لكلّ داء دواء...
فماذا إن كان هذا الداء هو عبارة عن مرض أرق البشرية كلّها، لا بل إلى الآن لم يجد علاجًا تامًّا له، وخاصّة في مراحله المتقدّمة بعيدًا عن جلسات المواد الكيميائية، وجلسات الأشعة التي تؤرق المريض، وتجعله يموت، ويتمنّى الموت ألف مرّة من مضاعفاتها.
وماذا إن كان هذا الدواء هو شيء بسيط يستطيع الكلّ أن يقوم به بقليلٍ من الصبر حسب دراسات حديثة؛ فالوقاية خير من العلاج.
فقد أشارت دراسات علمية حديثة في الولايات المتحدة الأمريكية نشرت في دورية الجمعية الطّبية الأمريكية على أنه يمكن تجنّب أغلب أنواع السرطان إذا ما اتّبعنا أسلوب حياةٍ صحيّ، نعم أسلوب حياةٍ صحيّ (من خلال ممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن الوجبات السريعة قدر الإمكان والابتعاد عن الكحول وإيقاف التدخين)، فالسرطان إن وجد عاملًا مؤهبًا لظهوره مثل التدخين فهذا في كثير من الحالات يؤهب لظهور طفرة سرطانية في بعض خلايا الجسم، وقد كان قائد هذه الدراسة العلمية الدكتور مينيغان سونغ وهو مدرّس في كلية تسان للصحة العامة في بوسطن، الذي قال (يجب التأكد من إدراك الشعب لتأثير أسلوب الحياة على الإصابة بالسرطان من عدمه) .
وقد تمّ إجراء هذه الدراسة على 139 ألف شخص، وقد أثبتت هذه الدراسة:
أن 25٪ من حالات الإصابة لدى النساء و30٪ من حالات الإصابة لدى الرجال أتت نتيجة عوامل متعلقة بأسلوب الحياة غير الصحيّ لدى هؤلاء المصابين.
وهي نسبة كبيرة نوعًا ما، وقد اتفق مع هذه الدراسة العديد من العلماء مثل (الدكتور كولديتز والدكتور سوتكليف وكلاهما من كلية الطب في جامعة واشنطن) باعتبار أن نموذج الحياة غير الصحيّ يعتبر عاملًا مؤهبًا لحدوث السرطان، بالإضافة للعوامل الوراثية، حيث إن إيقاف التدخين على سبيل المثال يقلل من نسبة الإصابة بالسرطان، وهذا بالمثل لكلّ من الكحوليات والوجبات السريعة.. التي جميعها تؤثّر على الخلية ودورة حياتها.
وختامًا إن لكلّ داء دواء، وعلينا الأخذ بالأسباب؛ فالإصابة بالسرطان هي عملية فيزيولوجية ناتجة عن تآزر العديد من العوامل المؤهبة للسرطان مع بعضها البعض، لتنتج لدينا خللًا في الدورة الحياتية للخلية، ممّا يؤدّي لعدم موت هذه الخلية، وتطوّرها إلى خلية سرطانية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.