ِتعرفي إلى أسس التربية السليمة لسعادة طفلك

تهتم كل أم أن تمنح طفلها كل ما يحتاج إليه من حب ورعاية واهتمام، وتسعى الأمهات على نحو دائم إلى تثقيف نفسها؛ لكي تتعلم أفضل طرائق التربية الحديثة التي تجعلها قادرة بعون الله عز وجل على أن تُخرج إنسانًا سويًا نفسيًا قادرًا على أن يكون له دور فعَال في المجتمع.

وعلى هذا فإن الأم تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة جدًا فيما يخص تربية الأطفال، وفي هذا المقال سوف نحاول أن نُرشدكِ إلى بعض الأسس التي من شأنها مساعدتكِ على تربية طفل سوي دون مشكلات نفسية.

قد يهمك أيضًا ما هي الطرق الصحيحة لتربية الأطفال؟

ما أهمية معرفة أسس التربية لكل أم؟

تجربة الأمومة تمثل ضغطًا كبيرًا جدًا لكثير من الأمهات، وتجد أكثرهم يتساءلن عن كيفية أداء هذا الدور المهم، وقد تنتاب بعض السيدات مشاعر القلق والتفكير المُفرط عما إذا كانت قادرة على تأدية هذا الدور أم لا؟

أو هل تكون أمًا صالحة فعلًا وتستطيع أن تهتم بطفل صغير بكامل تفاصيله حتى يكون شابًا أو فتاة له مكانة في المجتمع؟ هذه الأسئلة كلها بالتأكيد تدور في ذهن كل أم عندما تختبر مشاعر الأمومة أول مرة.

 فيأتي دور علم النفس والصحة النفسية في تثقيف الأمهات وكذلك الآباء عن كيفية أداء دورهم كأبوين على أكمل وجه، وكذلك تهدئتهم من ناحية الأفكار السلبية كلها التي تراود كلٍ منهما من ناحية مدى صحة تصرفاتهم في تربية أطفالهم.

لذلك من المهم جدًا أن ننشر الوعي بقدر الإمكان سواء عن طريق الندوات في كل المراكز الثقافية أم مقالات عبر مواقع الإنترنت أم في التلفاز أم الرياضة، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية بأسس التربية، والأساليب الصحية لتربية الأبناء تربية سليمة صالحة.

 عندما يُنشر الوعي ويُثقف كل أب وأم بدورهم في تربية أبنائهم، ومعرفتهم أن هذه المسؤولية العظيمة لا تقتصر فقط على توفير مكان وظروف المعيشة من مأكل ومشرب وتعليم، بل يجب الاهتمام بتنشئة طفل سوي نفسيًا يستطيع مواجهة الحياة في الكبر بكل مصاعبها، دون الشعور بالخزي أو الاكتئاب، أو الشعور بأنه ليس له أي فائدة أو دور في مجتمعه.

 سأحاول جاهدة في هذا المقال سرد بعض الأسس التربوية التي يجب على كل أم وأب اتباعها في تربية أبنائهم، لكن بالطبع عندما نتحدث عن أسس التربية فيوجد كثير منها، ولا أستطيع حصرها كلها في مقال واحد، لكن يجب على الأم أو الأب أن يجتهدا ويبحثا أكثر في الأساليب التربوية التي من شأنها مساعدتكما في رحلتكما هذه.

قد يهمك أيضًا «إذا كبر ولدك خاويه».. 5 أشياء تجعلك الصديق الأقرب لطفلك

ما هي أسس التربية السليمة للأطفال؟

قد يظن البعض أن كل ما يحتاج إليه الطفل من الصغر هو فقط الملاعبة وتأمين المأكل والملبس له وظروف معيشية مناسبة فقط، ولا يهتم كثير من الآباء بتأثير صفاتهم الشخصية وتعاملاتهم اليومية في بناء شخصية أطفالهم.

فعندما يبدأ الطفل في ممارسة أي سلوك غير مُحبب من قِبل الآباء فنجد أن رد الفعل هو توبيخهم، ولا يُدرك الآباء أن الأبناء ما هم إلا انعكاس لشخصياتهم والبيئة التي ينشؤون فيها.

فهذه هي الخطوة الأولى لأن يُدرك الأب والأم أنه يجب عليهما أولًا أن يعيدا تشكيل شخصياتهم بما يرغبون في رؤيته في أبنائهم.

قد يهمك أيضًا مراحل تربية الأطفال.. تعرف على البيئة الصالحة لتربية الطفل

الحب والتواصل الدائم

بالطبع كل أم وأب يحبون أبناءهم جدًا، لكن الخطأ الذي قد يقع فيه كثير من الآباء والأمهات هي عدم التعبير عن هذا الحب بالكلمات للأبناء.

فالأطفال لا يستطيعون الاعتماد فقط على ما نفعله لهم ليعرفوا كم نحبهم ونهتم لأمرهم، لذلك من المهم جدًا ترديد بعض الجمل التي تُعبر عن الحب لطفلك يوميًا، وأن هذا الحب بالطبع غير مشروط بأي فعل يفعله.

ويجب التعبير عن هذه المشاعر بالتواصل الجسدي؛ مثل: الحضن والتواصل البصري؛ مثل: الابتسامات ونظرات الامتنان والتشجيع دائمًا.

 من المهم جدًا أيضًا التواصل بالكلام والتحاور مع الأطفال، وهذا من بداية طفولتهم، فهذا يُعزز من مستوى إدراكهم ويُشعرهم أنهم مهمون لدى آبائهم، ويكون له عظيم الأثر في تنمية مهارات الطفل في التواصل سواء السمعي أم البصري وكذلك التحدث على نحو صحيح بالطبع.

فهذا النوع من الاهتمام والتواصل بين الطفل وأبويه دون مشتتات أخرى كالتلفاز له تأثير فعَال جدًا في حماية الطفل من أمراض التوحد وفرط الحركة، وتأخر الإدراك.

قد يهمك أيضًا خطوات بسيطة نحو التربية الإيجابية لطفلك

التشجيع وتعزيز الاعتماد على النفس

من المهم جدًا لكلا الأبوين قول كلمات التشجيع باستمرار لأطفالهم عندما يؤدون أي فعل إيجابي أو تصرف سليم، فهذا يُساعد الطفل على تعزيز ثقته بنفسه، وأنه يحظى بالتقدير من أهم شخصين لديه في العالم كله، وهما الأبوان.

وكذلك عند الإشادة بأي فعل حسن يفعله الطفل سيجعله هذا الأمر يحب الاعتماد على نفسه، ويحقق ذاته، ويشعر بأن له أهمية ودور في مجتمعه ومحيطه الصغير.

مبدأ الثواب والعقاب 

يجب على كل أبوين استخدام مبدأي الثواب والعقاب كرد فعل لأفعال أطفالهم حتى يتعلموا الفرق بين الفعل الجيد والسيئ، ويستطيع الطفل التفريق بين كل فعل منهم؛ مثل: أن يكون الثواب بعض كلمات الثناء عليه أو لعبة أو نوع يحبه من الحلوى.

وأن يكون العقاب مناسبًا للفعل أيًا كان صغيرًا أم كبيرًا، فيكون إما بنظرة لوم يصحبها ذم هذا الفعل، أو اعتماد نوع آخر من العقاب كالحرمان من شيء يحبه الطفل من الألعاب أو الخروج حتى يتعلم أن لكل فعل يفعله أثر إيجابي أو سلبي.

قد يهمك أيضًا العوامل الأسرية المؤثرة في تكوين شخصية الأبناء

تخصيص وقت للطفل فقط

يجب على كل أب وأم تخصيص بعض الوقت يوميًا لقضائه مع أطفالهم، يتشاركون في هذا الوقت اللعب سويًا أو التنزه أو حتى الكلام والتواصل بينهم دون وجود أي أجهزة إلكترونية أخرى تشتت انتباه الطفل أو الأبوين.

من المهم جدًا تحقيق هذا الأمر حتى يستطيع الطفل المشاركة في المجتمع تدريجيًا عندما تشتمل دائرة معارفه على أشخاص غير الأب والأم.

تنمية مهارات الطفل وممارسة الرياضة

يتميز كل طفل بحبه وميوله لمهارة محددة دونًا عن غيرها، وهذا الأمر يُمكن ملاحظته في السنوات الأولى من عمر الطفل؛ لذلك يجب على الأبوين الانتباه كثيرًا لهذا الأمر ومحاولة معرفة ميول طفلهم؛ لاستغلال هذا الأمر وتشجيعه على ممارسة ما يحبه حتى يطور مهارته فيه مع الوقت.

ويجب أن يهتما بمسألة ممارسته لرياضة مناسبة لعمره؛ لأن الأطفال تكون لديهم طاقة كبيرة جدًا، ويجب استغلالها أفضل استغلال عبر اليوم.

قد يهمك أيضًا كيفية تربية الابناء مع مراعاة الفروق الفردية

الطلب من الطفل التعبير عما يشعر به

قد يشعر بعض الأطفال بكثير من المشاعر المتضاربة أو مشاعر الحزن والغضب، ولا يستطيع الآباء التعامل مع هذا الأمر، أو لا يفهمون بالضرورة بماذا يشعر طفلهم بالتحديد؛ لذلك يجب على كل أبوين أن يطلبا مباشرة من طفلهما أن يعبر على نحو واضح عما يشعر به، ويحاول وصف إحساسه ومشاعره بالكلمات، والاهتمام جدًا بهذا الأمر، والتعامل معه برفق ولين.

بالطبع كل هذه الأسس ما هي إلا نقطة في بحر علم تربية الأطفال، لكن حاولت بقدر الإمكان تبسيط الأمور حتى أجعلها سهلة التنفيذ على كل أب وأم، لكن يجب دائمًا على كل أب وأم الاهتمام بتثقيف نفسيهما حتى يستطيعا تأدية دورهما نحو أطفالهم على أكمل وجه.

قد يهمك أيضًا 4 أفضل كتب تربية الأطفال

كيف أربي طفلًا سعيدًا؟

المُختصر في هذا الأمر أنه عندما ينشأ الطفل في بيئة سوية خالية من الاضطرابات النفسية والعصبية دائمًا، بلا شك سيكون طفل سوي نفسيًّا، وعلى هذا سيكون طفل سعيد.

ويمكن تحقيق هذا الأمر بالتأكيد عن طريق اتباع أسس التربية التي وضحناها قبل قليل في نفس المقالة، والاهتمام تمامًا بما يشعر به الطفل سواء كانت هذه المشاعر سلبية أو إيجابية والتعامل معها بحكمة واهتمام شديد.

 قد يستعجب بعض الآباء من الأمر التالي، لكن الاهتمام بنوعية طعام الطفل واعتماده على الغذاء الصحي الخالي من السكر المكرر والزيوت المهدرجة والطعام السريع له عظيم الأثر في اتزان حالته النفسية والصحية؛ لأن هذه النوعية من الطعام تسبب خللًا كبيرًا في الهرمونات مع الوقت، وتؤثر تأثيرًا قويًّا جدًّا في طريقة سلبية على مشاعر الأطفال واضطرابها والكبار أيضًا بكل تأكيد.

في النهاية عزيزي القارئ يجب أن تعلم أن التربية عملية مستمرة لعدة سنوات، وفي أثناء محاولة تربيتنا لأطفالنا فنحن أيضًا نُربى على نحو أو آخر؛ لأن هذا الأمر يحتم علينا الاهتمام بكثير من الأمور المختلفة التي بدورها تؤثر في شخصياتنا ودورنا في المجتمع، وتجعلنا نرغب دائمًا بتطوير أنفسنا حتى يرانا أطفالنا في أفضل نسخة يُمكن أن يقتدى بها.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة