تونس بلد عربي يتمركز في شمال القارة الإفريقية ويطل على واحد من أهم البحار في العالم وهو البحر الأبيض المتوسط الذي كان شاهدا على حضارات وإمبراطوريات عديدة منها الكثير الذي تعاقب على البلاد التونسية نظرا لما تتميز به من موقع إستراتيجي وخيرات طبيعية وفي هذا المقال المطول الذي سيكون مقسم إلى عدة أجزاء سنأتي على ذكر أهم المحطات التاريخية للبلاد التونسية من حضارات،إمبراطوريات،حكام،حروب... على إمتداد ألفي سنة منذ القرن الأول ميلادي.
سننطلق في رحلتنا قبيلة الميلاد بقليل وتحديدا سنة 146 ق.م تاريخ سقوط الإمبراطورية القرطاجية بعد حروب طويلة مع الإمبراطورية الرومانية التي تمكنت من ضم تونس تحت حكمها وتأسيس مدينة "أفريكا" وهي أول مقاطعة رومانية بشمال إفريقيا.
ثم في عهد الإمبراطور أوغيست تم إعادة بناء قرطاج المدينة لتصبح عاصمة الولاية الجديدة التي إمتدت على كامل التراب التونسي وجزء من شرق الجزائر سمية إفريقيا البروقنصلية. وقهدت هذه المدينة إزدهارا وإعمارا كبيرين حيث تم إنشاء "الفوروم" وهي الساحة العمومية و"الكابيتوليم" وهو المعبد الذي تقام فيه طقوس العبادة الرومانية أنذاك إلى جانب المسارح ذات الشكل دائري كما عرفت إزدهار بعض الفنون كفن الفسيفساء.
ولم يكتفي الرومان بمدينة واحدة ضمن الولاية الجديدة بل أسسوا عدة مدن أخرى أهمها هدرومتوم (سوسة حاليا) مكتريس (مكثر حاليا) تيسدروس (الجم حاليا) التي بني فيها مسرح كبير في القرن الثالث ميلادي والذي يعد ثاني أكبر مسرح روماني في العالم (بعد مسرح الكولوسيوم في روما) بطاقة إستيعاب تصل 35 ألف متفرج وقد أستخدم لتصوير الفيلم الفائز بالأسكار المصارع وإقامة حفلات للموسيقى السمفونية هو يعد اليوم وجهة سياحية هامة.
وتواصلت فترة الحكم الروماني لتونس حتى سنة 431 م أي حوالي 500 سنة وسنتطرق في الجزء القادم إلى من أسقط هذه الإمبراطورية العظيمة وتولى السيطرة على التراب التونسي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.