تاريخ النينجا ونشأتها والفرق بينها وبين الساموراي

مع بداية القرن الخامس عشر بدأت الحروب الأهلية بين الأمراء الإقطاعيين في اليابان، واستمرت هذه الحروب مدة طويلة فيما يعرف بمرحلة السينجوكو، ومع اشتداد الصراعات بين أولئك الأمراء والتزام محاربي الساموراي بمبادئ تمنعهم من ارتكاب أعمال تُوصف بالدنيئة، جرى البحث عن مقاتلين ليس لديهم مبادئ، وفي الوقت نفسه يكون لهم الولاء لقائدهم، وحينئذ ظهر مقاتلو النينجا أول مرة، أو كما أُطلق عليهم «مقاتلو الظلال» وقد كانت مهماتهم دائمًا تتم في الخفاء كالتجسس أو تصفية الخصوم السياسيين.

تاريخ النينجا وكيف بدأت

تمثلت النينجا في عائلتي «إيغا» و«كوجا»، وقد تنافستا دائمًا في خدمة أمراء الحرب المتنافسين في أثناء مرحلة السينجوكو. وقد عملت كلٌّ عائلة على تطوير مهاراتها طول الوقت، وقد نقل هذان الفريقان أساليبهما عبر الأجيال، ما ساعد على تشكيل تاريخ النينجا في اليابان.

تمثلت النينجا في عائلتي «إيغا» و«كوجا» وقد تنافستا دائمًا في خدمة أمراء الحرب المتنافسين في أثناء مرحلة السينجوكو

الفرق بين النينجا والساموراي

النينجا والساموراي هما فئتان مختلفتان من المحاربين في اليابان القديمة، ولهما خصائص وأساليب حياة تختلف عن بعضها بعضًا، على الرغم من أنهما ينتميان إلى الثقافة اليابانية نفسها.

كان الساموراي المحاربين الرسميين الذين يمثلون الدولة، ولديهم مبادئ تمنعهم من تنفيذ أعمال في الخفاء، وكانوا يستخدمون السيف في القتال ويعتمدون على القتال القريب المباشر، فكان السيف طويلًا ويُطلق عليه «الكتانا»، على العكس من النينجا الذين كانوا ينتمون إلى طبقة أقل في المجتمع وليس لديهم مبادئ، فقط يشبهون المرتزقة، ويعتمدون في القتال على الأسلحة الخفيفة مثل «الشوريكن» و«النجوم الحادة» و«الخناجر» و«الكوناي»، وديدنهم دائمًا المباغتة والتخفي، إضافة إلى خفة الحركة.

كان الساموراي المحاربين الرسميين الذين يمثلون الدولة أما النينجا فكانوا أشبه بالمرتزقة ويعتمدون على التخفي والمباغتة

هل النينجا أخيار أم أشرار؟

تحدثت الأعمال التلفزيونية كثيرًا عن النينجا، فبرز منهم الخير والشر، ولكن الحقيقة أنه لا يمكن تصنيفهم في فئة معينة، إذ إن وصفهم يعتمد على السياق التاريخي والثقافي الذي ينظر إليهم به، فهم في الواقع، كانوا أفرادًا محترفين يتبعون مهامًا محددة في أوقات معينة من التاريخ الياباني؛ لذلك يمكن فهمهم من زوايا متعددة.

في العصور الوسطى في اليابان، كان النينجا جزءًا من طبقة المحاربين الذين خدموا في الحروب الأهلية التي كانت شائعة في تلك المدة، وكانوا يُستخدمون بوصفهم جواسيس أو منفذين لعمليات سرية، مثل جمع المعلومات عن الأعداء أو تنفيذ اغتيالات.

تحدثت الأعمال التلفزيونية كثيرًا عن مقاتلي النينجا فبرز منهم الخير والشر ولكن الحقيقة أنه لا يمكن تصنيفهم في فئة معينة

من هذا المنظور، قد يُنظر إليهم في بعض الأحيان على أنهم «أشرار»، إذا كانوا يعملون لمصلحة طرف عدواني أو ينفذون عمليات عنيفة ضد الأبرياء، وفي المقابل، يمكن عدهم «أخيارًا» إذا كانوا يقاتلون لمصلحة أسيادهم أو يسهمون في تحقيق العدالة أو الاستقرار.

من وجهة نظر فلسفية، كان النينجا يتبعون قواعد سرية تركز على البقاء والفعالية، ولم يكن لديهم بالضرورة تصور ثابت عن الخير أو الشر، فغالبًا كانوا يتصرفون وفقًا للمصلحة الكبرى أو مصلحة سيدهم العسكري، وكان النجاح في المهمة هو الأهم لهم، بصرف النظر عن الطريقة المستخدمة.

نهاية النينجا

بات النينجا في عصرنا الحديث على مشارف الانقراض، إذ إنه لم يبقَ سوى وارث واحد شرعي لفن النينجا، وهو المعلم ماساكي هاتسومي، وهو تلميذ المعلم توشيتسوغو تاكاماتسو، آخر النينجا المقاتلين في مدرسة البوجينكان، وقد ورث منه لقب "السوكي" أو المعلم الكبير، وبذلك أصبح على رأس المدارس التسعة اليابانية للفنون القتالية.

المعلم الأكبر ماساكي هاتسومي تلميذ المعلم توشيتسوغو تاكاماتسو آخر النينجا المقاتلين في مدرسة البوجينكان

وبما أن تعاليم النينجا تناقلوها شفويًّا عبر الأجيال ولا توجد مخطوطات قد كتبها أحد أفراد النينجا، فقد أخبر الوارث الأخير من حوله أنه لا ينوي أن يخبر أحدًا عن هذه التعاليم، عازمًا أخذها معه إلى القبر، ومن وجهة نظرهم، ألا أحد بات بحاجة إلى هذه الأمور في ظل ظهور الأسلحة والتقنيات الحديثة.

ويأتي إلى اليابان المئات سنويًّا من الضباط والعسكريين ليزيدوا مهاراتهم بتعلم هذا الفن المعقد، في حين يُجري آخرون قتالات استعراضية تجسد ثقافة النينجا، يستمتع بمشاهدتها الكبار والصغار، وقد جذبهم الفضول لمعرفة هذا الفن الغامض.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.