لا تزال مسألة تطوير الهياكل التنظيمية للتعليم تفرض نفسها على ساحة البحث العلمي والتربوي . فهناك العديد من المقاربات النظرية والتداخل على المستوى العملي بين ما يتعلق بالهياكل التنظيمية بالمدارس وبين الأدوات التقليدية والمستحدثة المستخدمة في مجال الإدارة التعليمية والتربوية تشتق عملياتها وأُسسها ومبادئها من ميدان الإدارة العامة بالإضافة إلى أنها تكتسب طبيعتها وصفتها وطبيعة أسسها وعملياتها ومبادئها من ميدان التربية والتعليم هذا باعتبار أنه يتم تطبيقها في ميدان له خصوصياته ألا وهو ميدان بناء البشر.
وحيث تتعامل الهياكل التنظيمية للمدارس في نهاية المطاف مع البشر سواء كان هؤلاء البشر طلاب أو معلمين أو أولياء أمور أو غيرهم من جمهور المدرسة الداخلي أو جمهورها الخارجي، وتهدف الهياكل التنظيمية في نهاية المطاف على أن تكون العملية التعليمية والتعليم بشكل خاص حافزا على الإبداع لجميع المشاركين في العملية التعليمية حتى ولو لم يكن عالي الذكاء. لقد شهد التعليم في جميع مراحله نمواً كبيراً وملحوظاً وذلك يرجع إلى زيادة نسبة عدد طلاب والطالبات حيث أصبح التعليم مفروض على الجميع، ومن هنا هناك دائم في محاولات الهياكل التنظيمية للمدارس والمؤسسات التعليمية وخاصة المدارس الثانوية إلا أن يظل دائماً أداء هذه المؤسسات والمدارس يتسم بالضعف حيث لا تزال هذه المدارس أقل بكثير من متطلبات الحد الأدنى الذي يؤهل الطلاب للمرحلة التعليمية أن أعلب الهياكل التنظيمية في المدارس الثانوية تعجز عن إدارة عملية تعليمية وعروبوية تهدف إلى تزويد الطالب التربوي بالمهارات الضرورية والتي من ضمنها مهارات التعلم الذاتي، ومن هنا يتضح لنا أن هذا الأمر الذي يجعل الطالب غير قادر على مواكبة التطورات والتغييرات التي تتطور بشكل سريع في محتويات المناهج التعليمية نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي المعاصر، وعلي هذا يتضح لنا أن الهياكل التنظيمية الحالية ليست في نفس القدر والكفاءة في مواكبة هذا التطور وليس عندها القدرة في أن تعالج المشكلات التي تتعرض لها العملية التعليمية والتربوية في ظل التطور المستمر في هذه العملية.
ومع ذلك فإن تطوير الأنظمة الهيكل التنظيمي للمدارس يحتاج إلى حدوث تغييرات جوهرية في طريقة التعامل مع مهام المعلمين وفي طرق عملهم وأدائهم في مجال وظيفتهم، والسعي بالاهتمام بالجانب العملي وتنمية التفكير ومراعاة الفروق الفردية لدى المعلمين ولدى الطلاب على حد سواء . ، ويمكن تطوير الهيكل التنظيمي للمدارس من خلال الحرص على انضمام بعض من العناصر التربوية الجديدة يتمثلوا في (المشرفين ومديري المدارس والمعلمين) ممن يتلقوا متقدما على نظم الإدارة التربوية والتعليمية.
أصبح الهيكل التنظيمي في الوقت الحالي مطلب ملح في جميع منظمات الأعمال أو الخدمية، حيث يلعب دور هام في نجاح هذه المنظمات ووصولها إلى الهدف المراد تحقيقه ، وذلك من خلال ما يقدمه من رؤية واضحة تتمثل في أساليب العمل وكيفية تنفيذه، وتحديد إمكانياته سواء بشرية أو مادية، وأيضاً له دور في توزيع مراحل العمل على مختلف القطاعات بداخل المنظمات، ومن هذا المنطلق يتضح لنا مدى أهمية التخطيط لما له من ضرورة في جميع المجالات، وبالأخص في مجال التربية والتعليم، فعملية الهيكل التنظيميتلعب دور هام في توجيه النظام التربوي وذلك نحو الاتجاه الصحيح لضمان تحقيق أهداف هذا الهيكل بشكل فعال وذات كفاءة عالية، ومن هذا المنطلق يجب الاهتمام والتركيز على تطوير أجهزة وعمليات التخطيط التربوي، والتعرف على مهاراته وذلك لما له من أثر مباشر وفعال في تطوير العملية التربوية بشكل متكامل، فالتخطيط للتعليم من أهم أنواع التخطيط على الإطلاق وذلك لأنه يقوم ببناء جيل المستقبل فهم الأساس في تحقيق خطط التنمية الشاملة في المجتمع، ومن هذا المنطلق أصبح الهيكل التنظيميذات أهمية كبيرة لملاحقة التطورات المتسارعة في مختلف المجالات التي لها علاقة بالعملية التربوية.
وعلي ذلك فمن الضروري عند وضع الهياكل التعليمية للمدارس الأخذ في الاعتبار أن العناصر المشتركة بين الإدارة التعليمية والإدارة العامة هي التوجيه والتنظيم والتخطيط والتقويم وسن القوانين واتخاذ القرارات واللوائح التنظيمية التي تسير كلا منهما.
إن الإدارة التعليمية تعرف بأنها هي كل عمل منسق يخدم التعليم والتربية معا ويتحقق من ورائها الأغراض التعليمية والتربوية تحقيقًا يتماشى مع الأهداف الأساسية للتعليم أو يُطلق عليها بأنها الكيفية التي يدار بها التعليم في دولة معينة وفقا للاتجاهات التربوية والفكرية السائدة في المجتمع ووفقا لأيديولوجية المجتمع ككل حتى تتحقق الأهداف المرغوب تحقيقها من العملية التعليمية .
ولذلك فإن الإدارة التعليمية تُعرف بأنها مجموعة الموارد والتعليمات والتشريعات والإمكانيات والقوانين واللوائح التي تقوم بتنظيم عملية النظام التعليمي في مجتمع معين وفقا لأوضاعه وفلسفته واتجاهاته الفكرية والتربوية السائدة فيه، وفي ضوء هذه الاتجاهات يتم وضع الخطوط العامة لهيكل الإدارة التنظيمية في كل مدرسة، وحيث تعتبر الإدارة هنا من العوامل الضرورية التي تساعد على نجاح المؤسسة التعليمية أو المدرسة مثل أي نشاط في المجتمع لا يمكن أن يكتب له النجاح بدون وجود هيكل له .
ويتطلب دعم الهيكل التنظيمي للمدارس عدد من من المتطلبات الأساسية من الممكن حصرها فيما يلي :
- لابد من تقديم الدعم والتأييد من قبل الإدارة العليا لنظام تطبيق أدوات الهيكل التنظيمي والاستفادة من موارده.
- وضع بعض الأهداف التي يطمح الهيكل التنظيمي في تحقيقيها وذلك لأنها تعد هي المستفاد في المقام الأول من هذا النظام الذي يتمثل في ضمان الجودة.
- لابد من وضع في الاعتبار في المقام الأول الأهداف التي تسعى المؤسسات التربوية في تحقيقها التي تتناسب مع أولياء الأمور والمجتمع والطلاب وأخذ ذلك في الاعتبار عند وضع الهيكل التنظيمي.
- لابد من وضع في الاعتبار أن مشاركة العاملين في المؤسسات التربوية من المتطلبات الأساسية لنجاح هذا الهيكل وتحقيقه.
- لابد من السعي في تدريب العاملين على كل ما هو جديد من نماذج الهياكل التنظيمية في المدارس ، والأخذ في الاعتبار أنه لابد من إدخال من وقت لآخر التحسينات في المؤسسات التربوية التي تكون بحاجة لها.
لابد من تطوير الهياكل التنظيمية الموجودة حاليا في المدارس وتبني أساليب التقويم المتطورة وتحديث الهياكل التنظيمية وذلك لكي يتم إحداث التجديد التربوي المطالب به.
توفر قاعدة للبيانات والمعلومات والتي يرتكز عليها وضع وتطوير الهيكل التنظيمي في المدارس. السعي في تشجيع العاملين ومكافأتهم ومنحة بالثقة والسلطة الكافية اللازمة لأداء المهام والمسؤوليات الموجهة إليهم في إطار الهيكل التنظيمي للمدارس وهو ما يعزز وظائف الإشراف التربوي. تجنب الخوف من تطبيق نظام الجودة لتقييم الهيكل التنظيمي في المدارس والأخذ في الاعتبار والابتعاد عن هذا التخوف ضرورة أن يكون هذا الهيكل التنظيمي قابلا للتطوير باستمرار.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.