تعرف إلى أضرار تلوث الماء

لا شك أن المياه هي أحد العناصر الأساسية لحياة الإنسان على الأرض، إضافة إلى أهميتها الكبيرة لبقاء الكائنات الحية الأخرى التي لها تأثير كبير في حياة الإنسان.

وفي المدة الأخيرة، بدأت تتفاقم مشكلة ندرة المياه العذبة، ما كان له أثر كبير في قلة المحاصيل الزراعية والأنشطة التي تعتمد على المياه العذبة.

وفي هذا المقال نتناول تلوث المياه الذي أصبح خطرًا كبيرًا يهدد حياة الإنسان وباقي الكائنات الأخرى، وكذلك وسائل التعامل مع هذا الخطر الكبير على مستوى الفرد والجماعة.

قد يهمك أيضًا مخاطر التلوث الضوضائي وأثره على صحة الإنسان

ما تلوث المياه؟

يمكن القول إن تلوث المياه هو إحداث تأثير في المياه بسبب تعرضها لمواد غريبة تؤثر في جودتها سلبيًّا، ما ينعكس بالضرر على الكائنات الحية سواء كانت هذه المياه عذبة أو مالحة.

قد يهمك أيضًا أسباب تلوث البيئة وما يحمله من مخاطر

 أسباب تلوث المياه

توجد مصادر متعددة لتلوث المياه، أبرزها مخلفات المصانع والمصارف الصحية التي تؤدي إلى تلوث المجاري المائية بمواد يصعب التعامل معها، مثل المواد الكيميائية وأكاسيد الكروم والكالسيوم، وكذلك الصابون وأوراق الكرتون وبقايا النحاس والألومنيوم.

يوجد أيضًا التلوث بالمبيدات الحشرية والأسمدة التي تستخدم في الزراعة، لا سيما تلك التي تحتوي على النترات والفوسفات، وتصل هذه الملوثات إلى المياه الجوفية ومياه الأنهار والأودية نتيجة تسربها مع مياه الأمطار.

يوجد أيضًا التلوث الموجود في الهواء، مثل أكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت وذرات التراب الذي يصل إلى المسطحات المائية عن طريق مياه الأمطار التي تحمل كل هذه الملوثات في طريقها إلى أقرب التجمعات المائية.

يتخلص بعضهم أيضًا من مخلفات الأسلحة والمواد المشعة في المياه، ويعد هذا الأمر من أكثر أنواع التلوث خطورة، إذ تحتاج هذه المواد إلى آلاف السنين من أجل أن تتحلل ويضيع أثرها من المياه.

يؤدي أيضًا النقل البحري إلى نوع شديد الخطر من التلوث، وذلك عن طريق السفن العملاقة والناقلات البحرية التي تستخدم النفط ومشتقاته وقودًا، إضافة إلى حوادث النقل البحري التي تؤدي إلى تسرب البترول والنفايات البترولية، ما يتسبب في كوارث طبيعية تهدد الحياة البحرية، وتحتاج إلى وقت كبير ومجهود كبير للتخفيف من آثار هذه الكوارث في البيئة لا سيما على المياه.

يوجد أيضًا تلوث المياه عن طريق مياه الصرف الصحي، إذ إن كثيرًا من الجهات تصرف مخلفاتها الصحية في المياه التي تصل بدورها إلى المياه التي يشربها الناس.

ورغم أن هذا الأمر يعد جريمة كبيرة فإنه لا يزال قائمًا حتى الآن، وهو ما يؤدي إلى انتشار البكتيريا وظهور الأمراض شديدة الخطر لعدد كبير من الناس، وهو ما يمكن قياسه بظهور مرضى الكلى والكبد والأمراض البكتيرية بأعداد كبيرة في أمكنة معينة.

قد يهمك أيضًا وسائل المحافظة على المياه

أضرار تلوث المياه

تظهر آثار وأضرار تلوث المياه على الإنسان والحيوان ثَمّ على البيئة في أنماط متعددة، ومنها ظهور النباتات والطحالب الضارة في الأماكن الملوثة، ما يؤدي إلى استهلاكها للأكسجين ومنعها لأشعة الشمس، وهو ما ينعكس على الثروة السمكية سلبيًّا، وهو بدوره ينعكس سلبيًّا على حياة الإنسان.

يؤدي تلوث المياه أيضًا إلى تكاثر الحشرات الضارة وانتشارها بدرجة كبيرة، ما يساعد على انتشار الأمراض المرتبطة بهذه الحشرات كالبعوض الذي يتسبب في عدد من الأمراض، وكذلك القواقع التي تتسبب في ظهور مرض البلهارسيا، وكل ذلك بسبب تلوث المياه.

يعد تلوث المياه أيضًا سببًا في انتشار مجموعة من الأمراض المرتبطة بالمياه، مثل الكوليرا والملاريا والالتهاب الكبدي الوبائي، التي تقل تمامًا في المناطق التي يقل فيها تلوث المياه.

قد يهمك أيضًا فلتر الماء.. الفوائد الصحية والبيئية وكيف نستخدمه؟

إرشادات حماية المياه من التلوث

توجد مجموعة من الإرشادات على مستوى الأفراد والمجتمعات من أجل حماية المياه من التلوث، أبرز هذه الإرشادات هو عدم إلقاء النفايات في المياه بالنسبة للفرد وللمؤسسات وكذلك باعتبارها ثقافة اجتماعية يجب التنبيه والتحذير والمعاقبة عليها.

  • وضع ضوابط لاستخدام المبيدات الحشرية وكذلك الأسمدة التي تؤدي إلى تلوث المياه بدورها، بعد استخدامها في عملية الزراعة، وهو ما يعد مطلبًا مجتمعيًّا كبيرًا يصب في مصلحة كل أفراد المجتمع.
  • اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلوث مياه الأمطار، وذلك بتنظيف المجاري المائية الخاصة بمياه الأمطار وإبعاد كل الملوثات عن مصارف مياه الأمطار.
  • محاولة توافر استحداث مناسبة للتخلص من مخلفات الأسلحة والمخلفات النووية بعيدًا عن المياه.
  • وضع القوانين التي تقيد وتجرم الأنشطة التي بدورها تلوث المياه بدرجة كبيرة.
  • إقامة مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي والمخلفات البشرية السائلة قبل تصريفها في المسطحات المائية، لتقليل نسبة التلوث، إذ إن هذه المخلفات تعود مرة أخرى إلى الإنسان في مياه الشرب أو مياه إرواء المحاصيل الزراعية أو عن طريق الثروة السمكية التي يتناولها الإنسان.
  • حماية المسطحات المائية المغلقة، عن طريق محاولة إيقاف عملية انجراف التربة، وذلك بتشجير المناطق المحيطة بهذه المسطحات المغلقة

وفي الأخير فلا بد أن يؤدي كل شخص دوره ويكون على قدر المسؤولية في ما يخص المياه، إذ إنها أهم الموارد الطبيعية وأحد مصادر الحياة التي تتعرض لخطر التلوث وخطر الندرة عامًا بعد عام.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة