تأثير التربية في السلوك النفسي للمراهق

هل تعرف الفرق بين المراهق العنيف والمراهق الهادئ ذي الطباع الناضجة؟ المفاجأة أنه لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بنعم أو لا، على الرغم من أنه سؤال بأداة الاستفهام هل، فإن ما يجيب عن هذا السؤال، ويضع الأطر الأساسية له هو تأثير التربية في السلوك النفسي للمراهق.

يوجد كثير من المراهقين الذين لديهم مشكلة التذمر وكثرة الشكوى، فهل تعلم أن هذا الأمر ناتج عن الاستجابة الفورية لتذمرهم حينما كانوا أطفالًا؟ لا تتعجب من هذا الأمر، فأحيانًا الاهتمام الزائد ينتج عنه نتائج عكسية، ونقصد بالاهتمام الإيجابي أو السلبي.

ما تأثير التربية في السلوك النفسي للمراهق؟

تؤثر التربية في حياة الأطفال المراهقين؛ فتنشئهم على عادات معينة وسلوكات، وتتشكل شخصياتهم التي سيؤثرون بها في المجتمع حولهم، بل توجد أمراض نفسية عدة تحتاج إلى تدخل طبي تنتج من التربية داخل الأسرة.

حتى إن الطبيب في هذه الحالة تكون مهمته الأساسية تنظيف الآثار السلبية الناتجة عن التربية غير السليمة.

وعلى العكس يا عزيزي قد نجد التربية الإيجابية التي تنمي المواهب لدى المراهق والمهارات والقدرات، وتجعله متميزًا وسط أقرانه، وفي هذا المقال نتحدث عن التأثير في الجانب النفسي لدى المراهق، فهو يتأثر بمجموعة من الأساليب الشائعة بين الآباء في الطبقات الاجتماعية جميعها، ونبدأها بالأساليب العدوانية.

الأساليب العدوانية في تربية المراهق

حسب ما ذكر في إحدى الدراسات يعد تأثير التربية في السلوك النفسي للمراهق عنيفًا عندما يتربى المراهق بعنف؛ أي يتربى على أساس الضرب والإهانة من الأب أو الأم أو المسؤول عن تربيته؛ لأن ذلك سينمي داخله وازع العنف ضد المجتمع.

ومن علامات العنف ضد المجتمع المشاجرة مع الآخرين، وعدم التركيز في المدرسة، وعدم الاحتفاظ بالأمانة، وخيانة العهد، وأكدت الدراسة على أن هؤلاء يصابون باضطرابات صحية قد تؤدي إلى وفاتهم قبل بلوغ سن الخمسين.

وتشير الدراسة إلى عكس ما ذكر في السطور السابقة بالنسبة للأشخاص الذين تربوا تربية هادئة بعيدة عن المشاحنات والمشاجرات والضرب والإهانات.

أساليب تؤدي إلى تشتت الانتباه

يعتقد البعض أن مرض تشتت الانتباه وفرط الحركة ناتج فقط عن اضطراب في الجينات أو أي سبب علمي آخر، لكن يوجد سبب قد يجهله البعض وهو التربية العنيفة التي قد تؤدي إلى أعراض تشتت الانتباه، لكن ما يهم هو ما ينتج عن تشتت الانتباه وفرط الحركة.

فقد وُجد أن هؤلاء المراهقين معرضون لارتكاب الجرائم، والرغبة في كسر القانون، والخروج عنه؛ لأنهم يجدون في هذا السلوك تحقيقًا للذات بغض النظر عن النتيجة التي سوف يصلون إليها.

التربية العنيفة للمراهق

هذا بالطبع خلاف التأثير التعليمي المباشر، فمن ضمن تأثير التربية في السلوك النفسي للمراهق -وأقصد الأسلوب العنيف في التربية- فشل الطالب تعليميًا، وضعف تحصيله العلمي، وتأخر مستواه الإدراكي مع أقرانه، لا سيما زملاؤه الموجودون معه في الفصل الدراسي نفسه، فمن السهل على المعلم أن يشير إلى الطفل أو المراهق الذي يعاني اضطراب تشتت الانتباه الناتج عن التربية العنيفة للمراهق من طفولته، حتى بعد أن أصبح مراهقًا ومقبلًا على مرحلة الشباب.

أسلوب التجاهل

ذكرنا في بداية المقال قدرة التربية على أن تجعل من المراهق شخصًا سويًا قادرًا على مواجهة تحديات الحياة بمنتهى النضج، على عكس المراهق حينما يتربى وينشأ تربية خاطئة، وفي هذه الفقرة سوف نرمي إلى أسلوب من الأساليب السليمة في التربية، وقد نوهنا إليها في مقدمة هذا المقال.

عندما يتمتم المراهق بكلمات معينة بعد أن يطلب منه طلب معين لا يمتلك الرغبة في تنفيذه، لكنه ينصاع إلى أمرك على عكس رغبته -وليس غاضبًا على نحو حاد بالطبع- عليك في هذه الحالة إما أن تسايره وترد على تمتمته بكلمات جارحة، أو التنمر عليه بأي صورة.

وهذا الخطأ الشائع الذي يقع فيه معظم الآباء، ويلقي بظلاله السيئة على شخصه، لكن يمكنك تجاهل هذا السلوك، حينها سيمتثل المراهق لأمرك، وبعد مدة سوف يكف عن هذا الأمر، ورغم أننا نتحدث عن فعل التجاهل نجد أن التجاهل الحل الأمثل لمثل هذه المواقف، فليس الاهتمام بكل المواقف هو التصرف الصحيح في كل الحالات.

كيف تؤثر نفسيًا في المراهق؟

سنتحدث عن تأثير التربية في السلوك النفسي للمراهق من الناحية العملية، وسنسرد في بعض النقاط ما يمكن فعله لكي نرسي تأثيرًا إيجابيًا في نفسية المراهق.

  • يجب أن تعرّف المراهق بهذه المرحلة ومعالمها التي سوف تظهر عليه من الناحية الفسيولوجية أو النفسية أو العاطفية.
  • تجب مساندة المراهق ودعمه دائمًا، لا سيما في الأوقات الصعبة.
  • سيكون أسلوب الانتقاد المفرط بالغ الضرر على المراهق، ويجعله أكثر عندًا وعزوفًا عن الامتثال إلى أوامر الآباء.
  • يجب تشجيع المراهق على ممارسة الأنشطة العامة كلعب الرياضة والهوايات الأخرى مثل القراءة وغيرها.

المساندة والدعم النفسي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.