شاهدنا جميعا كأس العالم، شاهدنا كرة تختلف عن كرة القدم التي تعلب في ملاعبنا، شاهدنا روعة وجمال التنظيم والملاعب، كنَّا جميعا فخورين بما فعلته قطر، مستمتعين بكرة قدم حقيقية ومنافسة من طراز رفيع.
وفي وسط هذه الأجواء كان صديقي الميساوي في عالم آخر، هو مفتون بميسي وليس شيئا آخر يدعوا وهو يصلي في الحرم أن يحمل ميسي هذه الكأس التي طالما سعى إليها وتمناها، وكأنه إذا حملها فقد انحلت جميع العقد، وانتهت المصائب التي سقطت على رأس الكرة الأرضية.
هذا كله لا يمثل لي شيء.
اقرأ أيضًا لماذا اختار رونالدو النصر رغم عروض أوروبا وأمريكا؟
الخلاف على ميسي وكريستيانو
فهذا من وجهة نظري أمر طبيعي بالنسبة لكل محب لميسي فهو ساحر في هذا اللعبة ليس لاعبًا طبيعيًا، وكأنه نزل من بطن أمه وهو يحمل الكرة.
قلت: لا توجد مشكلة لديَّ أن يشجع صديقي ميسي ويدعوا ربه ليل نهار أن يحمل كأس العالم، وخاصة إذ كان مئات الملايين من محبي الفتى الأرجنتيني على نفس الطريق.
وقد كان وحمل الساحر الكأس وفرحتُ نكاية في رئيس فرنسا، وفرحتْ نصف الكرة الأرضية بهذا.
ولكن المحير بالنسبة لي أن أجد نفس الصديق، يعترض على إهدار النصر السعودي (من وجهة نظره) الأموال على كريستيانو، ويقول ويل للعرب من شر قد اقترب.
هل يمكن أن تنفق دولة مسلمة مئات الملايين على لاعب صليبي (على حد وصفه) ويتركون ملايين الجياع؟
هل تستحق لعبة هذه الملايين، وكيف تفعل المملكة هذا؟
صراحة تعجبتُ من كلامه، وإن كنت سمعته من كثيرين، إلا أن بعضهم أعلم من كتاباته وأراءه أنه ضد هذا سواء تعلق الأمر بكريستيانو أو بميسي أو بغيرهما.
أما حينما يتعلق الأمر بميسي فأصلي وأدعو أن يحمل كأس العالم لأنه يستحق، وحينما يتعلق بكريستيانو فهو صليبي لعين، أما رأت عينك أن ميسي أيضًا على نفس ملة الدون!
فلماذا شجعته ودعوت له؟
صديقي العزيز..
وطِّن نفسك إن كنت من محبي كرة القدم فاستمتع بها دون النظر إلى الأموال التي ينفقها من يتحكم في هذه اللعبة.
استمتع بكريستيانو، وميسي وهالاند وصلاح ومبابي ومودريتش واستمتع ببنزيما ونيمار، استمتع بفريقك المفضل ولاعبك المفضل، ولا تلتفت إلى حجم الإنفاق.
أما إن لم يكن لديك اهتمام بكرة القدم، أو لديك اهتمام ولكن ترى أن ما يفعله المسيطرون على مافيا كرة القدم سفه، فليكن هذا على طول الخط فيما يتعلق بلاعبك المفضل وبمنافسه، وبفريقك المفضل وبمنافسه.
كرة القدم عزيزي ليست مجرد لعبة كأي لعبة، إنها أصبحت أداة للسياسة والاقتصاد، بل ونشر الأفكار المختلفة، ولعلك رأيت هذا في مونديال قطر، القيمة ليست في كريستيانو كشخص ولكن في جلب من يحبه إلى صفك، وليست في ميسي كشخص وإنما في مئات الملايين الذين يتابعوه.
صديقي الميساوي..
بعد سنتين سنراك إن أحيانا الله بعد أن يشتري نادي السد القطري أو الهلال السعودي ميسي بنفس القيمة.
اقرأ أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.