هل يثير قلقك تأخر طفلك في الكلام؟ اعلم أن تطور النطق والكلام حجر الزاوية في نمو طفلك وتفاعله مع العالم. لكن ظهور علامات تأخر النطق أو صعوباته يستدعي انتباه الوالدين. اكتشف في هذا المقال الشامل على منصة تعلم الإجابات عن أسئلتك: هل هذا التأخر طبيعي؟ متى تجب استشارة المختص؟ وما الأسباب الكامنة وراء مشكلات النطق؟ نقدم لك دليلًا وافيًا بالأعراض وطرق العلاج الفعالة لضمان مستقبل لغوي مشرق لطفلك.
أسباب مشكلات النطق عند الأطفال
عندما يتأخر الطفل في الكلام أو يواجه صعوبة في التعبير عن نفسه، فغالبًا ما يكون بسبب أنه يعاني مشكلة في النطق. وتوجد أسباب متعددة وراء ذلك، وتختلف هذه الأسباب من طفل إلى آخر، ولكن يمكننا تلخيص أهم هذه الأسباب فيما يلي:
مشكلات السمع وتأثيرها في النطق
تعد مشكلات السمع من الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى تأخر النطق عند الأطفال؛ فتطور الكلام عند الأطفال يعتمد على قدرتهم على سماع الأصوات من حولهم وتقليدها؛ لذلك فعندما يعاني الطفل ضعف السمع سواء جزئيًّا أو كليًّا، يصعب عليه التعرف على الكلمات ونطقها على نحو صحيح. ووفقًا لكتاب «مشاكل النطق والسمع لدى الأطفال» للكاتب حمزة الجبالي فإن الأطفال الذين يعانون تأخر لغوي شديد غالبًا ما يكون لديهم مشكلات في السمع.
تأثير العوامل الوراثية في النطق
يمكن للعوامل الوراثية أيضًا أن تؤدي دورًا مهمًّا في حدوث مشكلات في النطق لدى الأطفال، فإذا كان الطفل لديه تاريخ عائلي في مشكلات النطق والكلام، فغالبًا ما يكون أكثر عرضة ليعاني مشكلات في النطق، إضافة إلى ذلك فإن الأطفال الذين يعانون اضطرابات وراثية مثل التوحد أو متلازمة داون، يكون لديهم مشكلات في النطق أيضًا.
تأثير التشوهات الخلقية في النطق
بعض الأطفال الذين يعانون مشكلات في النطق يكون لديهم تشوهات خلقية مثل سقف الحلق المشقوق أو غير المكتمل نموه، أو الشفة الأرنبية، أو اللجام اللساني القصير، وجميعها تشوهات خلقية تؤثر في مخارج الحروف لدى الطفل، وتجعل عملية النطق أكثر صعوبة وتعيق تطوره اللغوي.
تأثير العوامل البيئية أو النفسية في النطق
للعوامل البيئية والنفسية أيضًا دور مهم في تطور النطق والكلام عند الأطفال، فبعض الأسباب البيئية أو النفسية قد تسبب مشكلات في النطق عند الطفل مثل قلة الحديث مع الطفل، أو تعرضه لصدمة نفسية، أو الإهمال العاطفي، فكل هذه الأسباب تؤثر في قدرة الطفل على التحدث بطريقة طبيعية.
تأثير مشكلات عند الولادة
بعض المشكلات التي تحدث عند الولادة قد تؤثر في النطق عند الطفل، مثل نقص الأكسجين عند الولادة، أو الولادة المبكرة، أو انخفاض الوزن عند الولادة، فهذه المشكلات تؤثر في تطور الدماغ وتؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي المسئول عن النطق واللغة؛ ما يؤدي إلى اضطرابات في النطق لدى الطفل.
أعراض تأخر النطق عند الأطفال
بعض الأعراض أو العلامات يمكنك بواسطتها أن تعرف أن طفلك يعاني مشكلات في النطق، وتختلف هذه الأعراض وشدتها بناءً على حالة كل طفل؛ لذلك إليك أبرز علامات الطفل الذي لديه اضطرابات في النطق:
تأخر الكلام
يُعد تأخر الكلام إحدى أبرز العلامات التي تشير إلى أن الطفل قد يكون لديه مشكلات في النطق، ويحدث ذلك عندما لا يبدأ الطفل في الكلام أو نطق الكلمات البسيطة من عمر 12 إلى 18 شهرًا، أو تكوين جمل قصيرة صحيحة من عمر 18 شهرًا إلى سنتين؛ ما قد يكون إشارة لوجود مشكلات في النطق أو الكلام لدى الطفل.
تكرار الكلمات
عندما يكرر الطفل الكلمات أو الجمل نفسها في أثناء الكلام، فهذا يُعد علامة على وجود مشكلات في النطق لدى الطفل مثل التأتأة والتلعثم، خصوصًا إذا كان الطفل في عمر أكبر من 18 شهرًا، وهو العمر الذي يجب أن يستطيع الطفل فيه أن ينطق ببعض الجمل أو الكلمات البسيطة في الأقل.
عدم الاستجابة للأصوات أو الكلام
إذا كان الطفل لا يستجيب إلى الأصوات من حوله مثل أصوات الكلام أو الموسيقى أو صوت الجرس، أو لا يفهم عندما يطلب منه أحدهم شيئًا أو عندما يتحدث معه، فإن هذا قد يكون علامة على وجود مشكلات في السمع أو التركيز لدى الطفل، وقد تؤدي إلى مشكلات وصعوبات في النطق؛ لأنه كما ذكرنا سابقًا فإن تطور النطق عند الطفل يعتمد على التفاعل مع الأصوات من حوله على نحو كبير.
التحدث بكلام غير مفهوم
إن تحدث الطفل بكلام غير مفهوم يُعد من العلامات الواضحة على وجود مشكلات في النطق عند الطفل، فقد يتحدث الطفل بجمل أو كلمات غير مفهومة وغير مترابطة، ويكون من الصعب على من حوله فهم ما يقوله، ويكون السبب وراء ذلك وجود اضطرابات في النطق مثل صعوبة التحكم في مخارج الحروف.
علاج مشكلات النطق عند الأطفال
يختلف علاج مشكلات النطق عند الأطفال حسب حالة كل طفل، وشدة الأعراض، والأسباب التي أدت إلى هذه المشكلات، ولكن أهم خطوة في علاج مشكلات النطق لدى الأطفال هي التدخل المبكر لتجنب تفاقم المشكلة بمرور الوقت مع نمو الطفل. وبعض الحلول أو العلاجات تكون فعالة لعلاج مشكلات النطق عند الأطفال مثل:
-
جلسات التخاطب مع المتخصصين التي يتم فيها تدريب الطفل على الكلام والنطق بطريقة صحيحة.
-
علاج مشكلات السمع إذا كانت السبب في حدوث مشكلات النطق عند الطفل، مثل زراعة قوقعة أو استخدام سماعة طبية.
-
تصحيح التشوهات الخلقية التي قد تسبب مشكلات في النطق عن طريق الجراحة.
-
زيادة التفاعل والتحدث مع الطفل، وتشجيعه على الكلام والتعبير عن نفسه، حتى عند ارتكاب أخطاء في الكلام، مع تصحيح هذه الأخطاء له ليتعلم النطق بطريقة صحيحة.
-
استشارة طبيب لمعرفة السبب الصحيح وراء مشكلات النطق لدى الطفل.
في ختام هذا المقال، يظهر أن تأخر النطق ليس مجرد مرحلة عابرة، بل إشارة إلى تحدٍ يحتاج إلى تدخل مبكر ورعاية دقيقة، وإن فهم الأسباب والعوامل المؤثرة يفتح آفاقًا لتحسين التطور اللغوي للأطفال وضمان مستقبل أكثر تواصلًا وإشراقًا. بهذه الرؤية الشاملة والدعم الأسري والمتخصص، يمكن لكل طفل أن يحظى بفرصة لتجاوز الصعوبات وبناء جسر من الكلمات والنمو الصحي. على الآباء والأمهات التغلب عليها بمراقبة أطفالهم، لذلك نتمنى أن يكون مقالنا قدَّم لك المعلومات الكافية التي تحتاج إليها في هذا التحدي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.