يرتبط تقدم الطب الحديث ارتباطًا مباشرًا بدمج التكنولوجيا في المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية، فمنذ أواخر القرن التاسع عشر، أدت الابتكارات مثل الأشعة السينية، وأجهزة التصوير الطبي، وأنظمة المراقبة الفسيولوجية، والحوسبة الطبية دورًا محوريًّا في المجال الطبي، ومع مرور الوقت، أصبح الذكاء الاصطناعي والروبوتات من العناصر الأساسية التي تعزز جودة الرعاية الصحية وتسهم في تطوير البيئة الطبية.
وعلى الرغم من التحسينات الواضحة؛ فإن دمج التقنيات الجديدة في المستشفيات يمثل تحديات كبيرة، لماذا؟
- التكيُّف مع الهيكل التنظيمي والثقافة أمر بالغ الأهمية، فالمستشفيات هي بيئات معقدة ذات تسلسل هرمي مهني محدد جيدًا وأدوار متميزة ومقاومة متأصلة للتغيير، الذي يجعل إدخال أي تقنية جديدة يتطلب تعديلات على سير العمل، وفي بعض الحالات إحداث تحول في الثقافة التنظيمية.
- التكامل مع الأنظمة الحالية أمر بالغ الأهمية، لأن المستشفيات عادةً ما تُشغِّل أنظمة معلومات وتقنيات طبية متعددة قد لا تتواصل بسلاسة مع بعضها البعض، ما يجعل ضمان تدفق البيانات السليم وقابلية التشغيل البيني بين هذه الأنظمة ضرورة عند إدخال أي تقنية جديدة.
- التدريب والتبني من قبل الطاقم الطبي عنصرٌ أساسيٌّ لنجاح أي تقنية جديدة، فحتى أكثر التقنيات تقدمًا لن تحقق أهدافها دون تدريب مناسب يمكِّن الفرق الطبية من استخدامها بفعالية ودمجها بسلاسة في روتينها اليومي.
- تُعد تحديات الأمن السيبراني وخصوصية البيانات من الاعتبارات الأساسية عند إدخال تقنيات جديدة، إذ يمكن أن تؤدي هذه التقنيات إلى زيادة التعرض للتهديدات السيبرانية الذي يستلزم تنفيذ تدابير أمنية متقدمة لضمان حماية بيانات المرضى والحفاظ على خصوصيتهم.
- التحديات التنظيمية وتحديات السلامة في البيئات الطبية الحساسة تمثل عقبة رئيسة عند اعتماد التكنولوجيا الجديدة؛ لأن الأجهزة المنقذة للحياة تعمل في وقت واحد، وغالبًا ما تؤثر في بعضها بعضًا، لذا يتطلب اعتماد التكنولوجيا الجديدة امتثالًا صارمًا للوائح السلامة والاختبارات المكثفة والموافقات التنظيمية لمنع المخاطر مثل التداخل الكهرومغناطيسي أو الأعطال التكنولوجية أو الاضطرابات غير المقصودة للأنظمة الطبية الحيوية.
تكامل التكنولوجيا أمرٌ ضروريٌّ في مجال التعقيم بالمستشفيات والوقاية من العدوى، فالتوقعات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تُظهر أنه بحلول عام 2050، قد تتسبب الإصابات المكتسبة داخل المستشفيات في وفاة 10 ملايين شخص سنويًّا، إلى جانب خسائر اقتصادية عالمية تقدر بـ100 تريليون دولار.
في الماضي، كانت مكافحة العدوى تعتمد بصورة أساسية على التنظيف والتطهير اليدوي، لكن مع التقدم التقني، ظهرت حلول مبتكرة، مثل التطهير بالأشعة فوق البنفسجية، وأنظمة المراقبة الرقمية للكشف المبكر عن تفشي المرض، وحلول التنظيف الروبوتية، وقد أظهرت الدراسات أن دمج هذه التقنيات يقلل إلى حد بعيد من معدلات الإصابة ويحسن سلامة المرضى.
ومع ذلك، وعلى الرغم المزايا الواضحة لهذه الحلول، لا يزال تنفيذها في المستشفيات يواجه عقبات كبيرة، فما التحديات التي تراها في تبني تقنيات جديدة في المستشفيات؟
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.