التفكير نفسه، مثل التفكير السلبي، ونقد الذات باستمرار.
حالة القلق التي تستمر مدة طويلة
المشاعر السلبية التي قد تسيطر على الإنسان مثل الشعور بالوحدة، واجترار الأفكار التي تشغل بال الشخص اجترارًا لا يتوقف، مع الخروج بتجربة سيئة من هذه المرحلة قد تؤثر في مراحل أخرى أو في التعامل مع مشكلات أخرى في أوقات قادمة.
ضعف الذاكرة ومشكلات النسيان
أحد أخطر أضرار كثرة التفكير على الدماغ هي إصابة الإنسان بضعف في الذاكرة، وبداية مرحلة من النسيان المستمر للتفاصيل الصغيرة ثم الأمور الأكثر أهمية.
وهكذا ينتقل الموضوع من سيئ إلى أسوأ مع زيادة الضغط واستمراره إضافة إلى صعوبة شديدة في استرجاع المعلومات التي مر عليها وقت طويل.
وقد يؤثر هذا الضعف في قدرة الإنسان على تعلم المهارات والمعارف الجديدة، وذلك حسب الضغط الذي يمر به الإنسان.
المشكلات والاضطرابات النفسية
من أضرار كثرة التفكير على الدماغ حدوث اضطرابات نفسية نتيجة حدوث التغيرات في بنية المخ، وكذلك نتيجة زيادة إفرازات المايلين في المخ.
وهو ما قد يتجسد في بعض الأمور مثل: اضطرابات القلق والاكتئاب والأرق الشديد، وهو ما يحتاج إلى علاج نفسي ودوائي مدة تختلف حسب الشخص والحالة.
الاضطرابات المعرفية
تعد أيضًا من أضرار كثرة التفكير على الدماغ، وتعرف علميًا باسم الاضطرابات العصبية المعرفية التي تتجلى في أمور مثل ألزهايمر والخرف، وذلك نتيجة الضغط النفسي الناتج عن التوتر والتفكير.
وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول، وحدوث خلل في المحور الوطائي؛ لذلك فإن الاضطرابات المعرفية العصبية تعد نتيجة طبيعية لهذا الضغط.
اقرأ أيضًا كثرة التفكير والاكتئاب وجهان لعملة واحدة
وسائل التعامل مع كثرة التفكير
من أجل تلافي أضرار كثرة التفكير على الدماغ يجب اتباع بعض النصائح حتى تنتهي هذه المدة أو في الأقل يتعامل معها تعاملًا أفضل.
· يجب أن يحرص الشخص على ممارسة الرياضة لتقليل التوتر وتحسين حالة الجسم البدنية والمزاجية مهما كانت الظروف، ولو اكتفى الإنسان برياضة المشي، المهم أن توجد مقاومة لفكرة التفكير والتوتر.
· استخدام تقنية التنفس العميق، وهي إحدى التقنيات الحديثة التي تأتي بنتائج رائعة في حالات التفكير والتوتر الشهيق العميق البطيء، وكذلك الزفير البطيء عدة مرات حتى يشعر الإنسان بالهدوء والاسترخاء.
· يجب أن يجري الإنسان عدة أنشطة بعيدًا عن الأمور التي يفكر فيها، وكذلك الأنشطة التي يحبها، وذلك لتفادي أضرار كثرة التفكير على الدماغ، فيفكر في أمور أخرى، ويشغل نفسه بأنشطة محببة.
· يجب أن ينال الشخص عدد ساعات كافيًا من النوم، وكذلك يجب أن يتبع نظامًا غذائيًا صحيًا يتضمن الخضراوات والحبوب الكاملة والفواكه.
أما أفضل النصائح من أجل الابتعاد عن أضرار كثرة التفكير على الدماغ هي تبادل الأحاديث وتفريغ المشاعر مع الأشخاص المقربين، ولو وصل الأمر إلى الذهاب إلى الاستشاري النفسي من أجل الحصول على المساعدة النفسية.
هل يمكن للتفكير النقدي أن يقلل من التفكير الزائد؟
يمكن للتفكير النقدي أن يقلل من التفكير الزائد حيث يعتمد التفكير النقدي على تحليل الأمور بموضوعية واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على المعلومات المتاحة. أما التفكير الزائد، فيتسم بالتعمق غير الضروري في التفاصيل والقلق المستمر حول الأمور.
من خلال التفكير النقدي، يتم التركيز على ما هو مهم وذو صلة، مما يساعد على تصفية الأفكار غير الضرورية والتخلص من القلق الزائد. هذا النوع من التفكير يمنح الشخص القدرة على تنظيم أفكاره واتخاذ خطوات عملية، مما يقلل من دوامة التفكير الزائد التي قد تعيق اتخاذ القرارات أو التصرف الفعّال.
أفضل كتب التفكير النقدي
من أبرز كتب التفكير النقدي التي تُعتبر مرجعًا قيمًا، يأتي كتاب "التفكير النقدي: أدوات التحليل واتخاذ القرارات" للدكتور عبد الرحمن السليمان الذي يُعد دليلًا شاملًا لتطوير مهارات التفكير النقدي من خلال تقنيات التحليل المنطقي وفحص الأدلة كما يُعتبر كتاب "فن التفكير الناقد" للدكتور إدوارد دي بونو من الأعمال المؤثرة في هذا المجال حيث يطرح طرقًا مبتكرة لتجاوز الفخاخ الفكرية وتحفيز التفكير الإبداعي. بالإضافة إلى ذلك يوفر كتاب "التفكير النقدي في العصر الحديث" للدكتور محمد الجندي أسسًا علمية لتطبيق مهارات التفكير النقدي في التعامل مع المعلومات المعقدة والمواقف الحياتية اليومية. هذه الكتب تساهم في تحسين القدرة على التفكير المنطقي واتخاذ قرارات مدروسة.
وفي الختام، فإن كثرة التفكير من المسائل التي يستهين بها كثير من الناس، لكن أضرار كثرة التفكير على الدماغ قد تؤثر في حياة الشخص أكثر مما يؤثر فيها ذلك الشيء الذي يفكر فيه.
لذلك فإننا ندعوك إلى مشاركتنا تجربتك في مسألة كثرة التفكير، وكيف تعاملت معها من أجل أن تصل الفائدة للجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.