لا تعجبني قصيدة (اغضب) لنزار قباني، فعلى الرغم من أنّ نزار كان عاشقاً للمرأة نصيراً لها، ويدعوها دائماً للتحرر والتمرّد على التقاليد؛ لتخطّي حواجز الضعف والهوان، ولإثبات ذاتها.
وكان ذلك واضحاً جليّاً في معظم قصائده، إلا أنه - من وجهة نظري - لم يكن موفّقاً في اختيار كلمات تلك القصيدة، كما أرى أنّها تحمل في طياتها إساءة كبيرة للمرأة، وتنتقص من قدرها وكبريائها.
قد يعجبك أيضًا دراسات تحليلية عن قبيلة الهونزا في باكستان
قصيدة "اغضب" ل "نزار قباني"
يقول نزار في أول أبيات القصيدة:
اغضب كما تشاء
واجرح أحاسيسي كما تشاء
حطّم أواني الزهر والمرايا
هدّد بحب امرأة سواي..
فكل ما تفعله سواء..
وكل ما تقوله سواء..
فأنت كالأطفال يا حبيبي نحبهّم.. مهما لنا أساؤوا..
اغضب
فأنت رائع حقاّ متى تثور..
اغضب..
ويتبعها بتلك الأبيات
اغضب..
فلولا الموج ما تكونّت بحور..
كن عاصفاً كن ممطراً..
فإنّ قلبي دائماً غفور..
وعندما تحتاج كالطفل إلى حناني..
فعد إلى قلبي متى تشاء..
ثم يختتم قصيدته قائلاً:
اغضب كما تشاء..
واذهب كما تشاء..
واذهب متى تشاء..
لا بدّ أن تعود ذات يومٍ..
وقد عرفت ما هو الوفاء..
قد يعجبك أيضًا أريد أن يتوقف التيك توك قبل الثلاثين
تحليل القصيدة
المرأة في الحب والعلاقات العاطفية ليست مطالبة طيلة الوقت بالسعي لإرضاء من تحب، وأن تحتمل غضبه وحماقاته، وأن ترتضي بكل هدوء وخنوع تهديده لها بمعرفة وحبّ امرأة أخرى.
وهي أيضاً ليست إلهاً كي تغفر له ما تقدّم وما تأخر من ذنوبٍ اقترفها في حقّها؛ لتبرهن على حبها ووفائها، ولكي تثبت صدق مشاعرها.
بل بالعكس فإنّ تغاضي المرأة عن أخطاء الرجل قد يجعله في أحيان كثيرة يتمادى فيها، ويكررها دون أن يشعر بالذنب أو الندم.
ولِم لا يكرر أخطاءه وهو قد ضمن مغفرة المرأة التي تحبه وأنها حتماً ستتجاوز عنها مثلما تجاوزت عن أخطائه السابقة؟
وفي المقابل لن نجد مثلاً رجلاً يقبل أن تعبّر امرأة عن غضبها، وتثور عليه، وتهدّد بحب رجل آخر، أو يغفر خيانتها المتكررة تعبيراً عن حبّه لها.
فالاحترام المتبادل هو الأساس في جميع العلاقات الإنسانية إلا أنه يكتسب أهمية خاصة في العلاقات العاطفية.
فلا أتصور أن تكون هناك علاقة عاطفية سويةٌ قائمةً على تعمّد أحد طرفيها إيذاء مشاعر وأحاسيس الطرف الآخر، والخطأ في حقه، ثم يقوم الأخير بالصفح عنه، والتجاوز عن أخطائه بصدر رحب.
كما أن التسليم بمقولة "الرجل طفل كبير" تخلِق منه شخصاً أنانيّاً يتصرّف كالأطفال، ويرتكب المزيد من الأخطاء والحماقات دون أن يعبأ ويكترث بمشاعر من يحبّ؛ لأنّه يعلم تماماً أن هناك من سيلتمس له الأعذار، ويبرّر له أخطاءه ويتكتّم عليها.
والمرأة بطبيعتها تنفر من الرجل القاسي الذي لا يستطيع أن يتحكم بغضبه، والذي لا يحترم مشاعرها، ولا تجد منه تقديراً، ولا يجد حرجاً في خيانتها علناً بينما تنجذب لمن يمنحها الأمان، و يؤجّج غرورها باهتمامه المفرط، ولمن يدلّلها ويشعرها بأنها ملكة متوجة على عرش النساء، وليس العكس..
وإلا لا حاجة لها للحب من الأساس.
قد يعجبك أيضًا
يناير 26, 2022, 1:34 م
كثير منا يخلط بين وجهة نظره وموقفه من موضوع ما وبين الموضوع الذي يناقشه. فالتعليق على موضوع ما، يتعلق باللغة، والأسلوب، ومقدار الجاذبية للقراء، والأسلوب والرسالة/الدرس المطلوب اعلام القارئ به والصور الأدبية والسرد والحبكة الدرامية.... يمكن ابداء وجهة نظرنا بجملتين. أكثر من ذلك، يُعتبر خروجا على الموضوع، تماما مثل الإسهاب في نقطة أدبية على حساب النقط الأخرى. .
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.