تردُّد المرأة ج1

تتردَّد المرأة في الحب أيما تردُّدٍ، وتتشدَّدُ على الرجل كل تشدُّدٍ، وهي تعلم أنها للحد متجاوزة، وأنها ما هي البراهين على الادعاء حائزة، وتتجاهل التفاني، كما لا تملك الأماني.

وتتظاهر كأنها لتصرفاتها متفطنة، أو أنها لعلوم المحبة متضمنة، وهي تخطئ هذه الأخطاء، وتحمل عليها الأشياء، وتحتجُّ على أنها كثيرة الإدراك، أو أنها في معرفة الأمور ذات الاشتراك.

وتمضي على الادعاءات الكاذبة البعيدة، وتصرُّ على الآراء الموهمة العديدة، وكأنها تملك علم الأوَّل والآخر في معرفة الاختبار، أو أنها ذات الصدق في حسن الاختيار.

وتسهر الليالي، وهي تُجيل الفكر في اختبار اللآلي؛ لذلك تقع في الفخّ المنصوب، وتعاني من الحال المنكوب، ولا تستطيع أن تُفصِحَ، أو تستطيع أن تصرِّح.

وهي إذا رأت الرجل الصادقَ، ظنتْها الرجل بالصدق المتضايِقَ، وتصرف جلَّ أوقاتها على متابعة الأمر الجليِّ، وعلى استيضاح الواضح النقيّ، وتسأل عنه الأطيافَ والجدران؛ حتى تلقى من هذا البحث الخسران، ولا تصدِّقه في هذا الأمر تصديقًا، بل تصر على أن تحقق الأمر تحقيقًا.

ولربما يقتحم قلبها الكذوب المتواري، فتقع في كذبه الجاري، فتصير في أمواج الأوهام، ولا تكون على شاطئ الاتهام. وقد تستعرض الرجال على طبقاتهم في الخِطبة، ولا تفوز بصاحب الخِصبة، وقد تدخل في عتمات التلفيق، فتصير في التضييق.

فالمرأة قبل أن تستجيب لطلب الرجل، تكون قد سبحت في أكاذيب أصحاب الخلل، وكثيرًا ما تعود إلى الخاطب السابق، فتكون به في يد السارق.

والتردُّد الملازمُ لها نتيجة الارتياب، وعدم تصديق ذوب الأحساب والأنساب، ولا ينكشف غطاء التردُّد إلا حين تدخل في فضاء العجائب، أو تعاني لدغة العقارب

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

إبداع يا استاذى الفاضل
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

كإبداعك يا أستاذتي.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة