يُعرف تركي آل الشيخ بأنه رجل المهام الصعبة، والرجل المخلص بشدة لملكه ووطنه، ويقود الآن نهضة غير مسبوقة في الساحتين الرياضية والثقافية.
ويُعرف الشيخ بأنه مستشار صادق، وهو من أبرز الوجوه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتفاعل على نحو كبير مع التعليقات التي تصله على منشوراته.
أيضًا هو مثير للجدل، فهو يأتي مسلحًا بالصراحة اللامتناهية التي تمتص كل الانتقادات البناءة وغيرها على نحو مدهش.
قصة الطموح
وُلِد تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ في 4 أغسطس 1981، في العاصمة السعودية الرياض، وله ثلاثة أبناء: ناصر، ومحمد، وسلمان.
تخرج عام 2000 في كلية الملك فهد الأمنية بدرجة البكالوريوس في العلوم الأمنية، والتحق بكثير من الدورات في علم الجريمة والتحقيق وإدارة المخاطر والإدارة.
بدأ عمله العملي في القطاع الحكومي بوزارة الداخلية، واستمر حتى ارتقى إلى رتبة نقيب، ثم انتقل للعمل في إمارة منطقة الرياض مدة عامين، عمل بعدها في ديوان أمير منطقة الرياض.
وتبع ذلك مُدد عمل في مكتب وزير الدفاع، وديوان ولي العهد مدة ثلاث سنوات، حتى يناير/كانون الثاني 2015، عندما عُيِّن مستشارًا في الديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.
وفي يونيو 2017 صدر أمر ملكي بترقيته من مستشار بالديوان الملكي إلى مرتبة وزير، وتكليفه بمنصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية.
وعقب ذلك اختير رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم، ورئيسًا لإدارة الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، وهو الآن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه.
ويمتلك آل الشيخ أيضًا مواهب عدة، تتجلى في كتابة الشعر الغنائي، بالتعاون مع أشهر الفنانين العرب.
وبسبب حبه للرياضة، سبقت مناصبه الرسمية رئاسات شرفية في أكثر من نادٍ رياضي سعودي، مثل نادي التعاون ببريدة، ونادي الوحدة بمكة المكرمة، وألميريا الإسباني.
وقد اتسمت إدارته للمهام طيلة مسيرته المهنية بالدقة، والالتزام بالحسم، والتنفيذ في أوقات قياسية تؤكدها الأرقام والتحولات على أرض الواقع.
ومن أبرز الشهادات على ذلك: حصوله على جائزة الشخصية الأكثر تأثيرًا في كرة القدم عام 2017 في مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثاني عشر، وجائزة شخصية الثقافة الرياضية في العالم العربي عام 2017، وجائزة الشخصية الرياضية العربية عام 2018، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي.
"الآن يأتي العالم إلينا"
وقال آل الشيخ: "هدفنا للسعودية أن تصبح من بين الأربعة الكبار في الترفيه في آسيا، ومن العشرة الكبار عالميًّا في المرحلة الأولى".
وبعد نجاحه الكبير في الهيئة العامة للرياضة، انتقل آل الشيخ إلى مهمة أخرى، فقد أصبح رئيسًا للهيئة العامة للترفيه، وهي مهمة لا تقل أهمية.
لكن طموحات آل الشيخ أكبر إذا نظرنا إلى خطابه في افتتاح موسم الرياض، فقد قال إنه من أسرة متوسطة الحال، وإن والديه كانا يدخران راتبهما مدة عامين للسفر ورؤية ما يحدث في العالم، «لكن الآن العالم يأتي إلينا!».
استراتيجية ضخمة
ومنذ اليوم الأول، طرح آل الشيخ استراتيجية ضخمة ومبهرة، تضمنت أبرز ملامحها: تعزيز المكانة التنافسية للمملكة العربية السعودية في قطاع الترفيه العالمي.
ويهدف أيضًا إلى وضع البلاد بين الوجهات الترفيهية الأربعة الأولى في آسيا والعشرة الأولى على مستوى العالم، وهو ما من شأنه تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج وإقامة شراكات مع الشركات.
ويعني ذلك أيضًا تخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية، ودعم الموهوبين من الكتاب والمؤلفين والمخرجين، وتوفير فرص العمل للسعوديين في جميع المجالات التي يوافرها قطاع الترفيه.
وإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على الفنون يعني خلق قطاعات جديدة للاستثمار، بدءًا بالقطاع الثقافي، والاحتفال بالمبادرات الفنية كليًّا، وجذب المعارض الدولية.
تبني ودعم الأفكار المبتكرة
ودعا آل الشيخ كافة الجهات وكل فرد في المملكة إلى تقديم مقترحاتهم ورؤاهم للمشروعات الجديدة، ووعد بدعم واحتضان كل الأفكار المناسبة، وقال في ذلك اليوم: طموحنا أن يجد المواطن والمقيم أماكن وفعاليات في نهاية كل أسبوع يقضي فيها أوقاتًا ممتعة له ولأسرته.
وشهدت المملكة العربية السعودية كثيرًا من التطورات المهمة منذ توليه رئاسة الهيئة العامة للترفيه.
فقد أطلقت الهيئة استراتيجية ضخمة سعت بها إلى إرضاء كافة الأذواق، مؤكدة عزمها على التعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص، وتسعى إلى الارتقاء بقطاع الترفيه وتطويره باعتباره قطاعًا واعدًا وحيويًّا.
ومن أبرز التغييرات الكبيرة التي أجرتها الهيئة العامة للترفيه في عهد آل الشيخ، إطلاق منصة «عيشها»، إلى جانب إطلاق فعاليات ضخمة تحت اسم «مواسم السعودية».
وكان موسم الرياض جزءًا من ذلك، فقد أصبح أكبر موسم ترفيهي وطني في تاريخ المملكة العربية السعودية، وحظي بفعاليات غير مسبوقة استقطبت أبرز البطولات والفعاليات والأسماء الترفيهية العالمية والدولية، وفي كافة المجالات الفنية والرياضية وغيرها.
وبذلك، وكهدف ضمني، حقق تسويقًا كبيرًا لقطاع الترفيه في السعودية، ليتعرف العالم عليها في أجمل صورة لحضارتها وتاريخها العريق.
إن هذا الحراك المذهل الذي تشهده الهيئة العامة للترفيه جعل كثيرًا من المتخصصين في مجال السياحة والترفيه يبرزون ويؤكدون أنها تقدم عملًا تنافسيًّا للغاية، ويعني ذلك أنها قادرة على التفوق على دول مجاورة عريقة في صناعة الترفيه والسياحة.
ويعني ذلك أيضًا قفزات نوعية نحو تحقيق صورة الترفيه وفق رؤية 2030 التي تهدف إلى رفع إسهامات قطاع الترفيه في الناتج المحلي الإجمالي من 3% إلى 6%، وذلك سعيًا لتحقيق طموح الهيئة بتوطين 50% من قطاع الترفيه، والإسهام في دعم الاقتصاد المحلي في المملكة.
من جهة أخرى، لاقى إشادات كبيرة من الشارع الرياضي، ولم يتردد آل الشيخ في دعم كل إنجاز رياضي تحققه البلاد، وكان آخرها حفل تكريمي ضخم أقامته هيئة الترفيه لنادي الهلال الذي عاد من اليابان متوجًا بلقب دوري أبطال آسيا، وأعلن أيضًا عن استعداده لإقامة مباريات تكريمية لنجوم سابقين في المنتخب السعودي، وذكرى الرياضيين عامة.
تصحيح المسارات في الهيئة الرياضية
تولى آل الشيخ منصب رئيس الهيئة العامة للرياضة في سبتمبر 2017، وتمكن خلال مدة توليه المنصب من إحداث نقلة نوعية في الرياضة السعودية خلال نحو 15 شهرًا، وتعد قيادته لمجلس إدارة الهيئة بمنزلة انطلاقة حقيقية له، فقد تمكن خلال مدة قصيرة من الفوز بكل الرهانات، واستفاد من دعم قائد رؤية السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وفي وقت قياسي، تمكَّن آل الشيخ من حل أغلب القضايا الرياضية المهمة، ومن بينها المشكلات المالية التي تعاني منها الأندية السعودية، وصولًا إلى إطلاق الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي.
ومن أبرز جهوده:
مكانة جديدة للرياضة السعودية
وكان إنهاء مشكلة الديون المتراكمة على الأندية السعودية، ومبادرة "ادعم ناديك"، إلى جانب برنامج تطوير حراس المرمى السعوديين، أبرز إنجازات آل الشيخ.
غيَّر اسم الدوري السعودي للمحترفين إلى «دوري الأمير محمد بن سلمان»، الذي أصبح في عهده أحد أبرز الدوريات المحلية، وحقق الدوري في عام 2018 المركز السادس عالميًّا من حيث القيمة التسويقية.
وشملت جهوده أيضًا التطوير الشامل لبيئة الملاعب، وتطبيق تقنية الفيديو في محاولة للحد من أخطاء الحكام خلال مباريات البطولات المحلية.
ونجح في استقطاب المحترفين الأجانب الأغلى في تاريخ الرياضة إلى المملكة، وتحقيق أعلى دخل من عقود البث الرياضي، وتأسيس أكاديمية أوليفر كان لتطوير مستوى حراس المرمى.
وأقام آل الشيخ النسخة الأكثر نجاحًا لكأس الملك، بتحفيز الجماهير واللاعبين بجوائز كبيرة في المباريات، ورفع مكافآت الفوز بالدوري وكأس الملك، وإعادة تصميم شعارات الأندية.
وأجرى آل الشيخ تغييرات واسعة النطاق على اللجنة الأولمبية السعودية بإطلاق 16 اتحادًا جديدًا، وأدت إسهاماته إلى تحقيق أول ميدالية أولمبية في تاريخ المملكة، وشكل لجنة لاستكشاف المواهب الكروية في السعودية، وأعلن عن برنامج ابتعاث للموهوبين في كرة القدم لثماني دول، وشهد مشاركة أكبر وفد سعودي شارك في كأس العالم بأكثر من 11 ألف شخص.
الأحداث الدولية
ومن إنجازاته استضافة السعودية لأبرز البطولات الرياضية العالمية على جميع المستويات، ومنها بطولة كأس العالم لكرة اليد، وبطولة رويال رامبل للمصارعة، وماراثون الرياض، وجائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، وبطولة كأس الملك سلمان للشطرنج، ومسابقات الألعاب الإلكترونية (ألعاب كفو)، والبطولات الرمضانية، والبطولات الشعبية مثل (لعبة البلوت).
ونفذ برنامجًا تعاونيًّا مع رابطة الدوري الإسباني لتدريب تسعة من لاعبي المنتخب السعودي في الدوري الإسباني، ووقع آل الشيخ اتفاقيات مع أبرز الدوريات العالمية لاستضافة مسابقات كأس السوبر الخاصة بها، مثل الدوري الإيطالي.
وخلال رئاسته لهيئة الرياضة، تقرر السماح للسيدات والعائلات بحضور مباريات كرة القدم والمشاركة في أنشطة الهيئة، وتم تنفيذ برنامج الحصن الأسطوري بنسخة عربية مميزة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.