تأثير المشاعر السلبية في حياتنا وكيفية التغلب عليها

تشعر أحيانًا بحرقة في صدرك، وكأن شيئًا يلتف حول رقبتك، ما يصعِّب عليك التنفس بسلاسة، كل هذا بسبب المشاعر السلبية الناتجة عن الضغوط النفسية التي تتعرض لها، أو بسبب تراكمات الماضي، أو لأسباب أخرى

في هذا المقال، سوف نفنِّد معًا أسباب ظهور المشاعر السلبية، وكن على علم أن العلَّة التي تعرف سببها، فقد وصلت إذن لنصف حلها في الأقل؛ لذلك لا تستهِن بمعرفة الأسباب وتقول: "لن يجدي ذلك نفعًا"، فكما يقول المثل الشهير: "إذا عُرف السبب بطل العجب".

ما أسباب ظهور المشاعر السلبية؟

قد تهجم عليك المشاعر السلبية دون أن تعرف لها سببًا؛ لذلك نحاول في هذه السطور التعرض لأهم أسباب ظهور المشاعر السلبية، وفي الغالب لن تخرج تلك الأسباب عما سنذكره في هذا المقال، ونبدأ مع أول سبب بديهي، وهو الذي تصاحبه كثير من المشاعر السلبية المبهمة غير المفهومة.

ضغوط الحياة اليومية

قد تجدها عبارة عامة، مثل حاملة الطائرات التي تحمل على متنها عشرات الطائرات من أنواع وماركات شتى، ولكنها في النهاية لا تخرج عن إطارين لا ثالث لهما.

الإطار الأول: هو إطار العمل أو الدراسة -حسب ما أنت عليه الآن- ومن الممكن أن تكون عاملًا في إحدى الهيئات أو المؤسسات، وفي الوقت نفسه ما زلت في الدراسة، أو تتابع بعمل الدراسات العليا في مجال تخصصك.

أسباب المشاعر السلبية

أما الإطار الثاني: فهو العلاقات، وبالأخص العلاقات مع المقربين أو الأشخاص الذين تتعامل معهم كل يوم.

ومن هذين الإطارين، تنبثق أسباب ظهور المشاعر السلبية الناتجة عن ضغوط الحياة اليومية، ونسردها لك في النقاط التالية:

كثرة المهام وتعددها بدرجة مبالغ فيها، إذ يجب عليك إتمام كل هذه المهام في يوم واحد، وقد يفوق ذلك طاقتك في العمل. وإن استطعت اليوم أن تتم كل هذه المهام، فمن الممكن ألا تمتلك نفس القدرة للغد بمهامه الجديدة.

نعلم جميعًا مصطلح Deadline الذي يعلم به كل من يعمل في مجال المبيعات وغيرها من المجالات التي تعتمد على ما يعرف باسم التارجت، ولا سيما في الشركات الخاصة، وهو من أسباب تدفق المشاعر السلبية بسبب اقتراب المواعيد النهائية لإنجاز مهام العمل المتراكمة.

فيما يخص العلاقات، فإن التعامل مع الشخصيات ذات الطابع القاسي يُعد من أصعب المهام التي تقابلها في حياتك اليومية على الإطلاق، ولا سيما إن كنت مضطرًا إلى التعامل مع هؤلاء الأشخاص، ولا مجال أمامك لتجنبهم.

تأثير البيئة المحيطة

تؤثر البيئة المحيطة على الشخص، وهي من ضمن مولدات المشاعر السلبية، لذلك يقال إن من سمات الشخصية القوية عدم تأثرها بالبيئة المحيطة، سواء بوجود أشخاص سامِّين داخل الدائرة الضيقة التي تتعامل معها يوميًّا، أو بسبب وجودك داخل بيئة أو مجتمع لا يدعم الناجحين حتى يروا نجاحهم ويظهر إلى النور، ومن ضمن أسباب ذلك ما يلي:

للتعامل مع الأشخاص السامِّين أضرار بالغة؛ لأنهم يضعونك دائمًا في مرحلة الاختبار، ويشعرونك بأن ما تفعله، مهما كان، هو أمر غير كافٍ.

يحاول الشخص السام تضخيم الخطأ الذي تفعله، ولا يكترث للحقيقة المُسلَّم بها دائمًا، وهي أن الجميع يخطئ، فهو يتعامل معك على أنك كائن غير مسموح له بالخطأ، والخطأ البسيط بالنسبة لك كارثة مدوية.

في المجتمع غير الداعم، تجد أن أي فكرة جديدة تُقابَل بسلوك أقرب إلى المحاربة والتهميش الذي يصل إلى حد التلاشي.

صفات المجتمع غير الداعم

التخويف الدائم من الفشل، مثل العبارة المنتشرة دائمًا التي تقول إن أي مشروع تجاري اليوم مكتوب عليه الفشل، أو أن دراسة مجال معين تعد مضيعة للوقت ولا طائل منها، أو أن الناجح هو من يجمع أكبر قدر من المال دون النظر إلى مصادره.

يوجد مجتمع صغير، وهو مجتمع الأسرة، ففي الغالب عندما ينشأ الأشخاص في بيئة مملوءة بالمشاحنات والخلافات، ولا سيما بين الأب والأم، ينشأ الأبناء غير أسوياء، ما ينعكس على سلوكهم، فتنمو بداخلهم المشاعر السلبية وتستمر معهم حتى عندما يصلون إلى مرحلة النضوج.

قد تؤثر البيئة غير الداعمة على الشخص إلى الدرجة التي تجعله يفضِّل العزلة والانفراد بالأفكار السلبية، حتى تتضخم وتصبح عقدًا نفسية لا يمكن الفرار منها إلا بمساعدة مختص.

العوامل النفسية والصحية

قد تجتمع العوامل النفسية والصحية معًا، فتكون من أسباب ظهور المشاعر السلبية؛ لذلك يجب أن تلقي نظرة على النقاط التالية لتتعرف على ما تسببه لنا تلك العوامل إن لم نجد لها حلًّا.

تسبب قلة النوم نمو المشاعر السلبية نتيجة قلة التركيز في أداء الأعمال، ما يؤدي إلى كثرة الأخطاء التي تصل إلى حد الكوارث، كما تؤدي -مع مرور الوقت- إلى تغيُّر في السلوك، إذ يميل الفرد إلى العنف وعدم المبالاة.

أما وفقًا للطعام غير الصحي، فعندما تعتمد بصورة أساسية على الوجبات السريعة المملوءة بالدهون المشبعة والسكريات، فإنها ترفع هرمون الدوبامين لديك بدرجة غير طبيعية، محدثة حالة النشوة التي تشعر بها عند تناولك وجباتك المفضلة، ولكن يكمن الخطر في الاعتياد على هذا الكم من الدوبامين الذي يفوق المستويات العادية، فمن الممكن أن تدخل في حالات من الاكتئاب على أثر ذلك وأنت لا تدري.

نصائح للتغلب على المشاعر السلبية

  • إن كان لا مفر من التعامل مع الأشخاص السامِّين، فيجب أن تقلل التعامل معهم قدر الإمكان، وتضع حدودًا صارمة في التعامل، ويجب أن يأخذ طابع التعامل الطابع الرسمي.
  • التطوير الذاتي وتطوير المهارات من أهم العوامل التي تساعد على محاربة المشاعر السلبية.
  • تحديد وقت ثابت وباكر للخلود إلى النوم، ويجب ألا تقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات.

عدد ساعات النوم

  • الاهتمام بالعناصر الغذائية المفيدة، مثل تناول الخضراوات والفاكهة بدلًا من الوجبات السريعة.
  • كن مرحًا، وحاول أن تبقى وسط أشخاص يحبون المرح.
  • يجب أن تأخذ دائمًا قسطًا من الراحة بين كل مهمة في العمل أو الدراسة والمهمة التي تليها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة