تردُّد المرأة ج3

الاغترار بصِغَرِ السنِّ

تغتر المرأة بصِغَر سنِّها، كما هي تغتر بحسنِها، وتظنُّ نفسَها ملكَة الجمال، أو صاحبة الخِلال، يتردَّد إليها القاصدون، ويتعجَّب منها العائدون، كما ينصب لها الفخّ الصيَّادون، وهي تنظر إلى نفسها في خيلائها، كما هي تُعجَبُ بنفسها من كبريائها.

فمن طلب منها الوُدَّ، أظهرتْ له الصدَّ، ولم تُبْدِ القدَّ، ولم تنو الردَّ، وكلما هب النسيمُ، ما كان منه لها القسيمُ.

تظنُّ العمْرَ غضًّا حين يــأتي    إليها قاصدٌ عن قصد رفقِ

ترى العُمَرَ الشفيعَ لها بعُجْبٍ     ولكن لا تحبُّ جِلاءَ حـــقِّ

والرجل في حياة المرأة فُرصَة، والخطبة في زمنٍ من أزمانها رخصةٌ، فإذا لم اعرف كيف تتعامل مع الموقف، صارت في يد التحيِير المُتْلِف، ثم إنها لا تعرف كيف تهتدي إلى المسلك، ولا تعرف كيف تتخلص من الأمر المشتبك، وربَّما تفرِّط، وبالأشباهِ في الأمور تخلط، ولا تبالي بما سؤول إليه الأمر، أو ما سيفكِّر فيه الهجْرُ.

إذا أبتِ التي ظنَّتْ ضياعًا     لها فُرَصًا، غدتْ في قعر محْقِ

وذلك أنَّ عُمْرَ البِكْرِ يُغْرِي    بشيءٍ ليس فيه أيُّ عِـــــــــــتْقِ

تظنُّ العمرَ أصدقَ ما تـراه    رفيقَ الدربِ في أرجاء سَحْــقِ

تظنُّ العمرَ أوثقَ قصد أُنْثى   مخافةَ أن تكون حـــــــديث رِقِّ

إضلال الصواحب

المرأة تستسقي من الصواحب الأفكار، ويلهمنَها الأخطار، ويغوينَها أحيانا، ولا يرينَها أمانا، بل إنهن يحاولن أن يصرفنَها عن الصدى؛ حتى تبقى في الحياة سُدى، وتقع في غوائل الردى.

وكلما عرضت عليهم خلجات الصدر، أغوينَها عن ضياء الفكر، وتركنها في ظلام الضُرِّ، فتتيه في طرقاتِها، ولا تجد ما تهتدي به إلى إشراقاتِها.

وقد تنتثر قلائد اعتبارها، وخرزات افتكارها، فتبقى شريدةً، ومن الأفكار الجميلة طريدةً، ولا تكون في دنياها فريدةً. والصواحب من أجل الأطماع المجهولة كاسرات للخواطر، وسارقاتٌ للجواهر.

صواحبُها يكنَّ لها ضلالا      وليست تهتدي أبدًا لــــرزقِ

بهنَّ ستفقدُ الأضواءَ حتى      ترى أمجادَها في قبضِ شِقِّ

عدَم الإدراك

تؤمن بعض النساء أن الرجال كُثُر، وأنَّ الحبَّ أمره يُسْر، فلا يغتنمنَ الفُرَص، ولا يرين فيها الحِصَص، فيغالين مغالاة عقيمة، ولا يظهرن مبالاةً عظيمة.

وإدراك هذا الأمر يكون عنهن غائبا، بعدما يكون لهنَّ رائبًا، ولا يكون فيه رأيُهنَّ صائبًا، بعدما لا يكون عليه الطبع دائبًا، ويكون فيه الرجاء خائبًا، بعدما يكون به الجهد ذائبًا، ولو هنَّ أدركنَ هذا الأمر أحسنَ إدراك، لما كنَّ منه في هلاكٍ.

ولو هي أدركتْ في ذاك شيئًا    فليس لها نصيبٌ عند حُمْقِ

ولكنْ لم تكنْ تدري فــــضلَّتْ    فضاعَ الحظُّ منها عند خلْقِ

تظنُّ هوداةً من جاءَ يـــــرجو    فؤادًا وهو ذو جهلٍ وفِـسْقِ

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

صدقت والله أتفق معك
هذة هى حقيقة الحقيقة 👍🌷
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أشكرك لانتقائك حروفي وتعليقك الرائع.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم امجد احمد عطيه العجارمه
بقلم محمد ابراهيم عباده
بقلم بسمة رمضان السيد
بقلم سماح منذر حلاق
بقلم أمير رمضان إسماعيل