"بين العقل والمشاعر".. خواطر وجدانية

 

في كثير من الأحيان يحاول البعض فرض إرادته فرضًا غير مقبول لنا، ثم يجب علينا قبول التحدي، وذلك بالتوازن في مواجهة المحاولات المضللة في عالمنا المعاصر إذا كانت وجهة النظر غير صحيحة، ولا تجسد طموحنا أو استراتيجيتنا وتتعارض مع مبادئنا.

هذه النوعية التي تسعى إلى استغلال مشاعرنا وحالة ضعفنا في لحظات معينة، لكي توقعنا في فخاخ قد لا ندرك خطرها إلا بعد فوات الأوان، فيتلون علينا معسول الكلام المغري، أو تستدرجنا أفعال إلى قرارات غير مدروسة، تمامًا كما يفعل من يضع العسل لذبابة تأخذ طعمًا لذيذًا قبل أن تقع في مصيدتها.

لكن الذي يجب أن نتعلمه أن القوة الحقيقية لا تأتي من الاستجابة لهذه المحاولات المغرية، بل من قدرتنا على التحكّم بعواطفنا واتباع العقل.

لقد تعلمت من الحياة أن المشاعر على الرغم من قوتها وتأثيرها العميق قد تضللنا في كثير من الأحيان، فهي غالبًا ما تدفعنا إلى اتخاذ قرارات قد نندم عليها، لا سيما عندما نسمح لها بأن تتحكم تحكمًا كاملًا بأفعالنا وتوجيه اختياراتنا.

ومع مرور الوقت سندرك أن العقل هو القائد الذي يجب أن نتبعه في التعامل مع المواقف الصعبة، فلم يعد بوسعي الاعتماد على العواطف فقط؛ لأنني تعلمت أن المشاعر قد تضلني وتدفعني إلى اتخاذ قرارات غير حكيمة، بدلًا من أن تقودني نحو الحلول المثلى.

الحياة تعلمنا أن التوازن هو السبيل الصحيح، تعلمنا كيف ندمج بين العقل الواعي والمشاعر الصادقة، كلما استطعنا اتخاذ قرارات مدروسة تحقق لنا النجاح والراحة النفسية، وكذلك تعلمنا كيف نحافظ على هذا التوازن في مواجهة الضغوطات، وكيف نمنع أنفسنا من الوقوع في فخاخ الآخرين الذين يحاولون استغلال ضعفنا العاطفي.

أهم الخطوات التي يجب علينا فعلها أن نتعلم كيف نميز النيات التي تكون وراء كلمات وتصرفات الآخرين، فعندما نكون في موقف يتطلب منا اتخاذ قرار مصيري، يجب أن نتوقف لحظة ونحاول فهم ما وراء التصرفات التي تعترضنا، هل هم فعلًا يهتمون بمصلحتنا، أم أنهم يحاولون التأثير فينا لتحقيق مصالحهم الخاصة؟

عندما نواجه تحديًا أو إغراءً، ينبغي أن نتعلم كيف نوقف تأثير المشاعر لحظات، ونلجأ إلى التفكير العقلاني، وعندما نتخذ القرارات بناءً على التحليل المنطقي بعيدًا عن التأثر بالعواطف، فإننا نكون قادرين على تفادي الوقوع في أخطاء قد تكلفنا كثيرًا.

ويجب أيضًا أن نثق بعقولنا وقدرتنا على اتخاذ القرارات الصائبة، لنصبح أقل عرضة للتأثر بتلاعب الآخرين، فالثقة بالنفس ليست فقط في الأفعال، بل في قدرتنا على التمييز بين ما هو صحيح وما هو مغرٍ، لكنه خادع.

من المهم أن نتذكر أنه لا بأس في طلب النصيحة من أشخاص موثوق بهم، أحيانًا يمكن لوجهات النظر الخارجية أن تضيف بُعدًا آخر للمواقف وتساعدنا في رؤية الصورة رؤية أوضح، لكن يجب أن يكون هذا الإرشاد قائمًا على المنطق والعقل.

أكبر معلم لنا في الحياة هو التجربة، فعندما نقع في أخطاء سابقة يجب أن نتعلم منها، ونتجنب الوقوع في الفخاخ نفسها، فالحياة تقدم لنا فرصًا لتطوير أنفسنا، وكلما تعلمنا كيف نوازن بين مشاعرنا وعقولنا أصبحت قراراتنا أكثر حكمة ورؤية.

في نهاية المطاف ليس من طريق واحد صحيح للحياة، لكن بالتأكيد طريق العقل هو الأقرب إلى الحكمة والتوازن النفسي، والمشاعر جزء من تجربتنا الإنسانية، لكن لا ينبغي لها أن تقودنا إلى الطريق الخطأ.

بالعقل نحقق توازنًا دقيقًا بين ما نشعر به وما هو صواب، وعندما نسيطر على هذا التوازن، نكون في حالة من الاستقرار الداخلي، وقادرين على مواجهة محاولات التوجيه المضلل بكل هدوء ووعي.

 

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة