تأثير المناخ في الأرض وكيف تساعد الطبيعة على دراسة تطوراته

إن الطقس والمناخ يرتبطان ببعضهما ارتباطاً طبيعيًّا، والكثير منَّا يجهل الفرق بينهما، وعليه سيُوَضَّح الفرق بينهما تفصيليًّا في هذا المقال. إن عددًا من العوامل التي تؤثر في حياتنا، تتأثر هي نفسها بالمناخ الذي نعيش فيه، فالطقس يشير إلى الظروف الجوية السائدة في مكان معين في زمن معين، فتوقعات الطقس تُخبرنا بالحالة التي سيصبح عليها الطقس في اليوم التالي وهكذا...

أمَّا المناخ فهو متوسط حالات الطقس لمكان معين، الذي يُؤخذ عادة طوال الأيام خلال سنة واحدة، وذلك من خلال إجراء قياسات عدة كدرجة الحرارة اليومية، ومتوسط الحرارة العظمى والصغرى اليومية، ومتوسط نسبة الرطوبة، وسقوط الأمطار، وسرعة الرياح... إلخ، وتُؤخذ هذه القياسات لكل شهر إلى آخر السنة الواحدة، وذلك من أجل تحديد نوع المناخ الخاص بالمنطقة.

تأثير المناخ في الأرض

إن المناخ ليس مجرد قياسات تُؤخذ كل يوم أو كل شهر، فمن خلال ملاحظة التأثيرات على الأرض... وجد العلماء أنَّه في أوقات الجفاف، التي على أثرها تجف الأراضي والمستنقعات، تُعد أمثلة مخيفة عن تأثير المناخ على الأرض.

إن التغيرات المناخية جعلت عددًا من المناطق مختلفة تمامًا عمَّا كانت عليه، فمثلًا لاحظ العلماء والجيولوجيون أن مساحات كبيرة من بريطانيا كانت تقع تحت غطاء جليدي ضخم، في حين أنَّه بالمقارنة مع مدة أخرى في الماضي، فإن منطقة الصحراء الكبرى كانت منطقة عشبية خضراء... وانطلاقًا من هذه المقارنة بين العديد من المناطق، فإنَّ الظروف المناخية تتباين بحدة مع الظروف المناخية السائدة... وعليه، فإنَّ كل عصر مناخي يترك دليلًا على وجوده، ومن خلال هذه الاكتشافات استطاع العلماء أن يبنوا نموذجًا تاريخيًّا عن التغير المناخي الذي ساد الأرض منذ عصور بعيدة.

كيف ساعدت مظاهر الطبيعة في دراسة تطور المناخ؟

هذه بعض مظاهر الطبيعة التي تساهم بشكل كبير في المناخ:

الأشجار

لقد اعتمدت الدراسات الحديثة على الطبيعة وتغيراتها ومكوناتها في دراسة تطور المناخ، فقد جاءت حلقات الأشجار كدليل على التغييرات التي طرأت عليها خلال زمن وجودها، فمعرفة عرض هذه الحلقات وسمكها ومعالمها الأخرى تُخبر بتغير المناخ على المستوى المحلي أو على مستوى منطقة معينة.

الأشجار وتغير المناخ

البحار والمحيطات

تُعد البحار والمحيطات من الوسائل والعوامل المهمة التي تُعرِّفنا على المناخ الموجود على الأرض، وبشكل أكثر توضيحًا.. يمكن للمكتشفين أن يجدوا البقايا الحفرية الموجودة في قاع المحيطات، فالملايين من أصداف الحيوانات الدقيقة والنباتات تعيش في الطبقات العليا من المحيطات، وفي المياه الضحلة فإن أصدافها لا تموت ولكنها تنجرف إلى القاع، وترسب هذه الأصداف يحتاج إلى ملايين السنين... فعندما نأخذ عينات من قاع البحار أو المحيطات فنحصل على سجل بالتغيرات في درجات الحرارة على مدى السنين.

البحار وتغير المناخ

ولأخذ مثال واقعي، أخذ العلماء عينات من الأصداف في المحيط الأطلسي، ورُسِمَت خريطة لدرجة الحرارة بناءً على هذه العينات، يرجع تاريخها إلى ما يزيد على ١٠٠ مليون سنة، وباختبار كمية الأكسجين الموجودة في عيِّنة الأصداف، أُمكن التعرُّف على الظروف الجليدية، لأن نسبة الأكسجين طبيعيًّا تتزايد مع تزايد حجم الثلج، وبالاعتماد على الجليد استطاع العلماء الحصول على معلومات عن المناخ، وذلك لأن الأرض في الماضي كانت مُغطاة بغطاءات جليدية ضخمة، التي كان لها من التأثير في تشكيل وجه الأرض الحالي.

الجبال الجليدية

إن تقدم وانحسار الجبال الجليدية يُعرِّفنا على إذا ما كان المناخ دافئًا أو باردًا، وذلك من خلال القنوات الجليدية القطبية التي تُزوِّد العلماء بهذه المعلومات، وذلك من خلال تراكمها بشكل مشابه للحفريات التي تترسَّب في البحار، وقد تم اكتشاف أن الأكسجين الموجود في الثلوج الجليدية يتغيَّر تبعًا لدرجات الحرارة، فكلما كانت درجة الحرارة أقل، كانت نسبة الأكسجين الموجودة في الثلج أقل.

الجبال الجليدية وتغير المناخ

صخور القشرة الأرضية

بالنظر إلى صخور القشرة الأرضية على مدى أوقات طويلة، فقد كانت توضع بعضها فوق بعض عندما كانت القارات لها شكل مختلف تمامًا عمَّا كانت عليه سابقًا، وإن أكبر دليل على ذلك طبقات الفحم التي تتكوّن من نباتات تحللت مع مرور الزمن وأصبحت طبقة صخرية، وبالاعتماد على هذه الطبقات مثلًا، فهي تدل على أن كثيرًا من مناطق الكرة الشمالي كانت سابقًا مغطاة بالمستنقعات الاستوائية.

صخور القشرة الأرضية وعلاقتها بتغير المناخ

وفي الختام، إن الدراسات الحديثة والمكتشفة التي ما زالت تُكتشف، تُخبرنا إلى الآن عن تأثير المناخ على كوكبنا، والتبدلات الطبيعية التي تحصل في مختلف المناطق تُعد خير دليل على تأثير المناخ في المناطق التي نعيش فيها وانعكاساته على حياتنا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

موضوع هام...و طرح ممتاز
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبحان الله
احسنت واجدت شكرا لجهودك شهد
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مرحبا من جديد، سعدت كثيرا بشرحك لهذا الموضوع المهم، دمتي متفوقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

👍👍👍🌹🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة