تاريخ رياضة المعاقين بدنيًّا.. كيف بدأت وتطورت حتى اليوم؟

يمارس المعاقون بدنيًّا «فيزياويًّا» الرياضة منذ قرون عدة بوصفها وسائل لتحسين حالاتهم البدنية، وقد أوصى الأطباء بممارسة الرياضة لتحقيق هذه الغاية، وكانت ممارسة فعاليات رياضة المعاقين بعد الحرب العالمية الأولى محصورة بخاصة بمبتوري الأطراف والمكفوفين وبعض المعاقين بشدة أقل، مع أن شعبيتها كانت بازدياد، في هذا المقال، سنستعرض تاريخ رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف تطورت لتصبح جزءًا مهمًّا من الحياة الرياضية العالمية.

دور الدكتور لودفيج كوتمان في تطوير الرياضة العلاجية

لقد استُنبطت فكرة استغلال الرياضة في معالجة المشلولين أول مرة عام «1944م» من قبل الدكتور لودفيج كوتمان الذي كان يباشر عمله في مركز إصابات العمود الفقري الوطني في مستشفى ستوك ماندفيل، إذ كان قد فطن إلى الفائدة الكبيرة المحتملة لبعض الفعاليات الرياضية في إغناء المعالجة الفيزيائية «العلاج الطبيعي» وأساليب التأهيل البدني الأخرى.

دكتور لودفيج كوتمان صاحب فكرة الرياضة للمعاقين بدنيًا

كما فطن إلى الفائدة النفسية العظيمة التي تحققها الفعاليات الرياضية التنافسية، خاصة وأن عددًا كبيرًا من المرضى المشلولين هم في عمر الشباب الذين تعني الرياضة لهم الشيء الكثير.

لقد طور الدكتور كوتمان خلال السنوات التي تلت عام «1944م» فكرة تطبيق بعض الفعاليات الرياضية كونها نوع من أنواع التمارين بقصد تعجيل عملية تأهيل الشخص المصاب بعوق شديد.

لقد وجد، مثلًا، خلال مدة التمرين المطلوبة لتحقيق استعادة المشلول قدرته على التوازن في وضع الجلوس، أن فعاليات رمي ومسك الكرة الطبية ورمي الرمح وممارسة أوضاع الرمي والصيد تمثل جميعها نشاطات مفيدة في استعادة هذه الوظيفة المفقودة بسرعة كبيرة.

تأسيس أول منظمة رياضية لذوي الإعاقة

فطن الدكتور كوتمان عام «1948م» إلى فكرة تأسيس منظمة ألعاب رياضية للمعاقين، من أجل استغلال الرياضة في مجالات تتعدى تمامًا مجال استخدامها وسيلة للمعالجة.

وقد أقيمت في تلك السنة مباراة رياضية في مستشفى ستوك ماندفيل شارك فيها نحو «26» متسابقًا معاقًا. وصارت هذه المباريات الرياضية حدثًا سنويًّا يقام تحت اسم دورة ألعاب ستوك ماندفيل لرياضة المشلولين.

أول مباراة للمعاقين بدنيًا

تحول الألعاب الرياضية للمعاقين إلى حدث عالمي

وفي عام «1952م» صارت هذه المباريات عالمية عندما قدم فريق من المعاقين الممارسين في مجال الرياضة من هولندا لكي يتباروا ضد أقرانهم المعاقين البريطانيين.

ثم اتسعت حركة الألعاب الرياضية هذه بمرور السنين بازدياد عدد الأقطار التي أخذت ترسل المشاركين فيها، فقد حضر على ملاعب مستشفى ستوك ماندفيل عام «1957م» نحو «260» مشاركًا يمثلون أربعة وعشرين قطرًا مختلفًا.

أبرز الرياضات التي تناسب المعاقين بدنيًّا

تكيَّف في الوقت الحاضر عدد من الألعاب لتتوافق مع متطلبات المشلولين، وتأتي في مقدمتها لعبة كرة السلة على الكراسي المدولبة، وهي لعبة فرقية يتحد فيها المهارة والجهد البدني اللذان يبذلهما المشلول المشارك لكي يقدم مباراة رياضية عالية المستوى يستمتع بها المشاركون ويشاركهم المتعة المتفرجون.

كرة السلة للمعاقين بدنيًا

إن رماية السهام، وهي لعبة تسلية مألوفة، تعبر عن نفسها اليوم بكيفية بديعة للتكيف مع حالة المشلول، وفي الحقيقة، لقد ثبت أن المشلول المقيد الحركة بالكرسي المتنقل قادر على أن يتنافس في شروط متساوية مع رماة السهام من الأشخاص غير المعاقين، بعد خضوعه للتمرين المناسب ونجاح تأهيله البدني.

إن السباحة وهي رياضة مناسبة للمشلولين، لا تفيد في استرداد العضلة طاقتها وفي استرداد التنسيق العضلي فحسب، بل إنها تمثل أحد أكثر أنواع إراحة المشلول الممتعة.

تطور الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة حتى اليوم

إن ملاحظة التوسع في قاعدة الألعاب الرياضية بمرور السنين حالة تشد العزم وتقنع المعنيين أكثر، فهو التطور الذي يتوقع المرء حدوثه في أي حركة ألعاب رياضية تُنَظَّم على نحو مضبوط.

لقد أصبحت دورة ألعاب ستوك ماندفيل العالمية حاذقة للغاية، بالحقيقة، كما يحضر في السنوات الحالية للمشاركة في الألعاب السنوية الدولية متسابقون من أقطار أخرى، إذ نشأت فيها رياضة المعاقين بوقت متأخر نوعًا ما عن وقت ظهورها في بريطانيا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.